” الصراع بين الفرد والمجتمع “
“ان الصراع الذي يحدث في المجتمع بين فردانية الفرد واجتماعيته , ينعكس على طبيعة الحكم الذي يحكم المجتمع , فضلا عن تأثيره في الأفكار والأيديولوجيات السائدة “. ارسطوطاليس
ولد الإنسان وهو يعايش صراع مرير بين نزعته الفردية والفطرية ” الأنا ” التي تدفعه لرفض كل أشكال القيود الاجتماعية والنفسية والفكرية , وحاجته للمجتمع والاختلاط به , وبالتالي التخلي عن تلك النزعة الفردية لصالح الجماعة , فالرغبة في الحرية المطلقة لدى الذات المتفردة , تقابلها حرية مشروطة في القالب الاجتماعي , ورفضه لكل أشكال القيود والتنظيم في النزعة الفردية والفطرية , تقابلها القوانين والتنظيمات والتشريعات التي تقيد وتمنع وتكبح جماح تلك النزعة في البيئة الاجتماعية وإطار الدولة .
وبما ان الإنسان يولد في نظام اجتماعي ,- أي – ان كل كائن بشري في كل مرحلة من مراحل التاريخ او حتى ما قبل التاريخ قد ولد في مجتمع – ونقصد به – الأسرة – , فهو اقرب الى ثقافة قبول التنظيم والمشاركة والاندماج منه الى الفوضى والهمجية , في المقابل وبالرغم من انه تربى على قبول القوانين والتنظيمات الاجتماعية منذ صغره , يمكننا التأكيد على ان تأثير النزعة الفردية ” الأنا ” المتمردة واللااجتماعية تطغى عليه في كثير من الأحيان نتيجة العديد من العوامل المؤثرة في تفكير وثقافة الفرد , ولان الميول الغرائزية لدى الإنسان أقوى بكثير من الميول العقلانية الواعية والاجتماعية .
وبالتالي فان الحقيقة التاريخي%D