ثلاثُ قصائدَ للشَّاعرِ حنيف عبد الرَّقيب

حنيف عبد الرَّقيب هوَ مؤلِّفُ الكتابِ: “شيطانٌ صغيرٌ فِي أَمريكا: ملحوظاتٌ فِي مديحِ الأَداءِ الأَسودِ” (2021)؛ المرشَّحِ النِّهائيِّ لِـ “جائزةِ دائرةُ نقَّادِ الكتَابِ الوطنيِّ” عنِ السِّيرةِ الذَّاتيَّةِ. “ثروةٌ لكارثتِكَ” (2019)؛ الَّذي حصلَ علَى جائزةِ لينور مارشال للشِّعرِ” للعامِ (2020). “التَّاجُ لَا يستحقُّ الكثيرَ” (2016)؛ الَّذي تمَّ ترشيحه لِـ”جائزةِ إِرثِ هيرستون رايت”. وهوَ أَيضًا مؤلِّفُ مجموعاتِ مقالاتِ السِّيرةِ الذَّاتيَّةِ “اِمضِ قُدمًا فِي المطرِ:  ملحوظاتٌ إِلى قبيلةٍ تسمَّى كويست” (2019)؛ الَّتي تمَّ إِدراجُها فِي القائمةِ الطَّويلةِ لِـ”جائزةِ الكتَابِ الوطنيِّ” للعامِ (2019) فِي الأَدبِ الواقعيِّ، و”لَا يمكنُهمْ قتلُنا حتَّى يقتلونَنا” (2017). يعيشُ فِي كولومبوس بولايةِ أوهايو.

■ الهيبةُ

لَا تبدأُ القصيدةُ مِن حيثُ تدخلُ السِّكِّينُ،

ولكنْ مِن حيثُ يلتفُّ النَّصلُ.

بعضُ الجروحِ لَا يمكنُ تهدئتُها

مهمَا كانتِ الطَّريقةُ الَّتي يكتبُ بِها المرءُ عنِ الدَّمِ،

ومَا الانعكاسُ الَّذي يصلُ فِي تجميعِها.

تبدأُ القصيدةُ بالأَلمِ كمرآةٍ

أَقومُ أَمامَها بتعديلِ رابطةِ العنقِ بالأُسلوبِ الَّذي علَّمني إِيَّاهُ أَبي

قبلَ جنازتي الأُولى، وهكذا تبدأُ القصيدةُ

مَع حزنٍ قديمٍ علَى رَقبتِي مرَّةً أُخرى. فِي المذياعِ،

ولدتْ مغنِّيةٌ فِي مكانٍ يشاهدُ فيهِ الأَطفالُ السَّماءَ

لأَنَّ القنابلَ تحاولُ بَيعي بالحبِّ

كشيءٍ شبيهٍ بالحربِ.

ليسَ لديَّ كذبةٌ أَعرضُها بهذهِ الخيانةِ.

كنتُ أُشبِهُ الرَّصاصةَ حينَ شاهدتُ الجثَّةَ كأَنَّها بابٌ.

لقدْ تجاوزتُ ذلكَ الآنَ. لنْ يدفنَ أَحدٌ أَقاربَهُ

حينَ تصبحُ الرَّغبةُ هاربةً

بينَنا. لنْ يكونَ هناكَ علمٌ مطويٌّ

علَى عتبةِ البابِ. يمكنُ أَنْ يُطلَقَ علَى شخصٍ اسمَ أَرملةٍ مرَّةً واحدةً فقطْ،

وبعدَ ذلكَ هُمْ وحيدونَ تمامًا. الفترةُ الأَكثرُ زرقةً.

الامتنانُ، ليسَ للحبِّ نفسِهِ، بلْ للطَّريقةِ الَّتي يمكنُ أَنْ تَنتهي

مِن دونِ بيتٍ يحترقُ.

هذهِ هيَ الكيفيَّةُ الَّتي أُخطِّطُ بِها للمغادرةِ بعدَ ذلكَ.

غير احتفاليٍّ مثلَ الولادةِ فِي بلدٍ تمَّ تجاوزُهُ

مِن جحودِ العيشِ. تبدأُ القصيدةُ بسلسلةٍ

منَ الكذَّابين ذَوي النَّوايا الحسنةِ يمشونَ واحدًا تلوَ الآخرَ

علَى حافَّةِ الأَرضِ. هذَا هو الَّذي ماتَ

وجعلَني ملِكًا. مَن ماتَ وصنعَكَ.

