آدم عليه السلام نزل على الجبل الأخضر، تلك حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها بعد اليوم، يجزم بذلك البروفيسور سالم الكندي عالِم الأنثروبولوجيا المعروف دولياً ، وكان يُجهّز الدلائل العلمية لإثبات ذلك الاكتشاف المثير للجدل. لكن يواجه من يسعى لتحطيمه وتدمير مشروعه الخطير ذاك ووأد نشاطه العلمي الخصب، ربما لكونه عربي في المقام الأول ويحاول الخروج عن المألوف. مروة الأردنية الأمريكية، طالبة الماجستير، الجيولوجية، التي وكأنها خرجت من بطن أحلامه القديم لتتجسد حقيقة باذخة الجمال أمامه، كانت الأداة التي أرسلت لتحطيمه كما صدق بذلك في سرّه، فهل وفقت في هدفها أم أن البروفيسور كان له رأي آخر رغم استسلام روحه لها.
رواية كهف آدم الصادرة عن دار عرب تحكي تاريخ عُمان الجيولوجي الكبير والقديم، كما تحكي صراع الانسان المستمر بينه وبين نفسه فيما يريد أن يعيشه وتتوق له نفسه، وما تمنعه عنه الحواجز التي خلقها حول نفسه عبر السنين.
تنشر الفلق مقتطفات قصيرة من هذه الرواية:
– آدم مات في كهفه في سيق، وليس في أحد جبال مكة أو في الهند كما يشاع، وقد أسرّ لإبنه، والحياة تنطفئ في مقلتيه، وبعد أن أوصاه بالتناكح والتكاثر، بأن يشعرُ أن جنته تلك التي أبعد منها قريبة من سيق، فرحلة خروجه منها إلى الجبل كانت قصيرة جدا. قال أيضا لابنه: الله سيعيدني إلى جنتي حين أموت، أرى ذلك كل يوم في المنام.
– “يجب أن لا تتهاونوا في تسجيل تاريخكم مهما كان حجم ذلك التاريخ”. يعيد لطلبته دائما، ويضيف “ستأتي أيام يطالبكم فيها الآخرون بالتنازل عن ممتلكاتكم التاريخية لأنهم سبقوكم في تسجيلها ضمن تاريخهم”.
– لكن رنة هاتف مكتبه قطعت عليه حبل أفكاره. أخبره المتصل وبصوت جهوري جاف أن عليه أن يترك كل ما يقوم به وان يستقل سيارته ويتجه بها في الحال ناحية جهاز التحريات والتحقيقات في مسقط ومعه جوازه وبطاقته الشخصية.