حفيدة الإمام المؤسس وسيدة السويق: جوخة بنت محمد البوسعيدية

كتب بواسطة أحلام الجهورية

مقدمة:

يحفل التاريخ العُماني بالكثير من الشخصيات النسائية اللاتي كان لهنَّ بصمتهن الخاصة، وحضورهن البارز في الكثير من الأحداث التاريخية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. من هذا المنطلق، سوف يُسلط هذا المقال التاريخي الضوء على سيدة من سيدات عُمان الجليلات الماجدات، والتي كان لها حضورها المؤثر في القرن التاسع عشر الميلادي، وهي السيدة جوخة بنت محمد البوسعيدية، من خلال نقطتين رئيستين، هما: عائلتها، وحضورها السياسي.

وقبل البدء في ذكر ملامح من تاريخ هذه السيدة ينبغي الإشارة إلى وجود صعوبات منهجية متعلقة بشح المادة المصدرية التاريخية التي تحدثت عن السيدة جوخة، وهذا بدوره أدى إلى بعض المغالطات في التعامل مع تلك المعلومات بسبب القراءة الفردية للأحداث المرتبطة بالسيدة جوخة دون الأخذ في الحسبان الصورة الشاملة لتاريخ تلك الأحداث ومسرحها والظروف الأخرى المرتبطة بها، والتي في المجمل كان عنوانها الرئيس الصراع الداخلي، والتنافس العائلي على السلطة. وهو ما سنحاول توضيحه عبر صفحات هذا المقال.

أولاً: عائلتها:

تنتمي السيدة جوخة بنت محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدية، إلى أسرة البوسعيد الحاكمة لعُمان منذ عام 1744م حتى اليوم؛ فهي حفيدة المؤسس الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك البوسعيدي؛ أعمامها، السادة: هلال، وسعيد، وقيس، وسيف، وسلطان، وطالب[1]. وعماتها السيدات: موزة[2] وعفراء وميرا[3]. وجدتها لأبيها يعربية وهي ابنة الإمام اليعربي سيف بن سلطان بن سيف (سيف الثاني/ سيف الصغير)[4]. والسيدة جوخة هي ابنة عم السلطان سعيد بن سلطان مؤسس الإمبراطورية العُمانية في التاريخ الحديث، كما أنها ابنة عم السيدة عزة بنت سيف بن أحمد البوسعيدية (زوجة السيد سعيد بن سلطان). لم يأت في المصادر ما يشي بتاريخ مولد السيدة جوخة ويمكن الجزم بولادتها في السويق التي استقر بها والدها السيد محمد. كما لا تذكر المصادر شيئاً عن زواجها فأغلب الظن أنها لم تتزوج. أما وفاتها فلا معلومات أيضاً عنها.

  •  والدها السيد محمد:

لا يمكن فهم الحضور السياسي المهم والمؤثر للسيدة جوخة بعيداً عن فهم دور والدها السيد محمد بن أحمد وأخيها السيد هلال[5]. فوالدها السيد محمد وُلد في عام 1182هـ/ 1767م، وهو أصغر اخوته السبعة، وكان يبلغ من العمر ١٦ عاما عند وفاة والده الإمام أحمد (ت: ١١٩٨هـ/ ١٧٨٣م). ويذكر السالمي ذرية الإمام أحمد وتوزيع مناطق النفوذ بين أبنائه: “وخلف أولادًا منهم سعيد بن أحمد وسلطان بن أحمد وقيس بن أحمد ومحمد بن أحمد وطالب بن أحمد؛ وهؤلاء كلهم يقال لهم أولاد الإمام. فأما سلطان فهو أبو ملوك مسكد وزنجبار؛ وأما قيس فهو أبو ملوك الرستاق وكانوا قبل ذلك على صحار وما يليها، وأما محمد وطالب فإنهما وليا من قبل اخوتهما: فولي طالب الرستاق وولي محمد السويق[6] من الباطنة”[7]. وعُرف عن والدها السيد محمد قربه من العلماء وأهل الصلاح، وكان للشيخ الرئيس جاعد بن خميس الخروصي (ت: ١٢٣٧هـ/ ١٨٢٢م) رسالة إلى السيد محمد تتضمن الكثير من الأبعاد السياسية والاجتماعية[8].

كان للسيد محمد -الملقب بالزوبعة[9] وهبوب الغبشة[10]– والد السيدة جوخة أدواراً مهمة في فترات مختلفة من مراحل استلام السلطة بعد وفاة والده الإمام أحمد. ويظهر دوره في شرق أفريقيا في مرحلة مبكرة من عمره، حيث أرسله أخيه الإمام سعيد -الذي بويع بالإمامة بعد وفاة والده- إلى زنجبار وممباسا في عام 1198هـ/ 1783م لإخضاع المزاريع ولاة ممباسا، وقد نجح في مهمته بانتزاع اعتراف من المزاريع يقرون من خلاله بسلطة البوسعيد وهو ما يشير إليه كلاً من المغيري والفارسي[11]. كما يشير المغيري إلى أن السيد محمد كان والياً على زنجبار من طرف السيد حمد بن سعيد الذي تنازل له والده الامام سعيد بالسلطة في عام ١١٩٩هـ/ ١٧٨٤م بحسب ما يذكره المغيري[12]. ومن الأدوار التي وثقتها المصادر التاريخية لوالد السيدة جوخة وقوفه إلى جانب أخيه السيد قيس بعد الانقسام الذي خلفه اغتيال أخيهما السيد سلطان عام 1219هـ/ 1804م وتولي ابنه سعيد الحكم بوصاية عمته السيدة موزة وخاله الشيخ محمد بن ناصر الجبري[13]. وبعد تحولات في الولاء حسب ما اقتضته مجريات الأحداث التاريخية تحول السيد محمد بن الامام إلى صف ابن أخيه السيد سعيد بن سلطان وأمده بالعون السياسي والعسكري[14].

