الإسلام والحداثة قراءة فلسفية

كتب بواسطة ثويبه طاهر

مقال ثويبه طاهر*

ترجمة: علي بن حمدان

لفهم علاقة الإسلام بالحداثة ليس بالأمر السهل، إنها مسالة في غاية التعقيد، ويمكن تناولها من عدة جوانب. إنها من المواضيع الحاضرة في معظم النقاشات اليوم سواء من قبل المفكرين المسلمين أو غير المسلمين. حداثة النظام الرأسمالي والصناعي جعلت مسالة الهوية الإسلامية أكثر حدة وخطورة وأهمية. لذلك فموقف المسلمين من الحداثة متباين جدا. فهو يتراوح من الذين يدعون بالإصلاح ومن أولئك الذين ينادون بالصحوة ومن الذين يرفضون كليا التراث والحداثة، ومن الذين يدعون إلى إعادة قراءة الفكر الإسلامي ليكون موائما للحداثة.

 من بين الفلاسفة المسلمين، سيد حسين نصر وعبدالكريم سوراش من إيران، ومحمد إقبال، وفيزلور رحمان، وأكبر أحمد من باكستان، محمد أركون، ومحمد عابد الجابري، ونصر حامد أبو زيد، وحسن حنفي، وعبدالله العروي، وبسام طيبي، ولؤي صافي من العالم العربي الذين تناولوا هذا الموضوع بعمق.  وقد ظل هذا موضوعا مهما  للمفكرين خارج العالم الإسلامي نظرا لتأثيره العالمي.  شيرين هنتر، وروبرت ديمر لي، وج.ل، اسبيتو، و ج.او فول وستيفان وايلد من الأسماء القليلة التي يمكن ذكرها هنا.

قبل بداية نقاشنا رسميا، قد يكون من المناسب أن نتسأل ماهي الحداثة، ولنقيم الموضوع دعونا نلقي نظرة مختصرة  الحداثة، على مضامينها العامة وماهي الأفكار والقيم المصاحبة لها.

الحداثة هي مصطلح معقد، إضافة إلى مجموعة من الأفكار والمؤسسات المصاحبة. وببساطة يمكن الإشارة اليها بالثورة  العلمية والصناعية وبالمذاهب المصاحبة لها كالاعتقاد بالعقلانية والإنسانوية ( Humanism) والتي انتشرت في أوروبا وأمريكا في القرون 17,18, 19 . الثورة الصناعية في أوروبا منحتها دفعة خاصة وكان تأثيرها المباشر وغير المباشر قد أثر على جميع مجالات الحياة الإنسانية. ليس هناك مجال من مجالات المعرفة الإنسانية يمكنه تجاهلها، الدين، والفلسفة لم تكن استثناء.

أحد أبرز إفرازات الحداثة تتضمن الرأسمالية، والليبرالية، والديمقراطية، والتي كانت محصلتها التصنيع، والتوسع الحضري،  وحكومات منتخبة، الإعلام الجماهيري، التعليم الشامل والقضاء المستقل. في مجال الصحة والحماية الاجتماعية منحت الحداثة الإنسانية عمرا أطول وذلك من خلال التطعيم، والمضادات الحيوية، صحة أفضل وانخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال. ومن الناحية الأخرى لعبت الحداثة في تصنيع أسلحة الدمار الشامل مثل القنابل النووية، وغرف الغاز المميتة والخ.

من المظاهر الرئيسية للحداثة هو المشاركة الواضحة للمرأة في مختلف المجالات التقليدية وغير التقليدية، حرية التعبير، النظرة العلمانية، والتحرر الجنسي. إلى جانب هذه المزايا، كان لهذا التطور جانب سلبي حيث أدى ذلك إلى انخفاض حاد في معدل الزواج والمواليد وارتفاع في معدلات الطلاق والأسر المفككة.

هذه الصورة المختصرة توضح أن نتائج الحداثة ليس دائما إيجابية بالنسبة للمجتمع أو للإنسانية. الصراع بين الرؤية  الدينية والحداثة لم تكن واضحة في بقية الأديان كماهي مع الإسلام. عدد الكتب الكثيرة الصادرة في الموضوع لدليل على مدى حيوية وراهنية هذه المسالة. لا  يمكن أن تجد هذا العدد من الكتب أو الأبحاث تتناول اليهودية والحداثة، أو المسيحية والحداثة، أو الهندوسية والحداثة، أو البوذية والحداثة كما هو الحال حول الإسلام والحداثة.

