لا أشبهُ أحداً

ما يلِيْ .. جزَّ حنجرَة!

إلى .. ابراهيم

(1)

لا أشبهُ أحداً .. إلا صوتَ المحرومِين على الأرضِ ..

وفي الأروقَةِ الخلفيَّة ..

لا أشبهُ أحداً إلا دمعي المسكُوب على أرصفَة الطرقَاتِ .. ودمعي المسكُوب على أرصفَة الطرقات كقلبيْ ..

لا يصلُحُ إلا للحُزنِ

وأشياءٍ أخرى

(2)

وجهِي أحمرُ كالطِينِ ..

صعدتُ إلى أعلى الغيمَاتِ لأمطرَ شكّي ويقينيْ

ولعلَّ السفاحينَ إذا صامُوا عن قتلاهُم ..

            .. شربُوا

من

 ماء

حنينيْ

يا أصحابِي الملهُوفون .. أغيثــــُوني

منْ موتِ الأحيَاءِ  ..

ومنْ قيثاري الملعُونِ

يا أصحَابي الملهوفُون .. أغيثُــونيْ

منْ لعنةِ موتيْ والشكّ ومن صلوَاتِ شياطيني

حتى يحمِلنيْ الحبّ ..

            أغيثُــــوني

                        فلعليّ أتشكّل كالغيمَاتِ .. طريقاً مطريّاً

أتشكّلُ ..

شجرَةَ زيتُونِ !

ولعلّي .. من رائحَةِ الخبُزِ الموشوم على شَعريْ ..

يقتاتُ الموتَى .. فيقُونيْ

من رائحَةِ الموتِ ومنْ أشوَاك الزّقومِ ..

(3)

نـ ـا رٌ تشتعلُ على جسَدِي .. نـــارٌ تشتعلُ  على جسدِي اللا يشبهُ أحداً

جسِدِي .. لا

يشبهُ

أحداً

                        لا يشبهُ .. لا يشبهُ .. لا يشبهُ

إلا أمطَار الصّيف المجنُون

قافيتيْ .. لا تشبهُ أحداً .. لا تجرحُ أحداً .. لا تؤذي أحداً

إلا

بطنَ الممتلئين بقتلاهُم ..

مصاصي الشهداء .. السفّاحين القتلة ..  ممسُوخي الأوجهِ .. أبناءِ القحبَة .. أجسَاد الإثمِ .. مواخِير الحربِ .. المأثومُين ، عبيد السُوط وأولادِ الكلبِ

الـ عجزوا عن إحصاء القتلى وانشغلُوا بالدولاراتِ وأوسوَاق البُورصَةِ والنّفط ..

(4)

لا أشبهُ أحداً .. لكنْ من يشبهُ حُزنيْ ، من يشبهُ قدرِيْ؟

آهٍ          آهٍ         آهٍ

كمْ أتوسّلُ أن يعتقنيْ القدرُ المطليّ بأشكالِ القاذرواتِ من العفَنِ المدقعِ ..

كمْ أتوسّلُ .. أن يرحمنيْ القدرُ الأحمقُ من عبَّادِ المنصبِ      …         والسّلطانْ

آهٍ .. كم أتوسّلُ أن يعفينيْ من مدِّ يدي                                         للشيطانْ

آهٍ كم أتوسَّل ألا يطمسَ منْ جوفِيْ                                             الانسَانْ

(5)

لا أشبهُ أحداً وأنا في تابُوتيْ الأبيَض أتقيّأ ملحاً ويجفّ بحنجرتيْ البحرُ الميِّتُ إلا من صوتِ المَوجْ

يبكينيْ

أنّي لا يبكينيْ الموتُ ..

ويحرقنيْ

أنّي لا أحترقُ بنارِ الصمتْ

يرجمنيْ

الرّجمُ الوحشيّ لتاريخِ الشّهداءْ

ويدنينيْ منْ أعمقِ حفرِ الأرضِ الـ ما اتّسعتْ للموتَى “قبلَ” الأحيَاء!

أحترفُ القتلَ العمدَ لأحزَانيْ .. فأنا من تاريخٍ مرسُومٍ بالحزنِ .. ولكنْ مكتُوب بيدِ السّعداء

آهٍ كم يلعننيْ حُزنُ الشّهداء

سأمُوتُ

            أموتُ

سمَائي عارية ٌ وغيوميْ انتحرتْ بالماءْ!

لا عاصِمَ ليْ اليَومَ من الماءِ سوَى نصفِي القمريّ

سأقسم نفسي نصفينِ:

  1. النِصف الأوّل كي أقتــَلَ
  2. والآخرَ كي يبصَر قتليْ

وليبكِيْ .. مثلَ صغير مفطُومٍ عن ثديِ البحرِ .. وحضنِ الرّملِ .. وأموَاجٍ تبطِشُ لسمَاءْ!

(الأخيــــر)

….

…………

………………

لا أشبهُ أحداً لا أشبهُ .. إلا قاتليْ المأجُور من السّلطات ولونَ دَميْ!

أدب العدد التاسع عشر

عن الكاتب

عائشة السيفي

شاعرة عمانية