 فمما تقدم، يتضح بأن السيد محمد لازال على قيد الحياة في السنوات الأولى من حكم السيد سعيد بن سلطان وشهد الانقسام الذي حدث في الأسرة في تلك الفترة الزمنية، وتحلى والد السيدة جوخة بنفوذ مهم ومؤثر في كلٍ من عُمان وشرق أفريقيا، ففي عُمان كان يقع تحت سلطته السويق باعتباره والياً عليها، وبهلا ونزوى والمنطقة الداخلية عموماً ممثلاً لسلطة أخيه السيد قيس، مما كان يمثل وزناً سياسياً وعسكرياً مهما. وربما هذا الدور المؤثر والنفوذ القوي سيكون أحد الأسباب التي ستجعل السيد سعيد بن سلطان يتوجس من ابن عمه هلال بن محمد بعد ذلك.

  •  أخوها السيد هلال:

بعد وفاة السيد محمد أقر السلطان سعيد بن سلطان ابن عمه هلال بن محمد والياً على السويق خلفاً لوالده السيد محمد[15]، والذي تنعته المصادر بصاحب السويق[16]. تزوج السيد هلال[17] من ابنة عمه السيدة عائشة -أخت السلطان سعيد بن سلطان- وكان لها مكانتها وهو ما أوضحه ولستد Wellsted من لقائه بها شخصياً[18]: “زوجته استقبلتنا استقبالاً جيداً، وأكرمت ضيافتنا، وقد لاحظت أن أوامرها مطاعة، وكأنها تحل محل الشيخ، فأمرت خادميها بإكرامنا وقالت: اسهروا على راحة السادة ولا تتركوهم في حاجة لأي شيء وإلا قطعت أعناقكم. وقد تناولنا أفضل الخيرات من مطبخ الشيخ”[19].    

ويصف ولستد السيد هلال بن محمد: “وهذا الرجل المدعو سيد هلال هو ابن عم السيد، يبلغ عمره حوالي 35 عاماً، أما من جهة تأثيره السياسي فهو الوحيد من بين شيوخ المنطقة الذي يناظر ذلك الأمير. أما من جهة المنظر فهو طويل وذو هيبة، كما أنه متفوق في النشاطات الحربية كلها، وهو يحب الصيد، وكذلك الرياضات الميدانية الأخرى، وأعتقد أنه أقوى رجل في دولته جسمانياً رغم أن بدنه نحيف ظاهرياً، هذا إلى جانب رشاقته وخفته وهو كريم وسخي، وقد سمعت أنه قد حصل على هدية من الأمير تبلغ قيمتها حوالي 800 أو 1000 دولار، وبدلاً من الاحتفاظ بها قام بتوزيعها على أتباعه كهدايا”[20]. ويضيف ولستد: “يعيش سيد هلال في أبهة أكثر من جميع زعماء عُمان”[21]. ويصف ولستد مكانة السيدة جوخة عند أخيها السيد هلال: “وقد سمعت العديد من الحكايات عن مدى الحب والاحترام والتقدير الذي يكنه سيد هلال لهذه المرأة التي يدين لها بمركزه ومكانته”[22]. عموماً إن الوصف الذي قدَّمهُ ولستد عن السيد هلال يُعبر عن مكانته ونفوذه، كما يُستشف منه طبيعة الحياة التي كانت تعيشها أخته السيدة جوخة.             

وبالعودة إلى السيدة عائشة ابنة عم السيدة جوخة وزوجة أخيها هلال، فيبدو أنها كانت تعيش في عُمان، وفي السويق تحديداً، وعندما قُتل زوجها السيد هلال سنة 1861م في المواجهة التي عُرفت تاريخياً بحادثة البيذامة، والتي دارت بينه وبين السيد قيس بن عزان بن قيس ابن الامام أحمد والي الرستاق في عهد السلطان ثويني بن سعيد (١٨٥٦-١٨٦٦م)، عادت إلى زنجبار[23]، حيث توجد إشارات في مواقع متفرقة تذكرها فيها ابنة أخيها السيدة سالمة في مذكراتها، فتصف  أيامها الأخيرة في زنجبار من عام 1867م على لسان أخيها السيد ماجد الذي فاجأها بزيارة لها بعد أن وافقت على بيع مقاطعتها بوبوبو للقنصل الإنجليزي وقال لها: “عمتي عائشة التي تحبك كثيرا تعيش منذ بعض الوقت معنا أيضاً وسيسرها أن تراك ثانية”[24].

