اسرائيل تقرع طبول الحرب في الذكرى الثانية للحرب على غزة / بقلم: أيمن ربايعة

MIDEAST-ISRAEL-GAZA-CONFLICT-UNلا تزال صور القتل والدمار وشظايا قنابل الفسفور الأبيض ماثلة في أذهان الغزيين والعالم بأسره في الذكرى الثانية للحرب الاسرائيلية الظالمة على قطاع غزة التي راح ضحيتها ما يزيد عن الف وخمسمائة شهيد وأكثر من خمسة ألاف جريح، فكيف لمن بترت ساقه أو فقئت عينه ان ينسى ما تعرض له من إعاقة ستلازمه ما بقي من حياته؟؟؟ حرب كان لها الأثر الكبير على حياة الفلسطينيين في القطاع ولم تؤثر قط على عزيمتهم وهمتهم، بل زادت في إيمانهم بعدالة قضيتهم ورسخت مبدأ مقاومة الاحتلال في عقولهم، فأصبحوا لا يؤمنون بالسلام مع عدو ينشغل كل الوقت في وضع خطط للحرب والقتل والدمار.

تمر ذكرى الحرب هذه الأيام متزامنة مع توتر يسود على الحدود مع قطاع غزة في الآونة الأخيرة، فلا يكاد يمر يوما دون ان نسمع عن قصف هنا وانفجار هناك، وشهيد هنا وجريح هناك، حتى ظن البعض ان غزة ما زالت تعيش الحرب  فهي تحت قصف إسرائيلي بين فترة وأخرى.

حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تلمح الى قرب شن حرب جديدة على قطاع غزة هي بطبيعة الحال ستأكل الأخضر واليابس وتنهي سيطرة حركة حماس على قطاع غزة على حد تعبير قادة الاحتلال، فإسرائيل ومن خلال هذه التصريحات التي ترددت على ألسنة العديد من المسؤولين الإسرائيليين ترسل برسالة الى أهل القطاع مفادها  انه لا يحق لكم العيش بأمان في بيوتكم ولن تنسوا مشاهد القتل والدمار ما دمتم جيران لنا، كما تبعث لكل من يحاول الوقوف الى جانب هذا الشعب انه لن يستطيع أبدا مساعدته أو التدخل في شؤونه ما دامت اسرائيل موجودة، وخير دليل على ذلك تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات البحرية الاسرائيلية ضد أسطول الحرية لكسر الحصار عن القطاع في أيار مايو الماضي، وما عززها أكثر تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان بالأمس حين وصف مطالبة تركيا لإسرائيل بالاعتذار عما ارتكبته بأنه وقاحة وأكثر من وقاحة، من الذي يمارس الوقاحة السياسية والعسكرية؟؟؟ ومن يعتبر نفسه فوق القوانين والشرائع الدولية؟؟ تركيا ام اسرائيل؟؟

هذه العنجهية الاسرائيلية المتنامية هي نتاج طبيعي لضعف واضح وملموس في الموقف العربي والفلسطيني، ففي حين انشغل العرب بقضاياهم الداخلية من انتخابات برلمانية واحتجاجات عمالية وغيرها، ينشغل الفلسطينيون بالمصالحة وحشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقبلية وهو اعتراف لا يسمن ولا يغني من جوع بدليل ان دول العالم كلها اعترفت بالدولة الفلسطينية حينما تم الإعلان عنها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي دون ان يحقق هذا الاعتراف قيام الدولة على ارض الواقع، وما هو ظاهر للعيان ان اسرائيل ستستغل هذه الظروف والأجواء السائدة لشن حرب جديدة على قطاع غزة دون ان يمنعها احد أو يعارضها لا بل يمكنها ان تحصل على تأييد العديد من الأطراف في المنطقة التي يعرف عنها تواطئها مع الاحتلال.

تلك الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة ستبقى وصمة عار في جبين العالم المتحضر الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما ستبقى علامة على خذلان العرب وجيوشهم للشعب الفلسطيني، فما زلنا نسمع الاستنكار العربي لما تقوم به اسرائيل دون ان نرى أي تحرك فعلي لوقف هذه الأفعال، لذلك فحرب غزة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وهو ما لن يغير أبدا تلك المواقف العربية الباردة تجاه القضية الفلسطينية التي لم تعد تتصدر رأس سلم أولوياتهم.

أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني

العدد العاشر سياسة

عن الكاتب

أيمن ربايعة

صحفي فلسطيني