جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب

إن الأمم التي تتمكن من رسم اسمها في سجلات التاريخ، هي تلك التي يتمكن مثقفوها من غمس اصابعهم في حبر الزمان. ولم يكن النتاج الثقافي والفكري يوما بدعا على العمانيين، وانما يتكئ المثقف العماني على ارث كبير من النتاج الثقافي والفكري والادبي الذي انتجته العقلية العمانية على مر السنون. لذا فان الاحتفاء بالنتاج الثقافي والفني والادبي للانسان العماني يعد التفاتة طيبة وتقديرا جميلا من لدن جلالة السلطان لهذا الإرث الحضاري. لقد جائت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب حافزا وداعما للمسيرة الادبية والثقافية والفنية العمانية. لم تاتي هذه الجائزة لتصبح المآل الاخير والمنية والمراد للمثقف العماني، وانما اتت لتزرع في نفوس المبدعين روح المنافسة والابداع، على غرار الكثير من المحافل والجوائز العالمية التي جاءت لتقدر الانسان المبدع. وعليه يجب ان تصبح هذه الجائزة مركز كشف لمناطق القوة عند المبدع العماني، وطريقا يلتمس فيه المزيد من المؤسسات التي ينبغي عليها ان تخدم الارث الثقافي العماني من جهة وان تنمي حاضره وتبني مستقبله من جهة اخرى. فالتنافس بين المبدعين العمانيين واحتكاكهم بغيرهم من المبدعين العرب قادر على اكتشاف اعداد اخرى من الكتاب والفنانين الموهوبين. هذا الكشف لا يجب ان يهدر او يضيع بل يجب عليه ان يجد من ياخذ بيده نحو المزيد من الاحترافية في العمل، واستمرارية اطول في مجالات البحث والكتابة والابداع. فوضع مجلس امناء الجائزة البحوث التاريخية كاحد النشاطات التي يتنافس عليها الباحثون، يجب ان تقابله المؤسسات المعنية بجانب البحث التاريخي كجامعة السلطان قابوس ووزارة التراث القومي والثقافة يجب ان تقابله بمجموعة من الاجراءات التي تسهل لهذا الباحث ما يمكنه من الوصول الى مبتغاه من طرق ووسائل بحث، وبذا تزداد وسائل الكشف المعرفي والبحث العلمي في البلاد في مجال التاريخ مما قد يسهم لاحقا الى وجود مؤسسة فاعلة تعنى بالبحث في الجانب التاريخي. والخلاصة ان لهذه الجائزة اذا ما استغلت افضل استغلال ان تمهد السبيل نحو تنشيط الحركة البحثية والثقافية في البلاد، اما اذا وضعت في اطارها الملكي واعتبر الوصول اليها بريستيجا برجوازيا فقط فان بريقها سوف يخفت ونارها سوف تخبو. اننا ندعو جميع المؤسسات المعنية بالجانب الثقافي والفكري والفني والادبي ان تتفاعل مع هذه الجائزة بما يضمن تحقيق اكبر منفعة منها، وادعوا كذلك مجلس امناء الجائزة ان يعمل على الترويج عليها في الداخل والخارج، لتصبح منارة هدى تشع نور المبدع العماني ليصطف بجانب اخوانه من المبدعين العرب.

حفظ الله عمان ارضا وشعبا وقيادة

العدد الثالث والعشرون ثقافة وفكر

عن الكاتب

المعتصم البهلاني

رئيس تحرير مجلة الفلق الإلكترونية