من البرقيات السرية للسفارة الأمريكية في عمان – ويكيليكس

كما شارك السلطان قابوس القلق الأمريكي فيما يخصّ التدخّل الإيراني في العراق وغيرها من المناطق، مشيرا إلى أن طهران تعلم أن أي مواجهة مع الولايات المتحدة لا تقع ضمن مصلحتها، واصفا “هجومها المغلّف” بأنه قد نجح في تخفيف الشبهات حول النوايا الحقيقية للسياسات الإيرانية.

Fallon

السبت 1 مارس 2008م الساعة 5:49

سرّي للغاية

 

الموضوع: لقاء الأدميرال وليام ج. فالون قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى مع السلطان قابوس

أحاط الموضوع بالسرية والكتمان السفير جاري أ. جرابو، سفير الولايات المتحدة المعتمد في السلطنة، وذلك للأسباب 1.4 (ب، د)

خلاصة اللقاء:

 

(1)

تعرّض نقاش السلطان قابوس إلى القضايا المحلية والإقليمية خلال المقابلة التي أُجريت في 19 فبراير مع الأدميرال وليام ج. فالون، قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى. وجاء على رأس الشؤون المحلية التي تم التطرّق إليها رغبة السلطان في ترسيخ دعائم الاستجابة الحكومية فيما يهمّ مصلحة المواطنين. وفيما يخصّ المرأة فإن جلالته كان يخطّط لعقد مؤتمر عام 2009م بهدف مضاعفة مشاركة المرأة وتعزيز مسارها الريادي في المجتمع العماني على كافة المستويات.

كما أطلعنا السلطان على خطط تنمية البنية التحتية في عمان مسلّطا الضوء على الجهود القائمة للحصول على كميات أكبر من الغاز الطبيعي. وكان نظرته حول الانسحاب المبكّر للقوات الأمريكية من العراق تتّلخص في المعارضة لمثل هذه الخطوة، مشيرا إلى أن المساعدات الإقليمية ستأتي إن كانت لدى العراقيين نية في “الالتفاف حول بعضهم” لتقّلد مسؤوليات بلدهم والشروع في استثمار مقدّراتها.

كما شارك السلطان قابوس القلق الأمريكي فيما يخصّ التدخّل الإيراني في العراق وغيرها من المناطق، مشيرا إلى أن طهران تعلم أن أي مواجهة مع الولايات المتحدة لا تقع ضمن مصلحتها، واصفا “هجومها المغلّف” بأنه قد نجح في تخفيف الشبهات حول النوايا الحقيقية للسياسات الإيرانية.

-انتهى-

(2)

كان الأدميرال فالون قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى بصحبة السفير عند لقاءه الذي امتدّ لساعتين مع السلطان قابوس، والذي عُقد في حصن الشموخ بتاريخ 19 فبراير في عمان الداخل (ملاحظة: كان السلطان خارج مسقط خلال جولاته السنوية السامية التي عادةً ما تستمر من 4-6 أسابيع، والتي يتم انتقاء أماكن عدّة حول السلطنة ليجلس السلطان مع أبناء شعبه. انتهت الملاحظة). وبدا السلطان حينها بصحة جيدة وكان بشوشا، وقد أشار إلى أن حكمه لعمان كان مطلبا لازما، إلا أنه لم يتسنّى له أن يحقق ما يصبو إليه شخصيا مثل شغفه بقراءة المزيد من الكتب. وعبّر بقوله: “مكتبي معي حيثما أذهب”، مشيرا إلى أنه لا بد عليه أن ينجز الأعمال وغيرها من الأوراق التي تأتي من أعضاء الحكومة بين الفينة والأخرى. وأعرب السلطان أيضا على أنه رغم المشاغل، إلا أنه “يشاهد الأخبار”، دون أن يذكر أي تفاصيل عن الوسيلة المفضلة لمتابعتها.

القلق بشأن العراق

(3)

(سي) أعرب السلطان عن قلقه من خطة الجيش الامريكي بالانسحاب المبكّر من العراق، مشيدا بالتحسّن الأخير في الوضع الامني وناصحا بأن الانسحاب لا بد وأن يكون “في الوقت المناسب”. وأّكد على ضرورة أن “يحدّد” العراقيون مصير بلدهم، متسائلا عن مدى قدرة المذاهب والأطياف العراقية على “الالتفاف حول بعضها” لتحقيق ذلك. وسأل الأدميرال تحديدا: “هل تعتقد أن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي قادرة على جمع العراقيين حول بعضهم؟”. كما لم يردّ السلطان بشكل مباشر على طلب عرضه الأدميرال حول إسداء السلطنة للمساعدة أو المباشرة في الاستثمار في العراق من أي مكان في المنطقة، إلا أنه أشار إلى أنه إذا قرّر الشعب العراقي مساعدة نفسه وشرعوا في الاستثمار في صالح بلدهم فإن الكلّ سيتبع خطاهم.

