إنطوني آشورث في ذمة الله

ومما يثير السخرية أن وفاة آشورث نفسها تم “التعتيم” عليها من قبل إعلامنا المحلي رغم حساسية دوره في بناء إعلام السلطنة، وذلك في إشارة واضحة ممن ورث دوره من مسئولينا على أنهم قد تعلموا دروس “تنظيف السمعة” جيداً ونجحوا إلى حدٍ كبير في تطبيقها حتى على أستاذهم نفسه!

pen in coffin

انتقل إلى ذمة الله الإستشاري السابق بوزارة الإعلام العمانية إنطوني آشورث  (Anthony Ashworth) [ 28 يوليو 1921م – 27 يناير 2011م] وذلك في منزله الكائن بـ جزيرة مان The Isle of Man.

الرجل الذي خدم عُمان منذ السبعينيات حتى طرده منها لأسباب غامضة في بداية الألفية الجديدة كان يُعتبر “بوابة عُمان الإعلامية” بالنسبة للصحفيين الأجانب الراغبين في الحديث عن عمان، كما أنه يُعد الأب الروحي لوزير الإعلام السابق – المستشار الثقافي لجلالته حالياً – عبد العزيز بن محمد الرواس، ويمكن إعتباره مهندس فكرة التعتيم الإعلامي الخارجي الذي تمتاز به مؤسساتنا الإعلامية المختلفة حيث كان همّه الأول هو “تنظيف” سمعة السلطنة في الخارج حتى ولو تطلب ذلك ملاحقة الصحفيين – حرفياً!- لمحاسبتهم عن كل فقرة سلبية كتبوها عن عمان.

ومما يثير السخرية أن وفاة آشورث نفسها تم “التعتيم” عليها من قبل إعلامنا المحلي رغم حساسية دوره في بناء إعلام السلطنة، وذلك في إشارة واضحة ممن ورث دوره من مسئولينا على أنهم قد تعلموا دروس “تنظيف السمعة” جيداً ونجحوا إلى حدٍ كبير في تطبيقها حتى على أستاذهم نفسه!

ومن الجدير بالذكر أن الكاتب والصحفي الإنجليزي “جون بيسانت” هو من ذكر لي قبل أيام خبر وفاة إنطوني، و بيسانت كان قد تطرق سابقاً إلى دور آشورث المؤثر في سلطنة عمان وذلك في كتابه  “عمان … القصة الحقيقية و المؤامرة على دولة عربية”.

ولهذا فمن هذا المنبر أتقدم بأحر التعازي إلى معالي عبد العزيز الرواس لوفاة والده الروحي سائلاً الله عز وجل أن يعجل بوفاة “إرثه” الإعلامي السيء الذي يرزخ فوق كاهلنا منذ عقود.

روابط مهمة:

–          ترجمة مازن الطائي لما كتبه بيسانت عن إنطوني آشورث:

http://alharah.net/alharah/t241-5.html#post31749

منوعات

عن الكاتب

بدر العبري