اللّيل حانة تائِهين، ومسجد المُستضعَفين
في آخره تسديد للسَّهرة ودعوة تُستجاب
وفي آخره موت الحيارى وانبعاث الحالمين
نقيض، وأبسط صورة ليوم القيامة والحساب
تُرفع قواعد للأذان، يْلين سقف النّائِمين
حتّى إذا ما تَمّ، .. خَرّ بهمّة الغَافِي وغاب ..
والسّالِكين .. بظُلمة الأسحار في نورٍ مبين
والمنتهى باب الصّلاة وسدرة وسُندُس ثياب
.. إذا أزاغوا عين في زُخرُف من الدّنيا بلين
يتساقط الجُرف، وتزِلّ أقدام، ويشقّ اﻹيَاب
.. في آخر القمّة سَما فيها غُرف للعَالَمين
معمورة بأرواح من نُور، وحضُور بْلا غِياب
تتداول اﻷعمَال موْسُومَة بوَسْم الصّالِحين
في مَجْلِس الرَّحْمن تُذكر، خُطّت بصَفْحَة كِتَاب
قل لا يَضِلْ ربّي ولا يَنْسَى ولَه قوّة مَتِين
آدم .. تعلّم منّه اﻷسماء واستوحى الجَواب
النّور يسجد له من التّقديس وأحنَى له جَبين
لكن تعلّم و انحنى لله .. أذنب ثمّ تاب
الكبر أودع مارج النيران نار الهالكين
والعابرين .. المُصْطَلين إبليس منفاهم سراب
ما أبعد اﻷشياء .. و أقربها هُبوط التائبين ..
الطّهر لامسْ الاَرض وتعفّر يلين الراس شاب
وما أطول اﻷعمار .. وأقصرها إذا مُدّت يدين..
الوحشة .. -اللّي قبلها حوّاء أنسٍ مُستطاب-
في كهفها ظُلمَة وْجدار الماي له برزخ أمين
لا ينبغي إلا بأمر الله إن حان النّصاب
يتْرمّم الطّين ويثُور مْن الفزع مفتوح عين
واﻷرض تتزلزل وآفاق السّماء بابٍ وباب
فاض الشّريط، المشهد أكبر من عيون المُرعبين
وأهون من المَرود على من آمن بساعة إياب
لا زال باقي ليل لوْصول الحيارى التّائهين
في آخره تسديد للسّهرة ودعوة تُستجاب