23 يوليو 1970 جلالة السلطان قابوس يتولى مقاليد الحكم

إنه الحدث الذي أدخل السلطنة مرحلة جديدة مغايرة تماما عن المرحلة التي سبقتها، حيث كانت السلطنة تعيش اختياريا حالة من العزلة عن المحيط والعالم، وبصورة تتعارض بالمطلق مع النهج التاريخي في عمان. وخلفت سياسة العزلة كما هائلا من الآثار السلبية على المستوى السياسي وكذلك على المستوى الاجتماعي، وواكبت هذا النهج علامات التقهقر والتراجع في كافة مناحي الحياة، إضافة إلى هجرة الكفاءات خارج الوطن بحثا عن فرص نجاح ملائمة.

وجاء البيان السلطاني الأول محملا بالوعود أن يلج العمانيون في ظل العهد الجديد كمشاركين وفاعلين في العالم عبر حكومة عصرية، يكون همها وشغلها الأساسي وتوفير سبل السعادة والمستقبل الأفضل للمواطنين، واختتم البيان السلطاني الأول بعبارة ” كان بالأمس ظلام، ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها”.

وأخذ المواطن العماني منذ ذلك التاريخ يلمس التحولات التدريجية التي تطرأ على دولته في كافة المجالات، التربوية والصحية والاقتصادية إضافة الى عموم القطاعات الخدمية والتأمينات الاجتماعية. كما استطاعت السلطنة ابتداء منذ هذه الفترة أن تتبوأ مكانة مرموقة على صعيد السياسة الخارجية إضافة إلى تحقيق بعد ثقافي وإنساني متفوق من خلال هذه المواءمة الحضارية لقيم التسامح والتعددية وقبول الآخر، وسط عالم يضج بالاضطرابات والنعرات الطائفية والعنصرية.

الثالث والسبعون ذاكرة وطن - يوليو

عن الكاتب

ذاكرة وطن