حوارٌ قصيرٌ أمامَ إشارة مرور

كتب بواسطة ناصر البدري

تنفَّسني الصبحُ مُنتشيًا

والمُلِمُّ بِأَشْيائِهِ

إنْ تَنَفَّسَهُ الصُبْحُ يَسْتَاءُ

صَفْراءُ

في كلِّ صُبحٍ إشارةُ قلبيْ

بعكسِ إشارةِ جسرِ الموالحَ

حمراءُ

في كلِّ صُبحِ

يقولُ العقيدُ لطلابهِ:

والإشارةُ في الأصلِ شرطيُّ

لحمًا ودمْ

متى قالها؟

أينَ؟

لا أتذكر !

الإشارةُ حمراءُ

ظِلُّ المُراقِبِ أكْمَلَ في بَصْقَةٍ دورَتَهْ..

والتفتْ:

مَرْحَبَاً

كَيْفَ حَالُ المُلِمِّ بِأَشْيائِهِ

أذَوَّبَهُ الإزْدِحَامُ

أمِ الشَّيءُ أَخَّرَهُ ؟

فأجبتُ:

الرَوَاتِبُ نَبْضُ القُلُوبِ الصَّغِيْرَةِ

مَا جِئْتُ مُشْتَكِيا مِنْ حِصَارِكَ

لَكِنَّهُ الصبحُ

فَاجَأ أَحْذِيَتِي،

يا لِجَرْأَتِهِ،

قَسَمَاً

سَوْفَ أَطْرَحَهُ فِي الخِزَانَةِ شَهْرَا !

بعينينِ واسعتينِ

تُراقبُني الكاميراتُ الطويلةُ جدًا

أدسُّ يديْ بين فخذَيَّ

أبدأُ دندنةً:

شَاءَ اللُّهَاثُ / الشَارِعُ

والحُزْنُ ظِلٌّ بَارِعُ !

يفتحُ جاريَ نافذتَهْ

يغمزُ مبتسمًا

ويقولُ:

لِمِاذَا النَّسِيْمُ المُبَلَّلُ بالضَوءِ تَكَّ عَلى النَّافِذَةْ ؟!

يتفجّرُ فيضًا من الغيضِ في داخليْ

إنَّما،

بِهدووءِ المُلِمٍّ بأشيائهِ،

أغلقُ نافذتيْ

وأعُيدُ يديْ حيثُ كانتْ !

ناصر البدري

أدب الثامن والأربعون

عن الكاتب

ناصر البدري

شاعر عماني