13/1/1632 ضم لوى لدولة اليعاربة

الإمام ناصر اليعربي يستكمل جهده الوطني بتوحيد الولايات العمانية ويوجه جيشه إلى لوى”
توزعت الولايات العمانية فترة القرن السادس عشر الميلادي بين عدد من الممالك، بعضها تحت سيطرة القبائل العمانية وأخرى تحت سيطرة الاحتلال البرتغالي، فعمت نتيجة هذه التجزئة والتفتت حالة من الفوضى عمت البلاد وتفشى الفقر والظلم، فتنادى العلماء وأعيان عُمان للتشاور في الحال الذي آلت إليه البلاد، وكانت هناك رغبة أكيدة لدى جميع القوى المؤثرة في المجتمع العماني على وضع حد لهذه الحالة والاتفاق على البيعة لامام يكون محل اجماع وتوافق الجميع، ووقع الاختيار على ناصر بن مرشد ليكون إماما على عمان كلها وتمت البيعة سنة1624 بالرستاق، وكان عمره عشرين عاما، لتبدأ اعتبارا من هذا التاريخ دولة اليعاربة.
نهض الإمام ناصر وأنجز العديد من الأعمال الكبيرة، إلا أن أهمها على الإطلاق توحيد الولايات العمانية كخطوة أولى ينطلق من بعدها لتحرير باقي الولايات الخاضعة للاحتلال البرتغالي. وكان الإمام ناصر شديد الحرص وهو ينفذ مشروعه الوطني في توحيد ولايات عمان أن لا تراق دماء العمانيين، فكان يحرص قبل خوض غمار القتال استخدام كل الإمكانات والقدرات السياسية والدبلوماسية في التحاور والإقناع.
انطلقت حملة التوحيد مبتدئة بضم سمد الشأن تلاها إبراء ووادي فدا وضنك ومقنيات وبهلاء ومن ورائها سمائل.
وفي الثاث عشر من يناير 1632 وجه الإمام ناصر قوة إلى لوى، ففرضت القوة اليعربية الحصار على المدينة، إلا أن الحصار استمر فترة طويلة بسبب منعة وحصانة أسوار المدينة، فجاء المدد والنجدة من القبائل العربية المتواجدة في صحار، وبعد برهة من قدوم النجدة استسلمت لوى ليكتمل بسقوطها ضم المناطق الداخلية والشرقية والظاهرة لدولة اليعاربة، وأخذ الامام ناصر منذ هذه اللحظة بالتركيز على تحرير الولايات الخاضعة للاحتلال البرتغالي.

ذاكرة وطن - يناير

عن الكاتب

ذاكرة وطن