■ كيفَ يمكنُ للنَّاسِ السّودِ الكتابةُ عنِ الأَزهارِ فِي وقتٍ مثلَ هذَا

عَزيزي القارئُ، نحفرُ بكعوبِنا فِي الطِّينِ

الجيِّدِ فِي مستنقعِ البرديِّ، قدْ تُخبرني أَنتَ بشيءٍ

عنِ الهندباءِ، وكيفَ أَنَّها ليستْ زهرةً بحدِّ ذاتِها

لكنَّها نبتةٌ مكوَّنةٌ مِن عدَّةِ أَزهارٍ صغيرةٍ عندَ تاجِها،

والرَّبُّ يعلَمُ أَنَّني قدِ استدعيتُ بالشَّكلِ الَّذي أَبدو عليهِ

أَكثرَ ممَّا استدعيتُ بِما أَنا عليهِ فعلًا،

وأَرغبُ أَنْ أَردَّ الجميلَ لغرضِ هذَا

الظُّهورِ. وهوَ، أَيضًا، محاولةٌ لتشكيلِ

شيءٍ جميلٍ منَ البذورِ الَّتي ترفضُ صنعَ أَيِّ شيءٍ

يستحقُّ دفنَهمْ. رتِّبْ حسبَ حَجمي، وتخطَّى أَيَّ دلالاتٍ تصلُ

إِلى اللِّسانِ أَوَّلًا. قُلْ: هذَا الفتَى يَبدو كأَنَّهُ ساعةُ جَدٍّ

مجوَّفةٌ. إِنَّهُ يشبِهُ إِلهَ مليونِ دولارٍ مَع جنَّةِ

سِنْتَيْنِ. كلُّ مَا يتطلَّبهُ الأَمرُ هوَ قبلةٌ واحدةٌ، وقبلَ الصَّباحِ،

يمكنُكَ أَنْ تُشتِّتَ عقلَهُ بالكاملِ عبرَ حقلٍ.

■ نجمٌ / صبيٌّ

البيتُ فارغٌ جدًّا يحتاجُ إِلهًا جديدًا

لملئهِ. البيتُ فارغٌ جدًّا حتَّى أَنَّ كلَّ زاويةٍ

لهَا حسابٌ علَى لسانِهِ، وأنا أَفتحُ

أَذرعَ الإِخوةِ المتخيَّلينَ،

والشَّيءُ المتعلِّقُ بتخيُّلِ قدِّيسيكَ

هوَ أَنَّهُ يمكنُكَ إِقناعَهمْ دائمًا

لكيْ يحبُّونَكَ. البيتُ فارغٌ جدًّا لدرجةِ أَنَّني قطعتُ

الأَشباحَ العاجيَّةَ إِلى أَيدٍ نحيفةٍ.

القلبُ المحطَّمُ أَنظفُ مِن كنيستِكَ،

والجنازةُ تناسبُكَ أَنتَ وأَولادكَ

فِي داخلِها. البيتُ فارغٌ جدًّا يحتاجُ

محورًا.

البيتُ فارغٌ جدًّا حتَّى أَنَّني قطعتُ رأْسَ وحشِ

الذَّاكرةِ، وتركتُهُ يسقطُ فِي منتصفِ البساطِ

الجيِّدِ، وهززتُ كلَّ الصُّورِ منَ المدفأَةِ.

أَنَا علَى قيدِ الحياةِ فِي أَسوإِ السَّنواتِ. أُسطورةُ أَيِّ أَلمٍ.

إِذا يجبُ أَنْ تعرفَ حقًّا، الاختلافُ الرَّئيسُ

بينَ الشُّهرةِ والعارِ هوَ عددُ

الصَّباحاتِ

الَّتي تستيقظُ فِيها وحدكَ. أَنا قريبٌ جدًّا منَ الرَّبِّ. لَا تَختبرْني.

أَنا أُحاولُ أَنْ أَضعَكَ فِي أَسوأ مزاجٍ.

أدب

عن الكاتب

ترجمة: محمَّد حِلمي الرِّيشة