قد يكون من المفيد أن نشير هنا إلى الاستجابات الأولى من قبل الانتلجنسيا الإسلامية لتحديات الحداثة. فأشهر العلماء  والمفكرين من الهند، مصر، تركيا وإيران الذين كتبوا عن الحداثة من ضمنهم من أفغانستان: جمال الدين الافغاني، من الهند سيد أحمد خان، ومحمد إقبال، من تركيا: إسحاق افندي وقدسي أفندي، من مصر محمد رشيد رضا، وقاسم أمين، ومحمد عبده، من أندونيسيا: أحمد دحلان. هؤلاء العلماء والمفكرين في الأغلب رحبوا ببعض جوانب الحداثة ولم يعتبروها معادية للإسلام. ولكن ماذا حدث بعد ذلك مما جعل العالم الإسلامي متخوفا من بعد ما كان مرحبا بها بحرارة في البداية؟ إن التغير الذي حصل من المحتمل أن العالم الإسلامي تعرف على الحداثة من خلال بداية الاستعمار، عندما وجد المسلمون أنفسهم في حالة دفاع. بالنسبة للدول الاستعمارية الإسلام غير متوافق مع الحداثة لذلك يجب إصلاحه أو تحديثه  أو تهميشه. بالنسبة للمسلمين على الأغلب تصوروا التحديث، والحداثة، والعصرنة ليس فقط إنها قيم غربية وأجنبية ، وإنما هي قيم عدوانية وخطيرة.

إن تخوف العالم الإسلامي من الحداثة أصبح متلازمة منذ الحرب العالمية الأولى وذلك أثر انهيار الإمبراطورية العثمانية، حيث تم تفكيك تركيا، وأصبحت الأماكن المقدسة في العالم الإسلامي تحت سيطرة القوى الامبريالية. العالم الإسلامي أصبح أكثر ارتيابا وعداء للحداثة لإنها صارت مرتبطة بكلولونيالية والامبريالية.  بالنسبة للوضع السياسي، كما تم توصيفه من قبل فرانسيس روبنسون كالتالي :” الهيمنة الإسلامية وصلت الي نهايتها عندما بدأ عصر النهضة، والحركة الإصلاحية، وعصر التنوير والثورة الصناعية التي حولت أوروبا من الداخل. أول إشارات هذا التحول في علاقات القوة كانت في 12 سبتمبر 1683 عندما أجبر العثمانيون علي رفع الحصار عن فيينا. هزائم أخرى تبعت ذلك ونقطة التعثر الكبرى كانت في عام 1798، عندما قام الفرنسيون بغزو مصر، وفي عام 1799هزمت القوات البريطانية قوات تابو سلطان التي كانت  اخر قوة إسلامية مهمة في الهند. من هذه اللحظة، القوى الغربية انتشرت في ربوع العالم الإسلامي، البريطانيون، الروس، الفرنسيون والهولنديون في الطليعة. بحلول عام 1920 تقريبا معظم العالم الإسلامي كان تحت سيطرة القوى الغربية او تحت نفوذ غربي قوي. المناطق الوحيدة التي كانت خارج السيطرة الغربية شمال اليمن، ووسط الجزيرة العربية وأفغانستان”. (روبنسون، 2008، ص2).

سيد حسين نصر كتب وجهة نظر مماثلة في كتابه الإسلام التقليدي والعالم الحديث، ” بعدها أتت السيطرة على معظم أجزاء العالم الإسلامي من قبل البريطانيين، الهولنديين ، والروس، ولا نتكلم عن الاحتلالات الفرعية كالاحتلال البرتغالي والاسباني. ورغم أن المسلمين لم يعيروا اهتماما كافيا للأثار طويلة الأجل لهذه الاحداث، إلا أن احتلال مصر من قبل نابليون أحدث صدمة والذي جعل من قادة المسلمين مدركين لأبعاد ومعنى  سيطرة الغرب على الإسلام. في بداية القرن التاسع عشر أدركت الانتلجنسيا الإسلامية أن خطأ جسيما قد حدث”.( نصر، 1987، ص: 80 (.

مناهضة التغيير سادت أوساط الانتلجنسيا قبل فترة طويلة قبل القرن العشرين. لقد توقف النشاط الفكري في العالم الإسلامي منذ 500 عام. عمليا لم يكن هناك تقدم في مجال الفكر، العلوم والفلسفة، وحتى لم يكن هناك تغيير بالنسبة للقانون أو القضاء بعد القرن الرابع عشر. الأمر الذي تم استنكاره من محمد أقبال في كتابه إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام. حيث كتب، ” إنه من الضروري قبل المضي قدما، أن نكشف أسباب هذا الموقف الفكري والذي أوصل قوانين الإسلام عمليا إلى حالة من الجمود”( اقبال 2006، ص 87). قام  إقبال بتحديد ثلاثة أسباب ساهمت في هذا الجمود الفكري والتمسك بالإسلام التقليدي، والتي هي كالتالي”:1. رد فعل ضد الحركة العقلانية التي ازدهرت في العصر العباسي. العناصر المحافظة اعتبرت ذلك عاملا لانحلال الأمة ومن أجل الحفاظ على وحدة الإسلام جعلوا من هيكل نظامهم القانوني صارما قدر الإمكان. 2. صعود ونمو الزهد الصوفي.3 . دمار بغداد وما تلى ذلك من ميول نحو التنظيم المفرط بالإحالة الخاطئة إلى الماضي( اقبال 2006، ص 87-121).

