يوماً ما،
سألوّحُ لكِ من مسافةٍ بعيدةٍ
حين تطلّينَ من نهاية الجسر
وستعرفينَني بلا شكّ،
لأنني جئتكِ بذراعٍ واحدةٍ أخطأتها الحربُ،
وبقلبٍ وحيدٍ؛ لكنّه بأصابعَ كثيرة تحترفُ لملمَةَ ما تساقطَ من أمتِعة الشعراء،
وحين تُطلّين، أؤكدُ لكِ، حين تُطلّين من جسر الشُهداء
سألتقطكِ بذراعي الوَحيدة
وأخفيكِ في جيبيَ الأيسَر
مثل صفحةٍ مفقودةٍ من كتابٍ وثنِيّ قديم .
يوماً ما،
سأحدثكِ عن الكآبة التي أحدَثها غيابُكِ
وعن أشرطة الفاليوم الفارغة
وعن اللوحَة التي رسمْتُها لكِ
بشعرٍ طويلٍ وغمّازتين
لكنّها لا تطابقُ ملامحكِ تماماً
حينما رأيتكِ أولَ مرّة في المنصور .
هذه الليلة،
سأرددُ وعديَ لكِ
كعهدٍ كاثوليكي بين عاشِقين
وحين يسحبكِ صوتي
إلى ذروة الحُلم
أمررُ أصابعي على الهاتف
وأنتقي لكِ شيئاً من المَواويل .
هكذا تذهبينَ أنتِ إلى النوم
أما أنا،
فسأكتفي بقرصٍ من الفاليوم
ثم أتأملُ (سيلفيّنا) الافتراضيَ الذي التقطناهُ سويّةً
في رأس السَنةِ الميلاديّة.