8/1/2000 وفاة الشيخ محمد بن شامس البطاشي

كتب بواسطة ذاكرة وطن

لا يكاد يذكر اسم الشيخ محمد بن شامس البطاشي، الا وذكرت معه قائمة طويلة من الصفات الحميدة، والسمات الخلقية الرفيعة، مقترنة بهمة عالية ورغبة لا تعرف الكلل أو التعب في العمل والانجاز. وبالإضافة إلى هذا التوافق من القاصي والداني، القريب والغريب على خلق شيخنا صاحب السيرة، ونبل طبعه وهمته العالية كذلك يشار اليه باعتباره عالما جليلا، من كبار علماء سلطنة عمان والأمة الإسلامية في تاريخها المعاصر، واسع الاطلاع، غزير الانتاج العلمي، صاحب ملكة شعرية فياضة قل نظيرها.

” ناظم أضخم ديوان شعري باللغة العربية، الشيخ محمد بن شامس البطاشي ينتقل إلى رحمة الله تعالى”

لا يكاد يذكر اسم الشيخ محمد بن شامس البطاشي، الا وذكرت معه قائمة طويلة من الصفات الحميدة، والسمات الخلقية الرفيعة، مقترنة بهمة عالية ورغبة لا تعرف الكلل أو التعب في العمل والانجاز. وبالإضافة إلى هذا التوافق من القاصي والداني، القريب والغريب على خلق شيخنا صاحب السيرة، ونبل طبعه وهمته العالية كذلك يشار اليه باعتباره عالما جليلا، من كبار علماء سلطنة عمان والأمة الإسلامية في تاريخها المعاصر، واسع الاطلاع، غزير الانتاج العلمي، صاحب ملكة شعرية فياضة قل نظيرها.
ولد الشيخ البطاشي في بلدة مسفاة بني بطاش من أعمال ولاية قريات عام 1912، نشأ يتيم الأب فتولت والدته شؤون تربيته، لمست والمحيطين به من أقربائه مذ بواكير عمره رغبة في التحصيل والمعرفة، فهيأت له أمه مناخات التعلم بأفضل ما يمكن من وسائل وإمكانات متاحة بالقياس إلى الفترة الزمنية التي عاشها، حتى إذا بلغ مراحل الرشد، قصد ولاية نزوى التي كانت في تلك الآونة محجا ومقصدا لكل طالبي العلم والمعرفة على اختلاف صورها، فتلقى العلم على أيدي كبار علماء عصره، ولم يكن يغادر عالما من علماء عصره إلا بعد أن وعى كل ما لديه من مخزون معرفي، كبيره ودقيقه، خطوطه العريضة وكذلك تفاصيله الدقيقة، ودرس معظم هذه علوم عصره فحفظها وبرع في استظهارها والربط بينها على نحو متفوق، فكان حجة في العلوم الفقهية والشرعية، وكان ملما بالمسائل الشرعية على نحو دقيق، كذلك كان مجيدا في علو الحديث والتفسير، وتمم هذه القدرات في العلوم الدينية قدرة متفوقة في نظم الشعر الذي بدأه في فترة مبكرة، وبإفاضة لم تعرف فيمن سبقه، ولم يستطع على مجاراته فيها لاحقا أي من شعراء العربية. ناهيك بالطبع معرفة متقدمة في علوم التاريخ والنحو وعلم الأنساب، وكافة العلوم التراثية التي كانت سائدة في عصره، فقد كان له في كل بحر من هذه البحور المعرفية، إضافة مهمة، واسهام بالغ الأهمية.
مارس القضاء منذ مطلع ثلاثييات القرن الماضي، وتخصص بإصدار الأحكام والفصل في الخصومات بين الناس، وأمضى حياته كلها في هذا المجال، ورغم تفرغه واعتزاله القضاء عام 1996 إلا أن بيته بقي مقصدا ومحجا للقاصي والداني، طلبا للمشورة أو معرفة الرأي الشرعي في مسألة فقهية، إضافة إلى سماعه لمشاكل الناس وهمومها الذاتية، وبذله في سبيل تقديم يد المساعدة دونما تردد. وبذلك يكون شيخنا قد بذل كل حياته إما طلبا للعلم والاستزادة به، أو معلما للناس، أو جالسا بينهم يسمع استفاساراتهم وتساؤلاتهم وتلبية حاجاتهم. هذا التنوع بالغ التعقيد،، لم يكن شيخا لينجح به على هذا النحو لولا ملكته وقدرته الفائقة في ادارة الوقت واستثماره بشكل دقيق وعلى نحو لا يستطيع القيام به إلا من جبلت نفسه بالتطلعات الشريفة وتميزت همته بالسمو والرفعة. وتوج الفقيد الكبير براعته في استثمار الوقت من خلال هذا الفيض الذي أنجزه في مجال التأليف، تكفي الإشارة إلى مؤلفه الموسوعي” سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب” الذي يقع في عشرة مجلدات يتضمن 124 ألف بيت من بحر الرجز، وبذا يعد هذا المنجز أضخم ديوان شعر باللغة العربية على الإطلاق ، وله العديد من المؤلفات والكتب المتخصصة في مختلف المجالات واتي قارب عددها 15 عملا تتسم كلها بالنفع العظيم، وضخامة الانجاز.
توفي عالم الأمة الجليل صبيحة عيد الفطر عام 1998 بين الناس بعد أن فرغ من الإمامة بهم والصلاة بهم صلاة عيد الفطر.

ذاكرة وطن - يناير

عن الكاتب

ذاكرة وطن