17 فبراير 1871 وفاة الشيخ الأديب سعيد بن خلفان الخليلي

من أعلام ورموز العلم الشرعي والروحاني، إضافة إلى مكانته الأدبية التي تبوأها بالسلطنة في القرن التاسع عشر الميلادي. ورغم أن صاحب السيرة ولد وعاش فترة طويلة من حياته في بلدته بوشر، إلا أن شهرته غطت كافة أنحاء عُمان، ليس فقط لانتشار علمه وإقبال الطلبة من كافة الأنحاء كي ينهلوا من علمه، بل لأنه وفوق ذلك كله كان شيخنا كثير الانتقال والترحال في أنحاء السلطنة، حيث قام بزيارة معظم أنحائها والتقى بشكل مباشر بأهلها الذين كانوا يسارعون كي لحضور مجلسه العلمي، والاستماع إلى دروسه وخطبه الكثيرة والمنوعة.
تلقى العلم منذ الصغر على يد أكابر علماء عصره، وتحديدا العلوم الشرعية واللغوية، وظهرت عليه في مرحلة مبكرة نزعة الاجتهاد والتفكر وعدم التقليد، إضافة إلى تميزه بالجرأة والصراحة وعدم التردد في إعلان كلمة الحق، فكسب ثقة الجميع حتى غدا واحدا من رجالات الدولة المرموقين، وكانت فتواه والأحكام التي يصدرها محل تقدير واطمئنان الجميع، ليس ذلك فحسب بل إن الشيخ الخليلي كان قبلة نظرائه من العلماء والقضاة كلما أشكلت عليهم مسألة فقهية، فكان يُعمل العقل فيها ويطيل النظر فيها ويناظر ويتساءل في كافة الجوانب المرتبطة بها إلى أن يهتدي للفتوة الشرعية المتوافقة مع مقاصد الشريعة، ونتيجة لهذه المقدرة أسند إليه منصب قاضي القضاة ومن ثم منصب محافظ مسقط في الفترة 1869-1871.
ومن أوجه الفرادة التي تميز بها الشيخ الخليلي عنايته واهتمامه بالعلوم الإلهية والعرفانية وعلوم التصوف عموما، وله في هذا المجال نظم شعري في التوسل والدعاء والأسرار الإلهية، إضافة إلى حرصه باغتنام كافة المناسبات الدينية ليتواصل مع الناس من خلال خطبه، ويوظف المناسبة في سبيل إرشاد الناس وتقويم سلوكهم وفقا لمتطلبات الدين الحنيف. وكان الشيخ كذلك ناظما للشعر على نحو متقن وبارع، وله ديوان شعري جمع قصائده وعمل على تحقيقها الباحث عادل المطاعني الذي أصدر هذه القصائد في ديوان عام 2003. وللشيخ أيضا مؤلفات في علم النحو والتصوف مثل كتابه ” النواميس الرحمانية”. ومن أبرز كتبه في مجال العقيدة كتاب ” تمهيد قواعد الإيمان”، وللشيخ كذلك العديد من المؤلفات الفقهية واللغوية والعلوم الصوفية تولت وزارة التراث والثقافة طباعة معظمها مثل كتاب “التمهيد” الذي يقع في اثني عشر مجلدا.

ذاكرة وطن - فبراير

عن الكاتب

ذاكرة وطن