خطاب السلطان

كتب بواسطة خليفة سليمان

أيها المواطنون الأعزاء …
انه لمن دواعي سرورنا ان نحييكم وبلدنا العزيز في هذه الايام المباركة على مشارف ذكرى الرابعة والاربعين لمسيرة نهضته الظافرة التي تسير وفق الثوابت التي ارسينا دعائمها منذ اليوم الاول لها واننا لنحمد الله عز وجل ونشكره ونثنى عليه على ما يسر لنا من رشد وصلاح للأخذ بهذه المسيرة نحو دولة عصرية راسخة الاركان ماضية بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد من التطور والنماء

جلالة السلطان مخاطبا شعبه من ألمانيا: شاءت الإرادة الإلهية أن
تتزامن (مناسبة العيد الوطني) هذا العام ونحن خارج الوطن العزيز للأسباب التي تعلمونها .

بعد صمت دام لأشهر ، وبعد أن تكاثرت الشائعات حول موعد عودة جلالة السلطان قابوس بن سعيد (حفظه الله) إلى أرض الوطن ، وجه جلالته في صباح يوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر 2014م كلمة لشعبه من مقر إقامته بجمهورية ألمانيا حيث يتابع برنامج طبي بعد وعكة صحية تعرض لها في صيف هذا العام (2014) والتي يجهل جل الشعب العماني – حتى الآن- أسبابها مما فتح المجال لبعض وسائل الإعلام الخارجية ومواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق الشائعات حول صحة جلالته وطبيعة مرضه بل أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن مستقبل السلطنة في مرحلة ما بعد جلالته لا قدر الله.
كلمة جلالته أثلجت قلوب العمانيين المتعطشة لأخبار السلطان، الذين اعتادوا على ظهوره في مناسبة العيد الوطني من كل عام ، كما أنها وضعت حدا للشائعات التي تنطلق بين الفينة والأخرى عن وضعه الصحي أو عن موعد عودته إلى عمان.
هنأ السلطان في كلمته شعبه بمناسبة الذكرى 44 للعيد الوطني وشكر لهم حرصهم على الاطمئنان عليه والدعاء له، مؤكدا على استمرار المسيرة العمانية التي تسير نحو دولة عصرية راسخة الاركان ماضية بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد من التطور والنماء كما أشار جلالته. وجه السلطان كلمته وتهنئته بمناسبة العيد الوطني والتي شاءت الإرادة الالهية – كما جاء في الكلمة – أن تتزامن هذه التهنئة في هذا العام وهو خارج الوطن للأسباب التي يعلمها الشعب، والتي ولله الفضل أن هيأ له من النتائج الجيدة ما يتطلب منه متابعتها حسب البرنامج الطبي خلال الفترة القادمة ، وهو ما أشار إليه البيان السابق الصادر من ديوان البلاط السلطاني قبيل عيد الأضحى المبارك.
وهنا يتأكد ومن خلال كلمة جلالته بأن غيابه عن أرض الوطن ربما سيطول وذلك حسب ما تمليه ضرورة البرنامج الطبي الذي يتابعه في ألمانيا، كما يتأكد ومن خلال خطابه متابعته المستمرة لشؤون البلاد وهذا ربما ينعكس إيجابا على المستوى الشعبي الذي بات قلقا على صحة جلالته.
في ختام الكلمة بعث جلالته بتحية للقوات المسلحة مؤكدا على الدعم المستمر والمتواصل لها تحديثا وتطويرا لتكون منظومة متكاملة ومهيأة لتنفيذ أي مهمة تسند إليها في سبيل الحماية والدفاع عن الوطن، وهو ما يؤكد على الدور المهم للجيش العماني في حماية الوطن في ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث .
كلمة جلالة السلطان لشعبه من ألمانيا هي تأكيد لنهج سار عليه منذ بداية توليه حكم السلطنة ، حيث دأب على الخطاب المباشر مع المواطنين من خلال توجيه خطاب سنوي للشعب – غالبا ما يتزامن مع ذكرى العيد الوطني للبلاد – أو في الجولات السلطانية شبه السنوية وحديثه المباشر مع المواطنين وشيوخ وأعيان المحافظات، أو يلقيه في افتتاح أدوار الانعقاد السنوي لمجلس عمان. هذا النهج الذي غاب منذ ما يقارب العامين عن المواطن العماني ، حيث كان أخر حديث مباشر من جلالته للمواطنين بسيح الشامخات بولاية بهلا في يناير من عام 2013م ، ولم يظهر جلالته – كعادته السنوية – في ذكرى العيد الوطني 43 للبلاد .

نص الخطاب السلطاني بتاريخ 5 نوفمبر 2014م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
أيها المواطنون الأعزاء …
انه لمن دواعي سرورنا ان نحييكم وبلدنا العزيز في هذه الايام المباركة على مشارف ذكرى الرابعة والاربعين لمسيرة نهضته الظافرة التي تسير وفق الثوابت التي ارسينا دعائمها منذ اليوم الاول لها واننا لنحمد الله عز وجل ونشكره ونثنى عليه على ما يسر لنا من رشد وصلاح للأخذ بهذه المسيرة نحو دولة عصرية راسخة الاركان ماضية بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد من التطور والنماء .
وانه يسرنا ان نوجه إليكم جميعا التهنئة بهذه المناسبة السعيدة التي شاءت الإرادة الالهية ان تتزامن هذا العام ونحن خارج الوطن العزيز للأسباب التي تعلمونها والتي ولله الفضل ان هيأ لنا من النتائج الجيدة ما يتطلب منا متابعتها حسب البرنامج الطبي خلال الفترة القادمة . معبرين عن سرورنا العميق وشكرنا البالغ على ما ابديتموه وتبدونه من مشاعر صادقة ودعوات مخلصة والله العلي القدير ندعو بان يحفظكم ابناء عمان المخلصين ويرعاكم كراما اوفياء .
كما يسرنا ان نحيي قواتنا المسلحة الباسلة بكل قطاعاتها في جميع ثغور الوطن العزيز على دورها الوطني الجليل الذي يلقى منا كل التقدير على الدوام مؤكدين سعينا المستمر بعون الله في مدها بكل ما هو ضروري من المعدات للقيام بإداء واجبها ورسالتها النبيلة في حماية تراب الوطن والذود عن مكتسباته .
نسأل الله ان يمدنا بعونه ويؤيدنا بتوفيقه بكل ما فيه خير عمان ، انه سميع قريب مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قابوس بن سعيد

حفظ الله عمان وجلالة السلطان وأهلها من كل مكروه.

الرابع والخمسون سياسة

عن الكاتب

خليفة سليمان

كاتب وأديب عماني