الحلقة العاشرة : برنامج نهاية العالم

برنامج نهايه العالم الذي نعرفه  لمؤسس ويكيليكس وليام اسانج  . ضيفا الحلقة العاشرة المفكرين نعوم تشومسكي و طارق علي .

هاهو العربي المأخوذ بفكرة الحرية يركض لاهثا نحوها ، هاهي أزمة النظام الغربي تطل برأسها، وهاهو امل قادم من امريكا اللاتينية . هكذا يبدو العالم الجديد في أعين نعوم شومسكي وطارق علي ، المفكران الشهيران ، الذين سيحلان ضيوفا على حلقة وليام أسانج لهذا الاسبوع الذي تبثه قناة روسيا اليوم حصريا .

يتفق المفكرين على ان الحراك الحالي المفاجئ في الشرق الاوسط ، والمظاهرات التي تعم الولايات المتحدة  و اوروبا وروسيا ، ما هي الا نتيجة انعدام العدالة الاقتصادية وشعور الشعب بأنه مقموع من قبل حكوماته .

ويضيف المفكر طارق علي : اننا نرقب يوما بعد يوم تجويف الديموقراطية من مضمونها شيئا فشيئا ، فهي اليوم باتت كالمحارة الفارغة ، وهذا ما يبث الغضب في نفوس الشباب ، الذين يشعرون بعدم التقدير تجاه كل ما يكدحون لأجله ، وصوتهم الذي لا يغير شيئا في صندوق الانتخابات ، فالحال لا يتغير والواقع كما هو ، ولهذا السبب نشأت هذه المظاهرات .

وفيما يتعلق بالحراك في الشرق الاوسط ، فيقول المفكران ان الفوضى الحالية في المنطقة العربيه ، جعلت القوى الغربية المسيطرة على العالم في حاله استنفار للتقليل من قدر الخسائر التي ستتكبدها نتيجة هذا الحراك في مع حلفاءها الدكتاتورين الذين يمدونها بالنفط.

ويقول شومسكي  ان الحراك في الدول لاساسية المصدرة للنفط  : المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات ،  لن يقدر له ان يرتفع عن السطح ابدا  ، وذلك بسبب حشد هذه لكافة قواها الأمنية لمواجهته ، بالاضافة الى دعم من الغرب ، ليحمي  مصالحه في المنطقة . وهذا الحشد الأمني الهائل تسبب فعليا ببث الرعب في نفوس هذه الشعوب ،  وفي مقدمتها الشعب السعودي الذي بات  يخشى الخروج في شوارع الرياض خشية من الاشتباه به .

وعلى الرغم من كل ما سبق  ، لقد استطاع  الربيع العربي ان يأخذ الجميع على غفلة ، وتمخض عنه التخلص من شخصيات كان لها حضور كبير في  المنطقة . غير ان الاطاحه بهذه الرؤوس لم يتسبب بأي ضرر دائم لمصالح الغرب في المنطقة .فسياسات الدول الغربيه ك فرنسا مثلا في تونس وأمريكا وبريطانيا في مصر ، تحكمها مسارات تقليدية  وثابتة ، انها أشبه بكتيب الإرشادات للعبة ما  ،  تستعين به لتشكيل خطة في حالة فقدان  دكتاتورك المفضل قدرته على مواصلة الحكم ، فالذي عليك فعله ان تحاول مساندته حتى دقائق حكمه الاخيرة ، ولكن حين تدرك انه ما من جدوى  لمواصله دعمه – كأن يقف العسكر ضده ( على سبيل المثال ) ، فكل ما عليك فعله في هذه الحاله  ان  تقوم بدورمحاضر في دروس الديموقراطية وأهميتها للشعوب  ، وفي الوقت ذاته تحاول في الخفاء اعادة  ترتيب النظام  الدكتاتوري القديم.

ويتفق طارق علي ونعوم تشومسكي انه  على الرغم  من سوداية المشهد ، الا ان الحراك الحالي يحمل في طياته دروسا مهمه لكافه شعوب العالم  التواقة للحرية.   ويؤمن المفكر  طارق علي انه رغم ما يتسلل في نفوس الشعوب من يأس ، فيتسائلون :لم يحدث تغيير حقيقي على ارض الواقع .  وهذا قد يكون صحيحا . ولكن هناك شيئا ما قد تغيير بالتأكيد، الا وهو  ان هذه الشعوب أدركت اخيرا ن التغيير لا يأتي  بالسكون وانما عبر النشاط الجمعي  والحركه الدائمه ، وهذا اهم درس تعلمناه من هذا حراك الربيع العربي .

ويعقب تشومسكي : اذا تناولنا الموضوع من زاوية اكبر ونظرنا الى المشهد العالمي الان ، لوجدنا ان الحراك الذي عم العالم ، كان سببه اختلال التوازن في النظام العالمي الحالي ، وان البديل لا بد ان يحل محل النظام القائم عاجلا ام آجلا . قد يكون امل البديل قادما هذه المرة من دول امريكا اللاتينية التي تختبر اليوم نماذج لأنظمة جديدة ومختلفة كليا عن النظام  الغربي الرأسمالي المتخبط .

لنأخذ بوليفيا ( على سبيل المثال ) التي شهدت تغييرا مدهشا ، حيث انتقلت اكثر الجماعات المقموعة  والمغيبة  لفترة طويلة عن المشهد العام الى الساحة السياسية ، امر مماثل يحدث فيى الإكوادور ، ومثيله بدرجة متفاوته في بيرو.  ان هذه الدول بأختبارها لهذه الأنظمة الجديدة والمتميزة ، تقوم بإيجاد أأسسا وأساليب  فعالة ومجدية ، التي من صالح الغرب ان يأخذ بعض الدروس ليستفيد  منها او ان ينهار تباعا .

ملاحظة:

  • نص مترجم نقلا عن موقع قناة ( روسيا اليوم ).
  • حلقات برنامج وليام اسانج تبثها حصريا قناة روسيا اليوم . ويمكن متابعتها عبر  قناتها في اليوتيوب   http://www.youtube.com/user/RussiaToday

السابع والعشرون سياسة

عن الكاتب

فاطمة بنت ناصر

كاتبة ومترجمة