غير أن إقبال خلاف كل الجهود ظل محافظا، ولم يتفق مع الشاعر  التركي زيا كوكالب ( Zia Gokalp) الذي كان يحلم بإسلام حديث مع حقوق مساوية للمرأة في كل مجالات الحياة بما فيها الميراث. كلنتون بينيت( Clinton Bennet )استطاع أن يتوصل إلى بذور التقليدية الحديثة في فكر اقبال. ووفقا له فان إقبال ركز على الشريعة كمفهوم أساسي في الإسلام . إقبال هو سلف للتقليدية الحديثة لمولانا المودودي.(بينيت 2005، ص. 22).

 من المناسب أن نذكر هنا أنه مع النصف الأول من  القرن العشرين المودودي وسيد قطب في باكستان ومصر على التوالي طورا أيدولوجيتهما على أن الحاكمية لله وعلى اولية الشريعة. كما روجا لعقيدة جديدة للجهاد، لتعدد الزوجات، لدونية وضع المرأة وللاجتهاد مما عزز من وجهة النظرة المتشددة. هذه العقيدة الحديثة التي عرفت بالإسلامية او بالإسلام السياسي.

محمد عابد الجابري في إصداره الأهم نقد العقل العربي تناول الأسباب التي في اعتقاده مسؤولة عن فشل التنوير في العالم العربي الإسلامي والتي عمقت من الهوة بين التقليد والحداثة. احد هذه الأسباب هي نظرية المعرفة والحدود البنيوية للقواعد الشائعة في العالم الإسلامي. هذه الحدود أو الهياكل البنيوية هي السبب الرئيسي في فشل مسار الحداثة في العالم الإسلامي. إنها تشكل خطرا ومعوقا للنهج العلمي، وللمنطق وللخطاب العقلاني. وحسب الدكتورة سونيا حجازي ” إن عمل الجابري يتمحور حول كيفية إنتاج المعرُفة”. مما دفع بالجابري لدراسة قواعد اللغة العربية، هذا بالإضافة إلى القوانين الإسلامية، الفقه، والتصوف، والبلاغة، والفلسفة. وبناء على الجابري هذه المجالات جميعها تنتمي إلى نفس البنية المعرفية. ويزعم الجابري أن منهج القياس هذا متجذر بعمق في المجال الثقافي العربي الإسلامي، حيث تم نقل هذا المنهج من الفقه الإسلامي إلى كافة مجالات العلوم.

في علم البيان ما هو مجهول يصنف دائما تحت بند ما هو معلوم. التعليل في العلوم الطبيعية (علم البرهان) يعتمد أساسا على deduction  الاختزال ، أما علم العرفان فيعني بالنسبة لمعظم العلماء هو الانسحاب نحو المجال الخاص لذلك هنا أيضا لا يوجد دافع نحو التحديث.

السؤال المهم والمثير هنا هو: لماذا لايزال المفكرون المسلمون يتبنون الأنظمة المعرفية البالية؟ احد ابرز مفكري الإسلام المعاصرين  محمد أركون أجاب على السؤال حسب التالي:” المشكلة هي أن نسخة معينة من الفكر الاسلامي قد تم تقديسها نتيجة للتطورات التي حدثت في أواخر الفترة الكلاسيكية ويعود ذلك بسبب هيمنة تأثير المذهب الشافعي. منذ ذلك الوقت المسلمون ضلوا أسرى تصنيفات لتفاسير معينة تم تعميمها منذ قرون. بينما كانت عبقرية المسلمون الأوائل أنهم كانوا قادرين على التكيف مع الظروف التاريخية المتغيرة بعيدا عما كان اعتقاد أسلافهم. المشكلة الأخرى أن علم المعرفة الشافعي والاشعري كان مترسخا لتعاونه مع الأنظمة السياسية القائمة، وعلماء السلاطين، بينما العلماء المخالفون للنهج السائد كانوا يتخوفون من عدم الانصياع للمدارس السائدة مما سيؤدي الى تهميشهم من قبل المجتمع. ولكن دون الاخذ بالمنهج النقدي للفلسفة الحديثة والعلوم الاجتماعية وعلم اللسانيات سيضطر المسلمون دائما نحو التقوقع ضمن دائرة النظام المعرفي المغلق الذي لا علاقة  له بشكل متزايد باحتياجاتهم المعاصرة.

