ظلال العزلة

كتب بواسطة عزيزة الطائي

ظلتْ واقفة عمرا عند مرسى شارع الحب، حتى شاخ وجهها. كانت المياه تغمر الأفق. قالت: صعب أن ترهن عمرا بكامله لحساب رجل، هو مجرد غيمة هاربة تمنحك إحساسا قويا بالحياة. أخرجت المرآة من الحقيبة ورمتها.

 

 

 

 

مرآة

 

 

كسرتْ مرآتها التي أحبطتها لسنين، وقررتْ أن تخرج للعالم بحال جديد. أنصتت متأملة كتل القبح البشري من حولها. قالت: كنتُ في نعيم. بعد أيام لم يبقَ حولها أحد. فرممتْ مرآتها التي كسرتها.

 

***

 

 

 

 

 

كبرياء

 

 

التقت عيناهما صدفة عند مرسى الحب. قال لها: أعذريني إن سببتُ لك جرحا في الماضي.. فالحاضر أصبح لي، عدتُ إليك بقلب آخر.. أحمل معي مستقبلا جميلا. استجمعت قواها، وقررتْ الحفاظ على بقايا كبريائها، وقالت: أعذرني سيدي، هل أعرفك؟!!

 

***

 

 

 

 

 

 

بقايا

 

 

تنجز الملفات المكدَّسة بصمت ورويّة. تعود بعد يوم منهك بأمل جديد. ذات نهار.. وهي تقترب من البيت فرَّتْ الحمامات من على السور، رفرفت بعيدا حتى أكلها السحاب. قالتْ: سأجعل كلَّ حزن فرحا.. كلَّ قديم جديدا.. هذا ما تبقى لي من زاد الطريق.

 

***

 

 

 

 

 

 

فخ

 

 

التفتتْ صوب الشارع المحاذي متأملة وجوه المارة، تبحث عن وجه بينهم أحرقها وجده، لم تجده… قالت: كيف وقع الحب في فخ اليأس؟ وتفاصيل أحلامنا في ثقب أسود، تأكله الديدان؟!!

 

***

 

 

 

 

 

 

 

رحيل

 

 

كانت تخيط صدارات القلوب الصغيرة، وتشعل الأمل في القلوب اليائسة. غنّت مع الشمس أغنيات الطفولة. حتى داهمها المرض. انزلقت نحو الأعماق، وحلقتْ روحها البيضاء إلى السماء التي تليق بها.

 

***

 

 

 

 

 

 

 

غياب

 

 

قاومت الغياب بعشق موغل. حرست النجوم ليبقى عشها خصبا. وحين فاجأها بأخرى. قررتْ الانسحاب. بقي يبحث عن وجودها كلَّما ارتمت السماء على ساحل من ذهب.

 

***

 

 

 

 

 

 

 

دمعة

 

 

تمسح دمعة سالتْ من عيني بألم دفين. مددتُ يدي المخضبة بالحناء لذراعها الآمنة. كانت الأساور تقيد معصمي. شعرتُ بالغثيان يدفعها إلى الاختناق. تسللتْ من القاعة. التفتتْ إليه بحنق، قالت: إني أكرهك، أكرهك، أنت من حرمني فرحتي.. ظلت زهرة الليل غائمة في هواء الغرفة.

 

***

 

 

 

 

 

انتظار

 

 

ظلتْ واقفة عمرا عند مرسى شارع الحب، حتى شاخ وجهها. كانت المياه تغمر الأفق. قالت: صعب أن ترهن عمرا بكامله لحساب رجل، هو مجرد غيمة هاربة تمنحك إحساسا قويا بالحياة. أخرجت المرآة من الحقيبة ورمتها.

 

***

 

 

 

 

 

 

وداع

 

 

سافر معانقا نصفا ليس نصفه. أخذ ظرفا مكتوبا عليه بخط أسود الأيام الحلوة بيننا في الهاوية.. كيف التهمت ألسنة النار صورنا معا، والتهمت حبنا، وأصبح ماضيا؟! وكتب: عزاؤك أنَّك ألمي المسافر معي. فما علق في ذاكرتي أجمل هدايا للوداع. تمضي السنون ولاتزال رائحة المسك تفوح من الدواة.. بينما خيوط الحرير  تسرد الحب.

 

***

 

 

 

 

 

أرق

 

 

عاشت أيامها شتاء ترتجي عودته. يطرق البرد بابها والذئاب تحوم حولها. تتوسد مخدته في منامها. يشتد الحنين، فيسكن بيوتا كثيرة من النساء اللواتي حلمن بعودته. بقيتْ بين اليقظة والحلم.

 

***

 

 

 

 

 

 

 

تِيه

 

 

منذ بدأت الحكاية وهما في تيه مستمر. حتى تحول الحلم إلى ضباب سماوي كعاصفة الصحراء غباره تسلل إلى ثناياها. ظلّه يفترسها دون رحمة، وكلّما سمعت كلمة حب شهرت مسدسها.

 

***

 

 

 

 

 

 

 

نسيان

 

 

مدتْ ذراعيها كأغصان شجرة حالمة بالربيع. تكشَّف جسدها الناعم. حاولتْ النهوض كي لا تبقى غافية. ينسحق جسدها بين طيّات السرير. لملمت أشلاءها، ووضعتها في ركام ذاكرتها.

 

***

 

أدب التاسع والأربعون

عن الكاتب

عزيزة الطائي

كاتبة عمانية