ثانياً: حضورها السياسي:

سجَّل التاريخ للسيدة جوخة بنت محمد بعض المواقف التي كانت لها فيها بصمتها الخاصة، ومواقفها الاستثنائية، ولا غرابة في ذلك إن كانت عمتها السيدة موزة[25] التي كان لها الدور الأبرز في الحفاظ على الحكم لأبناء أخيها السيد سلطان، وحماية عُمان من الانقسام الداخلي والاعتداء الخارجي في ظل الأوضاع غير المستقرة في تلك الفترة التاريخية المفصلية من تاريخ عُمان[26]. تلك هي عمة السيدة جوخة فلا عجب إن عُرفت بالشجاعة والقوة والإقدام، وهو ما سيتم توضيحه من خلال رصد هذا الحضور السياسي المهم.

  •  حضورها في فترة حكم السلطان سعيد بن سلطان (1219-1273هـ/ 1804-1856م):   السيدة جوخة والسلطان سعيد بن سلطان:

كان للسيدة جوخة موقف حازم إزاء النزاع الذي حدث بين أخيها السيد هلال بن محمد وابن عمها السلطان سعيد بن سلطان، وتعود جذور هذا النزاع إلى عام 1829م عندما قرر السلطان سعيد بن سلطان الإبحار للمرة الأولى إلى شرق أفريقيا تحديداً في ديسمبر 1829م[27]، حيث قام بوضع ابن عمه وواليه على السويق السيد هلال بن محمد في السجن ضماناً للأمن الداخلي وخوفاً من الطموح السياسي للسيد الشاب هلال أخ السيدة جوخة. وعيّن ابن أخيه السيد محمد بن سالم وكيلاً ونائباً عنه على عُمان[28]. يؤرخ ابن رزيق تلك الحادثة في فتحه المبين: “وولى السيد -يعني سعيد بن سلطان- على صحار ومسقط محمد ابن أخيه سالم بن سلطان، وكثرت السعاة مع السيد هلال بن محمد بن الإمام، وأوحشوه به، فأسرّ ذلك في قلبه، فأتى ذات يوم هلال إلى مسقط مُسلماً على السيد ووافداً عليه لبعض الشأن، فأسرّ السيد إلى محمد بن سالم بقبضه، فقبضه محمد في بيته، فأمر السيد بحمله، وقيده إلى مجلس الحصن الغربي، ففعل به كما أمر”[29].

يصف لوريمر ردة فعل السيدة جوخة إزاء حبس أخيها: “ولم يكد يبحر حتى وصلت السيدة جوخة -شقيقة هلال- هذه الشديدة المراس، فاستولت على سويق وأشعلت التمرد بهدف إطلاق سراح أخيها”[30]. وينبغي التوقف قليلاً عند ما ذكره لوريمر فالسيدة جوخة لم تذهب إلى السويق بل كانت فيها على اعتبار أنها أخت الوالي ولم تشعل تمرداً بقدر ما هو موقف إزاء ما فعله ابن عمها السيد سعيد بأخيها. كما يشير ولستد لتلك الحادثة؛ لكن ينسبها للسيدة عائشة بنت سلطان زوجة السيد هلال، فيذكر: “وفور وصول هذا الخبر-يعني حبس السيد هلال- إلى مسمع زوجته، التي هي نفسها أخت السيد سعيد. قامت بإرسال رسل إلى جميع مختلف القبائل البدوية المؤيدة لزوجها، وأعدت تجهيزات أخرى من أجل مسيرة شخصية ضد سياسة الإمام، ولكن قبل أن تصلها أي معونة كان الإمام قد أرسل إلى سويق، قوة للاستحواذ على الحصن، فقالت لهم تلك المرأة الشجاعة: ارجعوا إلى الذي أرسلكم، وأخبروه أنني سوف أدافع عن الحصن بأقصى جهدي، وإذا دمرتموه ومزقتموني ألف قطعة لن أتراجع أبداً. وبالفعل لقد دافعت عنه بكل جرأة وبراعة حتى اضطر رجال الإمام بعد خسارة عدة رجال للتراجع والعودة إلى مسقط وبعد مرور عدة شهور اقتنع الإمام ببراءة سيد هلال من تلك التهم المنسوبة إليه، وسمح له بالعودة إلى مقر ولايته”[31].

ومهما يكن من أمر في نسبة الحادثة فكلا السيدتين –جوخة وعائشة- كان لهما موقفيهما كون تربطهما علاقة مباشرة بالسيد هلال، فالأولى أخته والثانية زوجته. وتُظهر هذه الحادثة أيضاً موقف السيدة موزة التي وقفت إلى جانب السيد محمد بن سالم بن سلطان كونه كان نائب السلطان سعيد بن سلطان على عُمان. وعموماً بعد هذا التطور المثير نتيجة حبس السيد هلال بن محمد، قام السلطان سعيد بن سلطان بإطلاق سراحه عند عودته إلى مسقط في مايو 1830م[32]: “فلما وصلها -يعني مسقط- فكّ هلال بن محمد ابن الإمام من القيد، وفسح له من الحبس، فمضى هلال إلى السويق”[33]. وفي نهاية المطاف، انتهت تلك الأزمة التي كانت عنواناً من عناوين تأزم الوضع الداخلي في عُمان، والتي كشفت لنا دور أكثر من سيدة من سيدات عُمان في تلك الأزمة السياسية ذات الطابع العائلي.

