فَما اللّيلُ يَعْبرُ بي نَحو آخِره

كتب بواسطة محمود حمد

فَما اللّيلُ يَعْبرُ بي نَحو آخِره

إنما ما يُباغتني في انتظار الصّباح

إلى غيرِ شيءٍ مِما يُقَالْ

تِذِكّرتُ أني سأرجِع قبلَ وصُولي

إلى شُرْفتي في بلادي الصَّغيرة

أٌخَبِّئ ما قلتُ عَن صَخَبِ الحُزنْ

هَلْ تَنتهين؟

لابَد من ظلِ شَعْرك

أغرسُه نَخْلةً لا يُحِبُّ الكَثيرين

غَيري

وحينَ تُعيدينَ مَا قُلتُ

أداعِبُه في يديكِ

فأنتِ كما أنتِ

أمُّ القَصيدة أمُّ البلاد البَعيدة

أمُّ الحقيقة

والجُرح والحُزن و الاغْتراب

أمُّ المَساءْ

سَأذْكرُ أَنّي رَقَصتُ و (كَاتي ) تُراقصني

وَحْدَها غضَباً

لَمْ أكُنْ حافِلاً بالنجوم

ولكنّي حَافلٌ بالضياء

لَمْ أكُنْ عارفاٍ ” كيفَ نامت وقَامتْ “

والمُوسيقى تلّون ( مَنْ جاءَ أو عاد )

إنَّما كُنتُ أرقصُ وَحْدي عَلى الظلِّ

في آخِر اللّيل

ضَوءُ المَصابيح يَرْصد هَذا الجَنون

الجَميلَ

وَيَسْجدُ مُبْتَهجاً

فالتّرابُ يُبدّدُ أحزانه بالصّفاءْ

سَأذكرُ أنَّي قرأتُ

” لماذا تركتَ الحُصانَ وحيدا “

وما قال طاغورُ في الحُبِّ

أو عُمْقَ ( سَارتر ) في الآخر

وَصْفَ المَباني الوَديعة

في البُندقيةَ … ولَكنني بعد كُلِّ الحُروف

لَم أعرف الصَّبر في جرح

 نَفسي

لتولدَ مِن عُمْقِها طفْلَةً مِن عَراءْ

هَل تنتهين لأبدَ من وجنتيك

وأكسوا هذا الفسيح من الكون

ما أنتِ حيثُ أشاءْ

سأذكر أني بقيتُ وحيدا

وبين الكثيرين عُدْت بعيدا

وأنتِ تمرين بالقُرب مِنّي، ولا تَسْأليني

سوى أنْ أعود إليك شَبيها

وَمازلتْ – سَيّدتي – تَسألين

ولكِنّي لم أعُدْ من بلادي البعيدة

حِتى أوسِّد رأسَك صَدْريَ

في ليلةٍ من ليالي الشِّتاءْ

29/1/2013

Scanned from a Xerox multifunction device001 (1)

Scanned from a Xerox multifunction device002 (1)

أدب العدد الخامس والثلاثون

عن الكاتب

محمود حمد