(4)

(سي) بدا السلطان متابعا لأحداث العراق عن قرب، فقد قال مثلا أن “مشاركة” الأكراد في الحكومة المركزية الأخيرة “كان ناجحا”، وقد تحدّث عن القضايا المالية وحالة توفير الكهرباء في العراق. كما بدا السلطان مهتما جدا عندما بدأ الأدميرال حديثه عن عبدالعزيز الحكيم رئيس التحالف الشيعي، حيث سأل عن صحته وعن من سيخلفه.

تطوير البنية التحتية

(5)

(سي) وعلاوة على التأكيد الذي أبداه الأدميرال حول ضرورة الاستثمار خارج العراق لصالحه، سلّط فالون الضوء على ضرورة قدوم المساعدات من الدول المجاورة لصالح تنمية وتطوير البنية التحتية في أفغانسان وغيرها من شعوب آسيا الوسطى، إلا أن السلطان غيّر مسار الحديث متطرقا إلى أهمية إنشاء الطرق والخطوط السريعة في التنمية الاقتصادية. كما أشار إلى أن مشاريع التنمية في عمان بصدد الإنشاء والعمل عليها، ومن بين ذلك مشروع إقامة السدّ وخط السكك الحديدية في ميناء صحار وميناء الدقم. وكان السلطان يأمل بإمكانية وصل طريق ميناء صلالة بمسقط وبعدها وصله بدول الخليج أجمع.

مسقط 00000174  002   من  003

الشأن الإيراني

(6)

(سي) وقد علّق السلطان بقوله عن أن الإيرانيين “ليسوا بأغبياء” مشيرا بأن طهران تعلم أن هناك “خطوطا لا يمكن تعدّيها” (مثل المواجهة المباشرة ضد الولايات المتحدة). وفيما يخصّ علاقات دول الخليج مع إيران، قال: “إن إيران بلد كبير يمتلك  قوة كبيرة ولا بد من أن نتصرّف بشأن ذلك”، واستطرد بقوله أن “هجومها المغلّف” نجح في تخفيف الشبهات التي تحيط بأذهان ذوي السلطة بدول الخليج (لم يذكر أسماءً) حول النوايا الحقيقية للسياسات الإيرانية. وأضاف مبتسما: “ولا بد من ذكر أنه ما دامت الولايات المتحدة موجودة فلا وجود لأي مخاوف”.

(7)

(سي) واستجابة للانزعاج الذي بدا على الأدميرال حول التدّخل الإيراني في العراق، أعرب السلطان عن أن توسّط إيران في شؤون خارجها يشبه “اللعبة” بيد حكومة طهران، وأن زعماء إيران سيوقفون مثل هذا التصرّف إن كانوا ينوون “الانضمام إلى سدّة العالم كدولة نبيلة واحدة”. وتمنى السلطان أن يقنع زعماء العراقيين الرئيس أحمدي نجاد خلال زيارته القادمة إلى العراق بضرورة إيقاف تدّخلها السلبي في شؤونهم الداخلية. وفي ضوء المرحلة الأخيرة من مدة رئاسة الرئيس أحمدي نجاد وقبل أن تُعيد إيران النظر في استراتيجيتها، علّق السلطان أن على إيران التعامل مع الولايات المتحدة كبلد وليس كإدارة لحظية.

البحث عن مصادر الغاز

(8)

(سي) وبعد الحديث عن الاعتماد الإيراني على إيراداتها من الوقود المكرّر، وصف السلطان الجهود العمانية التي تبذل للحصول على المزيد من الغاز الطبيعي بهدف تلبية الطلب المحلي المتزايد ودعم المشاريع الصناعية الواسعة محليا. إن عمان ملتزمة بزيادة الإنتاج الحالي للغاز في خطة لتسييله وتصديره وفق عقود تصدير معينة. وتسعى الحكومة في سبيل ذلك إلى مضاعفة الإنتاج، وذلك باستقطاع بعض من حقول الغاز من شركة تنمية نفط عمان والتي تمتلك الحكومة 60% من حصصها وتمتلك شركة شل 34% من نسبة الحصص، في سعي لمنحها إلى شركات خارجية مثل شركة بريتيش جاز وشركة بي بي. ويشير السلطان إلى أن هذه الشركات كانت أفضل عندما كانت قائمة على هذه الحقول، كما أشاد بالتطوّر الذي تشهده شركة أكسيدنتال الأمريكية في زيادة الإنتاجية في المناطق التي كانت تحت قبضة شركة تنمية نفط عمان مثل منطقة المخيزنة.

(9)

(سي) ويتطلّع السلطان إلى أن يتم العثور على الغاز على خليج عمان، لتغطية النقص الذي تشهده البلاد في الغاز الطبيعي. وقد قطعت شركة إندياز ريلاينس اندستيز شوطا في البحث عن النفط والغاز في عمق الخليج، إلا أنه لا نتائج تذكر حتى الآن. كما ستبدأ قطر بتزويد عمان بالغاز بحلول 2013م، وقد علّق السلطان بقوله أن الكميات التي سيتم تزويدها ليست لتلبية أية متطلبات ضخمة. كما ذكر أن عمان ال زالت تزوّد كميات قليلة من الغاز من مسندم إلى رأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة، وذلك بناء على اتفاقية مع الأمير، والتي شعر السلطان أن لا داعي لإنهاءها إلا إذا ألحّت الحاجة المحلية.