  •  السيدة جوخة والسيد حمود بن عزان:

ينفرد ولستد بالإشارة إلى موقف السيدة جوخة من حادثة مهمة- لم يذكر ولستد تاريخها؛ لكن لوريمر يشير إلى حادثة استيلاء السيد حمود بن عزان على السويق في عام 1834م[34]– وقعت في فترة حكم السلطان سعيد بن سلطان، حيث قامت السيدة جوخة بصد هجوم على السويق قام به السيد حمود بن عزان[35] والي صحار في غياب أخيها السيد هلال، يقول ولستد: “قامت أخت الشيخ في موقف آخر بطريقة مماثلة عندما كانت مسؤولة عن الحصن نفسه ضد هجوم غير متوقع من شيخ صحار، الذي كان ماراً في طريق رستاق ومعه قوة مكونة من 200 رجل تقريباً دون إظهار أي نية للهجوم على الحصن، وفجأة غير اتجاهه واتجه بقوته نحو جدران الحصن، وكان شيخ سويق غائباً في هذا الوقت، فحلّت هذه السيدة الشجاعة مكانه، وقامت بإغلاق البوابات، وجمعت الحرس، وخطبت فيهم تحرضهم على القتال، وقامت باستغلال جيد للأسلحة على الأبراج، وبعد عدة محاولات فاشلة استمرت مدة ثلاثة أيام في محاولة اقتحام الحصن استسلم أخيراً لهزيمته، وتراجع عن مسيرته”[36].

ويمكن تفسير ذلك بأن السيد حمود بن عزان كان يطمح لمد سلطته على طول ساحل الباطنة وقد استغل غياب السيد هلال عن السويق. ويشير ولستد بشكل دقيق للتنافس الكبير في مد النفوذ على ساحل الباطنة بين السيد هلال والسيد حمود فيذكر: “وفي عام 1828م عندما زارت سفن الاستكشاف هذا الساحل كانت معظم البلاد المحيطة ملزمة بدفع الجزية لهذا الشيخ –يعني السيد هلال بن محمد-…وبعد استقرار شيخ صحار –يعني حمود بن عزان- في إقليمه انقلبت الأوضاع، حيث أراد هذا الشيخ اكتساب قوة أكبر ضد شيخ سويق، فقدم للشيوخ الضعاف وأتباعهم عرضاً لا يمكن رفضه، حيث عرض عليهم إذا خضعوا لنفوذه وتركوا لواء سيد هلال أن يعفيهم من كل الرسوم التي كانت مفروضة عليهم من قبل سيد هلال، وبالطبع وافقوا على هذا العرض، وخلال أيام وجد سيد هلال أنه يفقد السيطرة والنفوذ التي كادت تجعله أقوى من الإمام –يعني السيد سعيد بن سلطان- نفسه، وبدأت البلاد تخرج من تحت سيطرته، وأصيح مثله مثل غيره من الشيوخ يأخذ معاشاً من الإمام”[37].  

يظهر من هذه الحادثة أن السيدة جوخة كانت تنوب عن أخيها السيد هلال عند غيابه عن السويق لاسيما وأن تلك الفترة التاريخية كانت غير مستقرة على المستوى الداخلي، وكذلك على المستوى الخارجي بسبب محاولات الهجوم المستمر على عُمان من قبل آل سعود، وهو يوضح كذلك دور السيد هلال في صد تلك الهجمات[38]. كما يؤكد ما أشرنا إليه سابقاً على لسان ولستد من أن السيد هلال يُدين لأخته السيدة جوخة بمركزه ومكانته.

  • 2.           حضورها في فترة حكم السلطان ثويني بن سعيد (1273-1282هـ/ 1856-1866م):

تُسجل المصادر التاريخية موقفاً مهماً ومؤثراً للسيدة جوخة في عام 1861م. ولكشف ملابساته والظروف المحيطة به يحسن توضيح أن أخيها السيد هلال بن محمد استمر والياً على السويق بعد وفاة ابن عمه السلطان سعيد بن سلطان، وتولي ابنه السلطان ثويني حكم عُمان[39]. ويسجل لوريمر في دليله التاريخي في سياق الحديث عن جهود السلطان ثويني بن سعيد في بسط سلطته على كامل التراب العُماني وجهوده في استعادة المناطق التي خرجت من نطاق سيطرته، أن آل سعد وبنو جابر أعلنوا خروجهم عن سلطة السيد ثويني في سبتمبر من عام 1861م بتحريض من السيد قيس بن عزان والي الرستاق، ورفض والي السويق السيد هلال بن محمد الانضمام إليهم محتفظاً بسلطته في السويق ضمن سلطة حاكم البلاد السلطان ثويني بن سعيد[40]، وأدى ذلك الاختلاف إلى مواجهة عسكرية بين والي الرستاق السيد قيس مع والي السويق السيد هلال، والتي أفضت إلى قتل السيدين وتعرف المواجهة تاريخيا بواقعة البيذامة حدثت في مال موقوف لبيت مال كان يختص به هلال بن محمد بن الإمام في مكان يقال له الأرباع جنوب مركز ولاية السويق مباشرة[41].

