هواجس

أنا وظلي والقمر..

نلهو في مملكة الخراب سوية..

سعيدين بوهمنا..

وكانت الأرض في اتساع المدى وعمق الرجاء..

لا شيء يكدر صفو رؤايا وأفكاري المارقة !..


 


 

للذكريات طعم الملح..

حين تحرضني على الصمت والأسئلة حارقة..

هل أقدر..

لو أصغي إلى وشوشات الماء للحصى..

وعبق المراعي العاشقة..

هل أقدر..

والطفولة تنقر زجاج نافذتي..

والفؤاد على شرفة الروح يغني التياعه

بشفاه ..

في طراوة الزنبقة

كنا..

أنا وظلي والقمر..

نلهو في مملكة الخراب سوية..

سعيدين بوهمنا..

وكانت الأرض في اتساع المدى وعمق الرجاء..

لا شيء يكدر صفو رؤايا وأفكاري المارقة !..

هل أقدر..

لو أصغي للكلمات..

ماخطبها الكلمات؟؟

تسرد أوجاعها لي..

وفيض البهاء والشجن..

وتلك الشموس العوالي..

والشجر عليه المراجيح ذهابا وإيابا تميل..

والكوانين يداعب جمرها..نجمها

وأحلى الحكايا..

كانت الشتاءات من طلة سقفنا..

أشبه بالغواية..

والمطر شاحب لونه والريح..زاعقة

تلك الأيام ذخائرنا..نداولها بين الضلوع..

يتشظى الزمان فيها ثوان كالأبد..

وجدران منزلنا مثل دالية الله..حلاوة

تنهض لفائف من حرير..

وتغمرنا تحنانا وقبلا ..رائقة

أرى جدائل أمي التي..في سواد الأبنوسي اغتسلت..

أطول..أطول..

وأبي نورسا تتقاذفه المنافي ..

أمد يدي الآن..

لاشيء غير الأطياف والأطلال الشاهقة..

أسبلت جفوني..فاستيقظت فراشاتي راكضة في حدائق..من ماس وعوسج ولجين..

وعلى بلاط العمر المسجى..

أشقاني ذياك الحنين..

فأداري غصة القلب هواجسي ..ناعقة..

أبيت في سكون الليل متوسدا أوراقي ..ومحبرتي..

أجدل من حرقتي ..قصيدتي ..

تتلبسني الرعشة ..كمثل الذي يلاعب.. صاعقة..

وأصحو صباحا..

أجراس الصدى.. تناديني..

تلسعني.. نسمات الفجر..

أجري.. وأجري.. وأجري..

دربي يمنيني

وغبطتي..

خارقة

 

أدب العدد السادس عشر

عن الكاتب

رشيد فيلالي

كاتب صحفي ومترجم من الجزائر