تنفَّسني الصبحُ مُنتشيًا
والمُلِمُّ بِأَشْيائِهِ
إنْ تَنَفَّسَهُ الصُبْحُ يَسْتَاءُ
صَفْراءُ
في كلِّ صُبحٍ إشارةُ قلبيْ
بعكسِ إشارةِ جسرِ الموالحَ
حمراءُ
في كلِّ صُبحِ
يقولُ العقيدُ لطلابهِ:
والإشارةُ في الأصلِ شرطيُّ
لحمًا ودمْ
متى قالها؟
أينَ؟
لا أتذكر !
الإشارةُ حمراءُ
ظِلُّ المُراقِبِ أكْمَلَ في بَصْقَةٍ دورَتَهْ..
والتفتْ:
مَرْحَبَاً
كَيْفَ حَالُ المُلِمِّ بِأَشْيائِهِ
أذَوَّبَهُ الإزْدِحَامُ
أمِ الشَّيءُ أَخَّرَهُ ؟
فأجبتُ:
الرَوَاتِبُ نَبْضُ القُلُوبِ الصَّغِيْرَةِ
مَا جِئْتُ مُشْتَكِيا مِنْ حِصَارِكَ
لَكِنَّهُ الصبحُ
فَاجَأ أَحْذِيَتِي،
يا لِجَرْأَتِهِ،
قَسَمَاً
سَوْفَ أَطْرَحَهُ فِي الخِزَانَةِ شَهْرَا !
بعينينِ واسعتينِ
تُراقبُني الكاميراتُ الطويلةُ جدًا
أدسُّ يديْ بين فخذَيَّ
أبدأُ دندنةً:
شَاءَ اللُّهَاثُ / الشَارِعُ
والحُزْنُ ظِلٌّ بَارِعُ !
يفتحُ جاريَ نافذتَهْ
يغمزُ مبتسمًا
ويقولُ:
لِمِاذَا النَّسِيْمُ المُبَلَّلُ بالضَوءِ تَكَّ عَلى النَّافِذَةْ ؟!
يتفجّرُ فيضًا من الغيضِ في داخليْ
إنَّما،
بِهدووءِ المُلِمٍّ بأشيائهِ،
أغلقُ نافذتيْ
وأعُيدُ يديْ حيثُ كانتْ !
ناصر البدري