في غيابات مبنى

كتب بواسطة عبدالله العريمي

 

في غيابات مبنى احتضن أول تطلعاتي المستقبلية, واكتسى بأول أقوالي الحريرة, جلست على مقعد خشبي أدقق النظر.

أمعن التحديق لا زخارف ولا ألوان ورموز من زمنٍ جميل.

مجرد انحناءات وبعض البقع الداكنة التي أحدثها الزمان المبهم الواقع في الخيال العماني فقط.

ظلال على أطراف الزقاق وأرضية اسمنتية وأشجار صغيرة زرعت حتى تخفف من نظرة الناقد المتأمل. على مر قراءتي للكتب الي تغني فيها كُتابها بالثقافية البُنيانيةِ في بلادهم وأيضا بلاد غيرهم من جماليات ودلائل توحي خصب التاريخ الكائن بين السنين والذي أنعكس في طريقة بناءهم للمعالم السياحية والتعليمية والثقافية, لم ألمس ذلك في الصندوق الذي بني حتى يؤهل كادراً شبابياً كما يقال في الصحف للقيام في نهضة البلد الكائنين فيه ..

ولكن كان عبارة عن مبنى يحتضن الوجوه البشرية لتلقينهم العلم عنوةً إلا لمن أتجه إلى رغبة دفينة منذ الصغر, وتوجيههم إلى الطريق المستقبلي العاتي بالمصاعب والأزمات (وأن أغلب الدول تصنع صناديق فقط لتتدارس العلم فقط) لا تهتموا لما بين القوسين فهي مُزحة.

ولكن ما الأمر الذي يمنع من إنشاء مباني تعليمة مرصعة بالنقوش والكتابات القديمة كما أختلج النُحات المبعدون في الزمن الأندلسي الذي درس شتى أنواع العمارة على وجه المعمورة والتي أصبح معلماً أثرياً يقصده الكثيرون فقط ليروا كيف وكيف قام العرب بكل تلك الأنماط الجميلة في عهد قديم.

في ضوء ما ذكر استوقفتني قصيدة للشاعر (السوري نزار قباني) في قصيدة غرناطة حين قال فيها:

       الزُخرفـــــــات أكاد أسمع نبضها  ,,,,,,, والزركشــــــــــــات على السقوف تنادي

ما الذي يمنع في أن تُبنى المعالم التعليمية بطريقة جميلة مزينة بالتراث الأندلسي ربما قد تبعث في النفوس التي عانقت اليــــأس ونبذت الحياة حياة جديدة.

من هنا بدأ تساؤل لا غنى عنه وتدفقت سيول من علامات التعجب التي تبعثرت في كل مكان, لكل واحدةٍ عبارة ولكل عبارة ألف سؤال. بطريقه وواحدة بنيت, ومن تلك الطريقة يمكن أت تستخلص أن جعلت هكذا لتجبر الطالب على تحمل نفسه التي ما زال يحاول أن يصحح مسارها منذ أول ما وطئت قدماه ذلك المعلم أن أنها بنيت لتضمر النفوس التواقة للعلم لتترك طريق العلم الواسع البحور.

أدب الثامن والأربعون

عن الكاتب

عبدالله العريمي