جل الذي

كتب بواسطة ناصر البدري

جلّ الذي أسرى بحبِّكَ في المُقَلْ       وأفاض هيبتهُ عليكَ، ولم يزلْ

يا حاكمًا يا عادلاً يا مُلهِمًا              إيّاكَ نشكرُ سيدي وبك الأملْ

ما خابَ راجٍ عند بابكَ ساعةً          ما أرتدَّ فَردًا مَنْ عليكَ قدْ اتَّكلْ

وطنٌ لوحدكَ شاسعٌ.. في ظلِّهِ         عهدٌ يُشارُ إليهِ بالفخرِ استظل

سرتمْ، وخلفكَ سارَ شعبٌ راسخٌ       حثّ الخُطى سعيًا، فإنْ قلتمْ فَعَلْ

الأوفياءُ على سِراطكَ منهجًا           الناذرونَ الروحَ في الخَطبِ الجَللْ

منْ رتّبَ الأحلامَ حينَ تبعثرتْ؟       منْ قال للنقُصانِ يا نقصُ اكتمِلْ؟!

قابوسُ.. والأيامُ تتلو قولَهُ:            “عاهدتكمْ عهدَ الوفيِّ”.. ولمْ يُخِلْ

منْ سطَّر التاريخَ؟ من أرسى هنا      بالحُبَّ سيرتَهُ، وأخجلَها الجُمَلْ؟

قابوسُ.. والإيمانُ رايةُ عهدِهِ          متوكِّلٌ.. حاشا يُسايرهُ الخَللْ

زانتْ عمانُ بهِ، وما ازدانتْ سوى    لوقارِ طلعتِهِ على أزلِ الأزلْ

دانتْ لهُ روحًا وكانتْ كلَّما             رُفعتْ أكفَّ الحمدِ أصدَقَ من سألْ

خاوٍ هو التمجيدُ إن لمْ تنحنِ            الأسماءُ لاسمكَ كلُّ إسمٍ مُفتعَلْ

لا يستوي البحرانِ، هذا مالحٌ          ونداكَ، مُذْ أَغدقتَ، عذبٌ لا يُملْ

نبضُ القلوبِ.. صباحها ومساؤها     وهواؤها وضجيجُها إذْ تحتفِلْ

لا.. ليس إلا أنتَ ترسمُ وقعَهُ          دوزنتَ أوتارَ القلوبِ بلا عَجَلْ

أنتَ السماءُ إذا الأكفُ تضرَّعتْ       هطّالُ غيثٍ إنْ تقطَّعتِ السُّبُلْ

والكونُ أنتَ بزهوهِ وزهائِهَ            يخضرُّ إذْ تخطو، وتكلؤكَ المُقلْ

أدب الثالث والأربعون

عن الكاتب

ناصر البدري

شاعر عماني