نصر حامد أبو زيد في كتابه نقد الخطاب الديني يتسأل لماذا تم اختصار الإسلام في الشريعة، وتم تجاهل أبعاده وجوانبه الأخرى. إجابته جديرة بالاستشهاد هنا ” السبب في حصر الإسلام بالشريعة هو انه منذ القرن الخامس من التاريخ الإسلامي أو القرن الثاني عشر ميلادي، الفلسفة الإسلامية وعلم اللاهوت الإسلامي تم تهميشهما بصورة تدريجية. الفلاسفة والعلماء غير التقليديين تم اضطهادهم او مهاجمتهم من قبل الفقهاء وأجهزة السلطة. احد هذه المؤشرات  ما حصل زمن المحنة عندما قام الخليفة المأمون بفرض مسالة خلق القران التي تبناها المعتزلة. هذه المحنة استمرت لمدة خمسة عشرة عاما تم خلالها معاقبة المخالفين. في القرن الثاني عشر في الاندلس قام الخليفة من خلال سعيه لحشد الدعم لحربه ضد ملوك الكاثوليك قام بعزل ابن رشد ونفيه وحرق كتبه.  ويجدر بنا ان نذكر اثنان من العديد من الاخرين الذين تم اعدامهم كانا من اشهر المتصوفة الحلاج ( تم إعدامه في 910) والشهروردي( شهاب الدين يحي، تم إعدامه 1191) ( ارننالديز: 909)، أبو زيد، .2006 ص.15).     

نصر حامد أبو زيد كتب “أن التلاقح الثقافي والسياسي بين الغرب والعالم الإسلامي طرح عدة مسائل. أولها الإصلاح والسؤال الجوهري: لماذا استطاعوا هم التقدم وبقينا نحن متخلفين، كيف نحن الذين كنا سادة العالم لقرون اصبحنا ضعفاء لدرجة أننا اصبحنا  تابعين وتحت سيطرة القوى الغربية؟ الإجابة لهذه الأسئلة كانت ان الإصلاح المطلوب هو العودة للأخلاق والقيم الأساسية للإسلام والتي حولت عرب الجاهلية في القرن السابع الى سادة العالم. لذلك الإصلاح معناه الاحياء، تمشيا مع الموقف الاصلاحي للقرن الثامن عشر، أي إعادة النظر في التراث او التقليد على ضوء الحداثة”. ( أبو زيد 2006، ص. 21).

إن العالم الإسلامي يئن تحت براثن الديكتاتورية منذ القرون الأولى في شكل ملكيات مطلقة، واستبداد وأنظمة عسكرية حتى يومنا هذا، هناك 58  دولة  إسلامية مستقلة، معظمها تحكم من قبل أنظمة غير شعبية وغير منتخبة. من الواضح ان الحداثة تهدد مصالح هؤلاء الحكام. ان القمع الوحشي من قبل الأنظمة العربية  للربيع العربي لدليل واضح على ذلك. ان مصالح الحكام تتعارض تماما مع مصالح جماهير المسلمين. لذلك من اجل الاستمرار في استعباد شعوبهم تحرم النخب الحاكمة شعوبها من التعليم، والتنوير، والحداثة. ان التفسير الجامد، والرجعي للإسلام يناسبهم ويحمي مصالحهم. لا يتحمل القهر الا الاميين والفقراء والمحرومين.

وحتى لو بدى أن الإسلام السياسي يحارب ضد الأنظمة الفاسدة والحكام المتسلطين، لكنه في الجانب الاخر، يحارب ضد الليبرالية، والديمقراطية والتنوير والعقلانية. ان برنامجه في الحقيقة رجعي كما هي اجندة الأنظمة التي يدعي انه يناضل ضدها. ان الإسلام السياسي في حقيقته اشد عداء للحداثة، لأنها بالنسبة له هي نتاج للغرب وتعزز مصالحه. إن الحداثة وافكارها الأساسية والمؤسسات المرتبطة بها كحرية التعبير، والحريات المدنية، الديمقراطية، وحرية الاعلام، وتمكين المرأة ، معدلات الامية المنخفضة، وزيادة دخل الفرد، ومستوى معيشة متقدم، وزيادة وعي الناس بحقوقها تعتبر خطرة بالنسبة لأنظمتهم وافكارهم الشمولية. لذلك الحداثة محاصرة في العالم الإسلامي من الجانبين. من الوضع السائد الذي لا يستطيع استيعابها، ومن الجانب الاخر من الإسلام السياسي الذي يحاربها.

الملاحظات

  • ثويبة طاهر اكاديمية باكستانية رئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماع  في الكلية الحكومية الجامعية في لاهور.
  • الترجمة بتصرف ومختصرة من دراسة موسعة.
  • مصادر الدراسة لم تتضمنها الترجمة نظرا للحيز المتاح للنشر في مجلة الكترونية غير تلك الواردة في النص.
فلسفة

عن الكاتب

ثويبه طاهر