 هنا برز موقف السيدة جوخة بنت محمد حيث انبرت للدفاع عن حصن السويق الذي تعرض لهجوم آل سعد للسيطرة عليه بعد قتل واليه السيد هلال بن محمد[42]. وعمدت السيدة جوخة في بادئ الأمر للمواجهة المباشرة مع آل سعد فحاربتهم بمن معها لمدة ثمانية عشر يوماً، قامت خلالها بطلب المساعدة من ابن عمها السلطان ثويني وفق ما أشار إليها أخوها بذلك إلا أن السلطان تباطأ في نصرتها مما دفع بآل سعد من الوثوب على الحصن وانتزاعه من يد السيدة جوخة بنت محمد التي كانت تصب عليهم العسل والخل الحارين وأوقعت خطتها تلك الكثير من القتلى والجرحى[43]. إلا أن الحصن ما لبث أن سقط في قبضة السيد عزان بن قيس[44] الذي أعلن ولاءه للسلطان ثويني بن سعيد لاحقاً[45]. وعموماً لا تذكر المصادر التاريخية ماذا حلّ بالسيدة جوخة بعد خروجها من حصن السويق؛ لكن الروايات الشفوية[46] التي يتناقلها كبار السن في الولاية تذكر توجهها إلى صحار. ونرصد بعض ما جاء في قصيدة يتناقلها كبار السن في ولاية السويق[47]:

وشكيت يا البيذامة      درجت عليج أمور

حسر الورق بركونه   وحكمن خذوه بالزور

صبري يا بنت محمد   كاد الزمان يدور

شروى يوسف واخوته   نحنا نأدي نذور

خاتمة:

 ونحن إذ نستذكر هذه الحوادث التاريخية، فإنما يتم ذكرها للعبرة وللتوثيق التاريخي ببسالة هذه السيدة وقدرتها على هذا الفعل السياسي، ففي سيرتها دروس الشجاعة والبطولة والاستثنائية في التعامل مع تلك الأحداث، ولنا في الروايات الشفوية المتناقلة بين كبار السن في ولاية السويق، دليلاً على مكانتها التاريخية، وتأثيرها الإنساني في نفوسهم. أما الفائدة الأخرى من تتبع سيرة هذه السيدة الجليلة فهي درس في التجرد من الخوض في دوامة الولاءات والتحالفات في فترة تاريخية حرجة شابتها الكثير من القلاقل الداخلية والتحديات الخارجية؛ لهذا يتحتم علينا ونحن نقرأ أحداث التاريخ التأسيس لثقافة الموضوعية والشفافية في التعاطي مع أحداث التاريخ لاسيما إن كانت مثقلة بالانقسامات والخلافات والتي أثرت علينا كأفراد وأُسر وكوطن في المقام الأول.  

قائمة المصادر والمراجع:

أولاً: المصادر:

  1. ابن رُزيق، حميد بن حمد (ت: 1291هـ/ 1874م). الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين. تحقيق: عبد المنعم عامر ومحمد مرسي، ط5، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2001م.
  2. السالمي، نور الدين عبد الله بن حميد (ت: 1332هـ/ 1913م). تُحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان. جزآن، ط١، مكتبة الجيل الواعد، مسقط: ٢٠١٦م.
  3. المغيري، سعيد بن علي (ت: 1381هـ/ 1962م). جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار. ط4، تحقيق: محمد علي الصليبي، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عُمان، مسقط: 2001م.
  4. الفارسي، عبد الله بن صالح (ت: 1402هـ/ 1982م). البوسعيديون حكام زنجبار. ترجمة: محمد أمين، ط2، سلسلة تراثنا، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1982م.

ثانياً: المراجع:

  1. البطاشي، سيف بن حمود (ت: 1420هـ/ 1999م). الطالع السعيد نُبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد. د.م، ط1، مسقط: 1997م.
  2. البلوشي، خليفة بن عثمان. عُمانيات في التاريخ. مكتبة العلوم، مسقط: 1996م.
  3. البوسعيدية، سالمة بنت سعيد. مذكرات أميرة عربية. ترجمة: سالمة صالح، ط2، منشورات الجمل، بيروت: 2006م.
  4. الراشدي، سليمان بن جابر. لمحة من سيرة الماجدات العمانيات، ط1، د.ن، د.م: 2019م.
  5. السعدي، فهد بن علي. التأريخ السياسي والعلمي للسويق والمصنعة. 9 مجلدات، ط1، مركز ذاكرة عُمان، مسقط: 2015م.
  6. الشبلي، حمد بن سالم. السويق في ذاكرة التاريخ. ط١، د.ن، د.م: ٢٠١١م.
  7. الفارسي، ناصر بن منصور. نزوى عبر الأيام معالم وأعلام. ط1، نادي نزوى، نزوى: 1994م.
  8. لوريمر، ج.ج. دليل الخليج (القسم التاريخي). مج2، مكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، الدوحة: د.ت.
  9. مجموعة باحثين. الموسوعة العُمانية. مج5، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2013م.
  10. الهاشمي، سعيد بن محمد. رسالة أبي نبهان إلى السيد محمد بن الإمام أحمد البوسعيدي: أبعادها السياسية والاجتماعية. منشور في: مجموعة باحثين، آفاق حضارية من حياة الشيخ الرئيس جاعد بن خميس الخروصي. بحوث الندوة التي أقيمت في جامعة السلطان قابوس، 26-27 سبتمبر 2016م، ط1، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مسقط: 2017م.
  11. ولستد، جيمس. رحلات في الجزيرة العربية: عُمان ونقب الهجر. ترجمة: أحمد عبد الباقي وأحمد الشرقاوي. ط1، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت: 2017م.

