قِراءت شَاردة

(1)

تَمرّين يا أمَّ سَعْدٍ  حَنيناً وجُرْحاً

وبُعْداً ودَمْعَةً

يَمرُّون مَن أخْرجوك تِباعاً

منَّا ومن آخرينَ قَريبينَ  في بؤس  فِكْر’ْ

بَعيدون يا أمَّ سَعْد

لما ابتعدَ الحُلم  عن نَخْلةٍ بائسة

بعيدون مِثل البداية عن  آخر الهاربين

إلى شهوةِ الليل

ننسَى الطَريق إلى حُزننا كَي نعود

إلى سَطوةِ الذَات  حَسْرة

(2)

سَتمنحُ ني هذه الارض جِلداً سميكاً

من الشوق للماء

والعَابرين على شجرة السِّدر عِشقا

إليك

لأنكِ من تُدركين

لماذا أنامُ وبي تَعبُ الألفِ عامْ

أنا مُوقَدٌ بانكفائي على الصَّمت

لا يَعْرف الاخرون : لماذا أغنّي على

فقْد تيه الحجارة

من غَيرِ ظِليِّ الذي ما  اتَكأتُ على غيري

في المسَير

فهلَ يدَّعون اشْتِقاق الكلامْ

(3)

مُدَانٌ لاني تَركتُ القطعَ على حَافَةِ

الجُرْف

يَسْأل صَخْرتَه أنْ تمدَّ الحقيقةَ

زَيفاً بَريئاً

أمامَ البدايات والخَاتمةْ

مَتى عَلَّمتني الحياةُ اتساعي

سأرفضُ أشلاءها الجَاثمةْ

وأتبعُ رائحةَ الغَيم

والأغُنيات الجَميلة بين

الفِجَاج

وأصْعَدُ للقمَّة  الدَّائمةْ

(4)

أَنا الآن عُصفوركِ المُسْتَبدَّ بكِ .

الحبَ أنّى تكوني

بعينيكِ أقرأ زهْرةَ السُفوح

وأرسمُ عُصفورتي الشَّارِدةْ

مِن القُدس

عدتُ حَزينا إعليها

في القُدْس لاقُدْس

لي عائدةْ

قِراءت شَاردة

محمود حمد

السجن المركزي

3/2/2013

 Scanned from a Xerox multifunction device001 Scanned from a Xerox multifunction device002

أدب العدد الرابع والثلاثون

عن الكاتب

محمود حمد