سلسلة مقالات في علم اللغة الاجتماعي – 1

وفكرة هذه الطريقة هي توزيع ظاهرة لغوية ما، التي تظهر في منطقة ما وتحديدها على الخرائط الجغرافية برموز خاصة توضح حدودها وعدد المتكلمين بها ،والأغراض التي تستخدم فيها ،والفئة أو الطبقة ،أو القبيلة_إن وجدت_ التي تمثلها،وعلاقتها بالمناطق المجاورة ،وبيان مدى تأثير هذه الظاهرة بالمناطق المجاورة وما إلى ذلك. و منذ نهاية القرن التاسع عشر ظهرت مجموعة من الأطالس اللغوية كالأطلس الالماني،والأطلس الفرنسي،والأطلس الأمريكي.وكلها تحتوي على خرائط لغوية تعود إلى لهجات لغات متعددة كما تحتوي على ظاهرة أو مجموعة من الظواهر اللغوية ،أو اللهجية. تساعد هذه الأطالس اللغوية في دراسة تطورات الأشكال اللغوية العائدة إلى المناطق المختلفة ضمن اللغة الواحدة.

 

دراسة اللهجات الجغرافية(1) – 

إن انتشار الجماعات البشرية على نطاق جغرافي واسع يزيد من رقعة الاختلافات ،والفروق اللهجية بين اللهجات المحلية،فتختلف فيما بينها اختلافا كبيراً في المساحة التي تشغلها كل لهجة من اللهجات.بالرغم أنها من لغة واحدة ،ومن أصل واحد فمنها ما يشغل مقاطعة ، أو منطقة ،أو ولاية ؛ ومنها ما تضيق منطقته فلا يشمل إلا بضع قرى صغيرة ؛ومنها ما يكون وسطا بين هذا وذاك.وكثيراً ما تختلف هذه المناطق اللغوية في حدودها عن المناطق المصطلح عليها في التقسيم الإداري والسياسي.
فقد تشترك لهجتان أو أكثر في ظاهرة لغوية واحدة؛ لذا تعد من إقليم واحد وقد أطلق علماء علم اللغة الاجتماعي على هذه اللهجات ب(اللهجات الجغرافية).كما هو الحال في منطقة الباطنة في بعض ولاياتها حيث تظهر بعض الظواهر اللغوية كإبدال الحرف الجيم ياءً عند النطق كقولهم : (جَاليِّ) بدلا من (قال لي).و (رِيّال) بدلاً من (رجُل) وغيرها من الألفاظ.
والهدف من دراسة اللهجات الجغرافية هو معرفة التغيرات الحاصلة في اللغة في كل المناطق التي تتكلمها؛لذا ابتكر علماء علم اللغة الاجتماعي عدة طرق لتوضيح هذه الدراسة ومن أهمها:
وضع الأطالس اللغوية:
وفكرة هذه الطريقة هي توزيع ظاهرة لغوية ما، التي تظهر في منطقة ما وتحديدها على الخرائط الجغرافية برموز خاصة توضح حدودها وعدد المتكلمين بها ،والأغراض التي تستخدم فيها ،والفئة أو الطبقة ،أو القبيلة_إن وجدت_ التي تمثلها،وعلاقتها بالمناطق المجاورة ،وبيان مدى تأثير هذه الظاهرة بالمناطق المجاورة وما إلى ذلك. و منذ نهاية القرن التاسع عشر ظهرت مجموعة من الأطالس اللغوية كالأطلس الالماني،والأطلس الفرنسي،والأطلس الأمريكي.وكلها تحتوي على خرائط لغوية تعود إلى لهجات لغات متعددة كما تحتوي على ظاهرة أو مجموعة من الظواهر اللغوية ،أو اللهجية. تساعد هذه الأطالس اللغوية في دراسة تطورات الأشكال اللغوية العائدة إلى المناطق المختلفة ضمن اللغة الواحدة.
وقد نالت فكرة الأطالس اهتماما كبيرا في العصر الحديث ؛وذلك للاسهامات التي قدمتها للدراسات التطبيقية وخاصة في ميدان علم التاريخ اللغوي.واتضح ذلك في الصيغ الحية للغة أي بلد،بالإضافة إلى ما تحويه من خصائص لهجية متنوعة،وقد ساعد هذا كثيرا علماء اللغة التاريخيين،وخاصة عند تحديد معالم التغير التي تمت في الماضي حينما تكون الشواهد المطلوبة مفقودة،أو غير كافية.

سامية البُحرية
ماجستير في علم اللغة الاجتماعي
للتعليق وإبداء الرأي يسرني التواصل معكم على البريد الالكتروني
Saamee71@hotmail.com

العدد الرابع عشر ثقافة وفكر

عن الكاتب

سامية البحري