ثالثاً: الرواية الشفوية:

  1. الشيادي، إسماعيل بن طالب. نقلاً عن والديه: طالب بن زايد بن سويد الشيادي وآمنة بنت راشد بن خلفان المسعودية.

رابعاً: الصحف:

  1. الجهورية، أحلام بنت حمود. سيدات الفتح المبين (1) و (2). جريدة الرؤية، 9 و10 يوليو 2019م.

الهوامش:


[1] ابن رُزيق، حميد بن حمد (ت: 1291هـ/ 1874م). الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين. تحقيق: عبد المنعم عامر ومحمد مرسي، ط5، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2001م، ص٣٩٠؛ الجهورية، أحلام بنت حمود. سيدات الفتح المبين (1) و (2). جريدة الرؤية، 9 و10 يوليو 2019م؛ المغيري، سعيد بن علي (ت: 1381هـ/ 1962م). جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار. ط4، تحقيق: محمد علي الصليبي، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عُمان، مسقط: 2001م، ص230-231.

[2] ذكرها المغيري باسم السيدة فاخرة والسيدة معاذة، وكما يقول البلوشي: “ولكن لا يغير شيئاً من أن السيدة موزة كانت سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى”. يُنظر: المغيري، جهينة الأخبار، ص234؛ البلوشي، خليفة بن عثمان. عُمانيات في التاريخ. مكتبة العلوم، مسقط: 1996م، ص٢٧.

[3] لم يصرح ابن رزيق بأسماء بنات الإمام أحمد بن سعيد، ذكر البطاشي السيدة موزة والسيدة عفراء في كتابه: الطالع السعيد، أما السيدة ميرا أو ميرة فذكرها الدكتور سعيد الهاشمي في مقدمة كتاب الطالع السعيد نقلاً عن الفارسي في كتاب/ البوسعيديون حكام زنجبار، حيث أشار إلى أن السيد سعيد بن سلطان سمى ابنته ميره على اسم جدتها بنت الإمام. يُنظر: البطاشي، سيف بن حمود (ت: 1420هـ/ 1999م). الطالع السعيد نُبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد. د.م، ط1، مسقط: 1997م؛ الفارسي، عبد الله بن صالح. البوسعيديون حكام زنجبار. ترجمة: محمد أمين، ط2، سلسلة تراثنا، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1982م، ص50.

[4] زوجات الإمام أحمد بن سعيد حسب ما ذكره البطاشي في كتاب الطالع السعيد: الزوجة الأولى بوسعيدية وهي والدة الإمام سعيد بن أحمد. الزوجة الثانية من الهند وهي والدة السادة هلال وطالب. الزوجة الثالثة جبرية من قرية الحرادي ببركاء وهي والدة السادة سلطان وسيف وموزة. الزوجة الرابعة يعربية ابنة الإمام سيف بن سلطان بن سيف وهي والدة السيد محمد بن الإمام أحمد. انظر: البطاشي، الطالع السعيد، ص٣٣٧.

[5] بما توافر لدينا من معلومات، عائلة السيدة جوخة: والدها السيد محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (الزوبعة/هبوب الغبشة)، أنجب السيد هلال والسيدة جوخة. والسيد هلال له ابن اسمه حمد أنجب سعود وحمود. حمود أنجب نصر وحمد وسلطان. والسيد سعود بن حمد بن هلال البوسعيدي يُلقب براعي ظبية (ناقته). كان والياً للسلطان فيصل بن تركي على إزكي، وفي دولة الإمام سالم بن راشد الخروصي، كان والياً كذلك على إزكي وعدة ولايات أخرى. توفي السيد سعود في عام 1337هـ/ 1919م. ومن عائلة السيدة جوخة السيد نصر بن حمود بن حمد بن هلال محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (والي السويق) في عهد السلطان تيمور بن فيصل. يُنظر: الفارسي، ناصر بن منصور. نزوى عبر الأيام معالم وأعلام. ط1، نادي نزوى، نزوى: 1994م، ص202.