أهمية التعليم

(10)

(سي) أعرب السلطان عن تأكيده الكبير على أهمية التعليم، مشيرا إلا أن دراسة التاريخ مهّدت إلى الفهم الحالي لمختلف المتغيرات والمتقلبات التي تسير عليها الأحداث. وفيما يخصّ رغبة بعض الحكام في المنطقة في أن تبقى الشعوب غير متعلمة بهدف تسهيل عملية السيطرة عليهم، فقد قال السلطان أن هذه الاستراتيجية من شأنها أن تشعل نتائج عكسية بكلّ بسهولة، لأنها تجعل السكان أكثر تأثرا بخطر المتطرفين. ومثال ذلك جماعة الإخوان المسلمين؛ فقد كانت سياسة الرئيس المصري الأسبق وزعيم العروبة جمال عبدالناصر قد أرجعت المنطقة “إلى الوراء” بعد أن كانت سياسته “ضد كل شيء”، وبعد أن أكثر من إلقاء الخطابات البلاغية الصاخبة واللاذعة لتبقي على جهل جموع الشعب المصري.

تعزيز دور الحكومة ودور المرأة

(11)

(سي) وحول السياسات المحلية أعلن السلطان عن أنه سيُقيم أول اجتماع يجمع وزراء الحكومة وأعضاء مجلس الشورى

مسقط 00000174  003 من 003

وذك في 26 فبراير. وخلال الاجتماع معا يمكن أن يتعلم الحاضرون التعاون على العمل معا للتركيز على القضايا المهمة. كما أشار إلى أن معالم “القيادة” تظهر على كلا السلطتين الحكوميتين الحاضرتين، مؤكدا على زيادة وعيهم وتفاديهم لسياسة قطع الوعود أمام الشعب دون الوفاء بها، لأن الناس “تتقصّى دوما نتائج القرارات التي يتم اتّخاذها”.

(12)

(سي) وفي هيئة أراد السلطان أن يطلع الأدميرال والسفير على “سرّ” معين أعرب السلطان أنه يخطط لإقامة مؤتمر عام 2009م يجمع كافة “النساء المعروفات” بالسلطنة، في سعي لمضاعفة مشاركة المرأة وتعزيز مسارها الريادي في المجتمع العماني على كافة المستويات. وقد قال أن الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائية، وزيرة التنمية الاجتماعية ستكون على رأس المؤتمر بالنيابة عنه. وقد أعرب أيضا عن استياءه لعدم وصول أية امرأة إلى منصب مجلس الشورى في انتخابات أكتوبر 2007م، نظرا لأن ذلك يعزى إلى أن المرأة لا زالت عالقة، ولا بد من تشجيعها “لتقلّد المزيد من المسؤوليات” ليزول عنها “خجلها العالق”. وأضاف أن “بعض العادات يجب أن لا تبقى”. ورغما عن كل هذا، فقد أكّد السلطان أن التغيير التدريجي حاصل في عمان، فسياستُه أن “تسير الأمور على طبيعتها” بدلا من إحداث الضجة وإثارة الجدل الذان قدا يُحدثان انقسامات ونزاعات داخلية.

حكومة أكثر استجابة

(13)

(سي) وفي ختام الاجتماع عاد السلطان للحديث عن هدفه الرامي إلى ترسيخ دعائم الاستجابة الحكومية لما يهمّ مصلحة المواطنين. وقد أعرب عن سعيه “الكامل” لتكريس جهود الوزراء لمشاركتهم في مسيرة العمل ومضاعفة جهود الشرطة للحفاظ على الأمن، حتى يرى المواطنون نتائج القرارات المتّخذة. فقد أشار السلطان إلى أنه بدلا من الإعلان عن مشروع تنموي جديد لا بد على الحكومة من شرح تفاصيل الفرص التوظيفية التي تقع في مصلحة المواطنين. وأضاف: إن التعاون الفاعل بين الوزراء وأعضاء مجلس عمان كان حاجة ملموسة لتعزيز الإطار المؤسسسي المدني في عمان.

تعليق

(14)

(سي/إن إف) وفي النقاش حول رغبة السلطان لإحداث تغيير تشغيلي في المناصب الكبيرة في الحكومة، لمّح السلطان مرتين (بشكل غير مباشر) على أن التغيير كان ضرورة لتكون بلاده على استعداد لرحيله الحتميّ من الحكم. كما أشار أنه يشعر بأن الحكومة قائمة ومعتمدة على أمره، فلا بد عليه أن يعمل على أن تكون الحكومة قائمة دون مرجعية مباشرة إليه.

-انتهى-

(15)

(يو) قام الأدميرال فالون بمراجعة الوثيقة.

العدد العاشر سياسة

عن الكاتب

عاصم الصقري

مترجم عماني