وعايزني اكسبها”

كتب بواسطة إبتهاج المسكري

في الحقيقة لا أفهم كيف للكروموسومات أن تتحكم في القانون وتعطي الأفضلية لجنس دون سواه في وطن يفاخر بحقوق الإنسان وكلما ولى وجهه شطر نيويورك ومعاهداتها قال “انّا معكم” ..القانون الذي أخترع لحماية الإنسان وتنظيم حياته والذي يقف فوق العدل لا فوق قفاعة الكرموسوم والذي من شأنه حفظ أواصر الأسرة وتقوية انتمائها وتعزيز مواطنتها قد يقصم الظهر احيانا .

قضايا المرأة رهن التأجيل والقدر والرغبة الإلهية المحضة، هذا ما يقال في فترة تخمة ميزانية الدولة دائما، هناك ما هو أهم وأولى وأشد طارئيه واستعجالا، فالمرأة تتنظر ولا بد لها من ذلك ولا خيار آخر امامها.

وقضاياها في فترة الرجيم الاضطراري للميزانية لا تقبل النقاش، فهي مليئة بالشحوم والزيوت وكيان الدولة الملقى في سرير الإنعاش أثر أزماته الاقتصادية مصاب بنوبة قلبيه ولا يتقبل مثل هذه الوجبات المسببة للكولسترول.

اذا  فضلا منكم متى يسمح وقتكم الكريم لمناقشتها؟ ثم هل تسمحون لنا ب “ازازتها” ما بين وجباتكم قليلة الدسم ؟.

يعتبر البعض بأن من الرفاهية مناقشة قضية كقضية تجنيس أبناء العمانيات وهذا أمر ليس بالمستغرب لمن يمتلك مع ابناءه سقف وبيت يسميه “بيت العمر” ووطن غير مهدد بالتغريب والتبعيد والقسر بل يصل البذخ النفسي حد اختيار قبره, يريده بجانب اسلافه و يريد تراب هذه الارض تحديدا ان تواري جسده. الذين لم يعيشوا يوما على كف عفريت لا يعلمون كيف للعفريت ان يفسد حياة المرء ويجعله على أهبة القلق وعدم الاتزان والتوجس الدائم من المصير المجهول. وفي الوقت الذي يفكر الممتعضون من سخافة القضية بأحلامهم ومشاريعهم، يبحث الاخرون عن وثيقة على مدى عمر لتثبت أن من حقهم أن يحلموا هنا .

شغلت قضية حبيبة الهنائي وسائل التواصل الاجتماعي , وهناك الكثير من النساء تعاني كحبيبة لكن دائما ثمة من يتطوع براسه لإغلاق فوهة المدفع ..فهل يعلم السادة المشرعون لهذا القانون بأن حبيبة تقف في صف طويل لدفع فاتورة الكهرباء كما يفعل حبيب ،وانها تدفع المخالفة المرورية التي يفرضها عليها القانون كحبيب تماما ، هل تعلم أيها السيد ان حبيبة تتحمل تكاليف النفط بعد انخفاض سعر البرميل ورفع الدعم نتيجة لإخفاقاتكم في رفد الاقتصاد بمصادر حقيقة اخرى, وأنها تدفع رسوم استخراج أرض مساوية لتلك التي تخرج من جيب حبيب ..وهي لا ترفض ولا تستنكر، تفعل ذلك لأنه ضمن أحشاء واجباتها ولكن فقط تتساءل ونتساءل لم علينا ان نتساوى في الواجبات ولا نتساوى في الحقوق !؟

في الحقيقة لا أفهم كيف للكروموسومات أن تتحكم في القانون وتعطي الأفضلية لجنس دون سواه في وطن يفاخر بحقوق الإنسان وكلما ولى وجهه شطر نيويورك ومعاهداتها قال “انّا معكم” ..القانون الذي أخترع لحماية الإنسان وتنظيم حياته والذي يقف فوق العدل لا فوق قفاعة الكرموسوم والذي من شأنه حفظ أواصر الأسرة وتقوية انتمائها وتعزيز مواطنتها قد يقصم الظهر احيانا .

حبيبة لا أعلم كيف تقضين أيامك هذه وأنت ترقبين الرزنامة تتهاوى ورقة ورقة والموعد لتاريخ الرحيل يتقدم نحوك بسرعة، هل ما زلت ترددين في نفسك “وطني لن يفعلها ” لن يضغط الزناد , سيخرج من فوهة المدفع ياسمين بالتأكيد. هل ثمة ما سيحدث ويتغير وتنجو كل حبيبة مكظومة مرعوبة، أم أن اليأس استحكم وتحكم وبدأت مرحلة “لم العفش”، مرحلة التحديق و البحلقة  ومحاولة تثبيت كل شيء في الذاكرة ، قرأت منشورك الاخير الغارق في اليأس والحزن.. واستحضرت مشهد من فيلم “اسكندرية ليه ” حين يقول المحامي العدمي محمود المليجي لأحمد زكي الاشتراكي المسجون بسبب أحد القضايا .. مؤكدا استحالة كسب القضية لأن الامور لا تسير في مجراها الطبيعي ..

يقول المليجي: زمن يبرروا فيه إنهم يرموا البمب (القنابل) على دماغ ناس مالهمش دعوة بالحرب خالص، “وعايزنى أكسبها” ، زمن يتشوى فيه الناس في الأفران عشان لون جلدها أحمر ولّا أصفر ولّا عينها مسبسبة. “وعايزنى أكسبها “، زمن بيلموا فيه ولاد الناس سن 16 و17 سنة وبيدفنوهم تحت الأرض باسم الحريات الأربعة، “وعايزنى أكسبها”، زمن بيكسِّبوا فيه فرد واحد 5 آلاف جنيه في دقيقة ويغلوا على التانى أجرة التروماى، و”عايزنى أكسبها” .

اخيرا ..

حبيبة لا تقولي يوما “وعايزني اكسبها !؟ “

الحادي والسبعون سياسة

عن الكاتب

إبتهاج المسكري