[6] السويق: ولاية من ولاية منطقة الباطنة الساحلية تقع بين المصنعة والخابورة. يُنظر: مجموعة باحثين. الموسوعة العُمانية. مج5، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2013م، ص1917 وما بعدها. يصف ولستد بلدة السويق في عام 1836م: “بلدة صغيرة ذات أسوار، وتضم حوالي 700 منزل، ويقع الحصن في منتصفها، ويقوم بحراسته خادمو الشيخ. وهذا الحصن عبارة عن مبنى قوي، ويوجد على أبراجه بعض المدافع، وقد اعتاد العرب وضع مدفعين أو ثلاثة بالقرب من مدخل حصونهم”. يُنظر: ولستد، جيمس. رحلات في الجزيرة العربية: عُمان ونقب الهجر. ترجمة: أحمد عبد الباقي وأحمد الشرقاوي. ط1، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت: 2017م، ص170.

[7]السالمي، نور الدين عبد الله بن حميد (ت: 1332هـ/ 1913م). تُحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان. ج٢، ط١، مكتبة الجيل الواعد، مسقط: ٢٠١٦م، ص٣٩٠؛ ابن رزيق، الفتح المبين، ص390.

[8] لمزيد من التفاصيل، يُنظر: الهاشمي، سعيد بن محمد. رسالة أبي نبهان إلى السيد محمد بن الإمام أحمد البوسعيدي: أبعادها السياسية والاجتماعية. منشور في: مجموعة باحثين، آفاق حضارية من حياة الشيخ الرئيس جاعد بن خميس الخروصي. بحوث الندوة التي أقيمت في جامعة السلطان قابوس، 26-27 سبتمبر 2016م، ط1، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مسقط: 2017م، ص390-414.

[9] الفارسي، البوسعيديون حكام زنجبار، ص١٠.

[10] المغيري، جهينة الأخبار، ص232.

[11] المغيري، جهينة الأخبار، ص210؛ الفارسي، البوسعيديون حكام زنجبار، ص10.

[12] المغيري، جهينة الأخبار، ص232.

[13] يذكر ابن رزيق: “فلما اجتمع جيش قيس بن الإمام إليه بصحار أتاه أخوه سعيد بن الإمام برجال كثيرة من أهل الرستاق وأتاه أخوه محمد بن الإمام بجمع كثير من أعراب الخضراء والسويق”، وفي رواية أخرى يذكر ابن رزيق: “… أخذ قيس في جمع الجنود، فلما كمل جمعه كتب إلى أخيه محمد ابن الامام وكان محمد يومئذ بعُمان وبيده حصن بهلا وقلعة نزوى وازكي أن يهبط إلى سمايل ليشغل الشيخ محمد بن ناصر الجبري”، ” ثم إن بدراً أشار على السيد لحرب عمه قيس وقال إن عمنا قيس قد اعتدى علينا بأخذ حصن الخابورة… فإن حصن بهلا وقلعة نزوى وعُمان كلها في حكم عمنا محمد بن الإمام وهو منقطع عنا، متصل إلى عمنا قيس”. يُنظر: ابن رزيق، الفتح المبين، ص409، ٤١٦، ٤٢٥.

[14] يذكر ابن رزيق: “فكتب محمد بن الامام لمن بحصن نروى وقلعتها من أصحابه أن يخلصوها للسيد سعيد بن سلطان بن الامام”، “وأعانه عمه السيد محمد ابن الامام برجال كثيرة من أهل السويق والخضراء”. يُنظر: ابن رزيق، الفتح المبين، ص4٢٦، ٤٦٧.

[15] “… وأما السويق فقد كانت في يد محمد بن الإمام ثم صارت في يد ولده هلال بن محمد”. يُنظر: السالمي، تحفة الأعيان، ج٢، ص٤٢٧. يُنظر أيضاً: ابن رزيق، الفتح المبين، ص٣٩٠.

[16] السالمي، تحفة الأعيان، ج٢، ص٤٣١.

[17] يشير الفارسي إلى معلومة تحتاج إلى التثبت منها لأنها تناقض مجرى الأحداث التاريخية وهو أن السيد هلال عاش في زنجبار بعد زواجه من ابنة عمه السيدة عائشة، “وقد تزوج ابنه من السيدة عائشة بنت سلطان، أخت السيد سعيد، وعاشا في زنجبار، وفي أثناء معركة مشو ساند السيد ماجد. وكان هو الذي أرسله السيد ماجد للتفاوض مع السيد برغش”. يُنظر: الفارسي، البوسعيديون حكام زنجبار، ص87.

[18] زار ولستد عُمان خلال الفترة 1835- ١٨٣٩م في عهد السيد سعيد بن سلطان، وكانت ولاية السويق إحدى المحطات المهمة لرحلته، وقد وصل إلى السويق في فبراير 1836م.

[19] ولستد، مرجع سابق، ص164.

[20] نفسه، ص164-165.

[21] نفسه، ص169.

[22] نفسه، ص166.

[23] الراشدي، سليمان بن جابر. لمحة من سيرة الماجدات العُمانيات، ط1، د.ن، د.م: 2019م، ص٤٣.

[24] البوسعيدية، سالمة بنت سعيد. مذكرات أميرة عربية. ترجمة: سالمة صالح، ط2، منشورات الجمل، بيروت: 2006م، ص319.

[25] كانت السيدة موزة شخصية سياسية وعسكرية رفيعة، ساهمت بشكل مؤثر في تهيئة الحكم لابن أخيها السلطان السيد سعيد بن سلطان. ولدت السيدة موزة في مدينة الرستاق، ويرجح أنها ولدت في عام1749م، نشأت موزة في بيت والدها إمام عُمان، فتعلمت على يديه شؤون السياسة والحكم، ظلت السيدة موزة تساند وتدعم السيد سعيد في شؤون الحكم حتى وافتها المنية، ولا يوجد تاريخ محدد لوفاة السيدة موزة، ويرجح أنها توفت في عام 1832م خلال سفر السلطان السيد سعيد بن سلطان إلى زنجبار للمرة الثانية. وقد وصفتها السيدة سالمة في مذكراتها بالحاكمة والوصية والعمة ومما وصفتها به: “أريد أن أذكر أيضا شخصية من عائلتنا تُكذب قبل كل شيء تلك الحكايات عن نقص المرأة الشرقية. اعتبرت عمة أبي حتى يومنا هذا نموذجا لدينا، فقد كانت ذكية، شجاعة وقوية العزيمة، تُروى حياتها وأعمالها المرة بعد الأخرى فيصغي الصغار والكبار إليها بكل انتباه“. يُنظر: سالمة، مذكرات أميرة عربية، ص190-192.

[27] ج.ج. لوريمر. دليل الخليج (القسم التاريخي). مج2، مكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، الدوحة: د.ت، ص703.

[28] ابن رُزيق، الفتح المبين، ص475؛ لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص705.

[29] ابن رُزيق، الفتح المبين، ص474.

[30] لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص705.

[31] ولستد، مرجع سابق، ص165-166.

[32] لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص706.

[33] ابن رُزيق، الفتح المبين، ص476.

[34] لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص707.

[35] حبسه السيد ثويني في مسقط والذي كان نائباً على عُمان أثناء سفر والده السيد سعيد بن سلطان إلى زنجبار، وتوفي السيد حمود بن عزان في سجنه في أبريل 1850م. وبعد وفاته تم إبرام صفقة سياسية مع أخيه السيد قيس   الذي خلفه في حكم صحار والرستاق، تنص بأن تؤل صحار إلى السلطان سعيد بن سلطان ويكتفي قيس بحكم الرستاق تحت سلطة السلطان سعيد مع راتب شهري. يُنظر: لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص710.

[36] ولستد، مرجع سابق، ص166. يُنظر أيضا: ابن رُزيق، الفتح المبين، ص474-475.

[37] ولستد، مرجع سابق، ص165.

[38] يذكر ولستد غياب السيد هلال عن السويق عند وصوله إليها في فبراير 1836م معللاً السبب خروجه لصد هجمات الوهابيين بحسب تعبيره. يُنظر: ولستد، مرجع سابق، ص164.

[39]رافق السيد هلال بن محمد السلطان ثويني في فبراير 1859م إلى زنجبار في الحملة التي كان الهدف منها إخضاع زنجبار لحكم السلطان ثويني بعد قرار أخيه السلطان ماجد الانفصال بزنجبار وشرق أفريقيا عن الوطن الأم عُمان. ووصل السيد هلال إلى السلطان ماجد قبل وصول الحملة ليبلغه بها؛ حيث لم يكن مؤيداً للسيد ثويني في شن هذه الحرب العسكرية. وتم إيقاف الحملة عند رأس الحد بعد تدخل بريطانيا. يُنظر: السعدي، فهد بن علي. التأريخ السياسي والعلمي للسويق والمصنعة. ج1، ط1، مركز ذاكرة عُمان، مسقط: 2015م، ص106-107.

[40] لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص734.

[41] السالمي، تحفة الأعيان، ج2، ص221-223؛ الشبلي، حمد بن سالم. السويق في ذاكرة التاريخ. ط١، د.ن، د.م: ٢٠١١م، ص٩٤.

[42] السالمي، تحفة الأعيان، ج2، ص221-223.

[43] نفسه، ج٢، ص٤٣٢.

[44] عزان بن قيس أصبح بعد ذلك حاكماً لعُمان بمبايعته إماماً في الفترة (1285-1287هـ/ 1868-1871م)، وهو ابن والي الرستاق قيس بن عزان الذي قتل في المواجهة (واقعة البيذامة) مع السيد هلال بن محمد. يُنظر: لوريمر، دليل الخليج، مج2، ص734.

[45] السالمي، تحفة الأعيان، ج٢، ص٤٣٢.

[46] القصيدة وثقها الفاضل إسماعيل بن طالب بن زايد الشيادي نقلاً عن والديه: طالب بن زايد بن سويد الشيادي وآمنة بنت راشد بن خلفان المسعودية.

[47]قصيدة تصف الأحداث التي وقعت بين حاكم الرستاق السيد قيس بن عزان بن قيس بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، ووالي السويق السيد هلال بن محمد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في ولاية السويق سنة 1861م.

الثاني عشر بعد المئة سياسة شخصية

عن الكاتب

أحلام الجهورية