لماذا لا يُنصتُ الرجال ولا تستطيعُ النساء قراءة الخرائط؟! .. الجزء الأول: ببساطة … هما مختلفان!

كتب بواسطة يحيى الرواحي

الرجال والنساء مختلفون، ليسوا أفضلَ أو أسوأ؛ بل مختلفين فحسب. العلماء ومتخصّصو علم الإنسان وعلماء الأحياء الاجتماعية عرفوا هذه الحقيقةَ لسنوات، لكنّهم كانوا أيضاً مدركين بشكل مؤلمٍ أنّ الجهرَ بها سيجعلهم منبوذين اجتماعيا.

في غمرةِ “الضجّة” الإعلاميّة التي صاحبَت ما سُوّقَ له بأنّه “يوم المرأة العمانيّة”، وقع بين يديّ كتابٌ يحملُ عنوان “لماذا لا يُنصتُ الرجال ولا تستطيع النساء قراءة الخرائط؟”(1). ولأنّني امرؤٌ لا يؤمنُ بالصدفة بل بالقدر؛ فقد كان ذلك سبباً -بالإضافة إلى التعاطي الإعلاميّ ليوم المرأة العمانيّة-في إثارة انتباهي للكتاب ومحتواه.
ركّز التعاطي الإعلاميّ ليوم المرأة العمانيّة على أمرين اثنين: أولهما التسويق لفكرة تساوي المرأة والرجل، وثانيهما إبراز “مشهدٍ واحدٍ للمرأة العمانيّة ألا وهو مشهد المرأة المنفتحة الراقية “الشيك” التي يمكن أن تمارس كافة الأنشطة” كما ذكرَ ذلك نصاً الدكتور محمد بن حمد العريمي في مقاله الرائع الذي ناقش فيه الأمرَ الثاني(2). ولأنّ الدكتور العريمي في مقاله قد كفانا مؤونةَ ذلك الأمر بما لا مزيدَ عليه؛ فإنّ هذا المقال سيتناولُ بعض الخواطر التي أثارها الكتاب عنوان المقالة حول الأمر الأول: فكرة تساوي وتماثل المرأة والرجل!
كما لا يخفى على أيّ فردٍ مطّلعٍ على أحداثِ العصر؛ فإنّ فكرةَ تساوي وتماثل الجنسين –الذكر والأنثى
تسوّقُ إعلامياً ورسمياً على أنّها حقيقةٌ لا جدالَ فيها، وأنّ أيّ رأيٍ بخلافها إنّما يمثّل تخلّفاً ورجعيةً لا يليقان بإنسانٍ متحضّر متنوّر، وأنّ الدعوةَ للاعتراف بالفروقات بين الجنسين والاعتداد بها في واقع الحياة تمييزٌ ضدّ المرأة وحطٌّ من قيمتها! لذلك فإنّ أوّلَ ما يثيرُ الانتباهَ في الكتاب هو قول المؤلفين في مقدّمته: “الرجال والنساء مختلفون، ليسوا أفضلَ أو أسوأ؛ بل مختلفين فحسب. العلماء ومتخصّصو علم الإنسان وعلماء الأحياء الاجتماعية عرفوا هذه الحقيقةَ لسنوات، لكنّهم كانوا أيضاً مدركين بشكل مؤلمٍ أنّ الجهرَ بها سيجعلهم منبوذين اجتماعيا. إنّ المجتمعَ اليومَ مصمّمٌ على الإيمان بأنّ الرجالَ والنساءَ يملكون المهارات ذاتها، والمواهب ذاتها، والإمكانيّات ذاتها؛ في حين أنّه من سخريّة القدر أنّ العلمَ بدأَ في إثبات أنّ الجنسين مختلفان تماما”(3)*.
إنّ هذه الحقيقةَ التي يقرّرُها المؤلّفان في مقدّمة الكتاب لا تشكّلُ صدمةً للإنسان المدرك لفطرة الجنسين؛ فإنّ الاختلاف في تكوينهما البدني وأعضائهما الحيوية لا يدلّ إلا على إنشاءِ الجنسين لوظائفَ مختلفة، ومهمات متباينة، وأنّه لا بدّ من أن يرافقَ ذلك اختلافٌ في القوى الفكرية والعقليّة أيضا، ولكنّ ذلك الاختلافَ لا يعني أنّ أحدَهما أفضلُ أو أسوأ، تماماً كما لا يمكنك أن تقولَ أنّ الطبيبَ أفضل من المهندس أو العكس، فهما تخصّصان مختلفان. لكنّ الكتابَ قد يشكّلُ صدمةً لأولئكَ الذين خُدعوا بالدعايات الإعلاميّة، واغترّوا بالادعاءات الكاذبةَ بأنّ العلمَ أثبتَ تساوي الجنسين، وخصوصاً حين يعلمون أنّ “العلمَ” يقعُ –أيضاً-ضحيّةً للأهواء السياسيّة المختلفة، وأنّه كثيراً ما يكون “مؤدلجاً” لأغراض متعدّدة! ففي هذا السياق يذكر المؤلّفان أنّ “إحدى منظمّات قيادة السيارات درست الاختلافات بين الجنسين في القدرة على إيقاف السيارة بالرجوع للخلف، وقارنت ذلك في عدة دول مختلفة. كانت النتائج صاعقةً لدرجة أنه حين نشرت المنظّمةُ تقريرَها؛ تلقّت طوفاناً من الشكاوى والاتهامات بالتمييز الجنسي والعنصري. سُحبَ التقرير مباشرةً وأُبقيَ للأبد بعيداً عن الأعين …”!(4) إنّ هذا المثالَ -وغيرَه الكثير-ليجعلُ العاقلَ في شكٍّ من كثيرٍ من الادّعاءات التي تتستّرُ خلفَ “العلم” لتسويق نظريّاتٍ تتعلّق ببعض القطعيّات الإيمانيّة، والفطنةُ تقتضي ألا يُسارعَ المرءُ في تكذيب الأخبار الغيبية الدينية أو محاولة تفسيرها اعتماداً على ما يُسوّقُ أنّه “نظرياتٌ علميةٌ مثبتة”، في حين أنّ النظرَ العلميّ الرصينَ يقطعُ بأنّها “نظريّاتٌ” يكتنفُها الكثيرُ من الشكّ لا حقائقُ صامدةٌ أمامَ النقض!
يذكرُ المؤلّفان –وهما بالمناسبة رجلٌ وزوجُه- أنّهما استغرقا ثلاث سنين في تأليف الكتاب، وقطعا أكثر من أربع مائة ألف كيلومتر، وقاما بدراسة العديد من الأبحاث العلميّة ومقابلة الكثير من الخبراء والمنظّمات المختصّة في أنحاء كثيرة من العالم. ولم تكن مهمّتهما سهلةً أبدا؛ لكنّ من أصعب ما واجههما هو محاولة الحصول على آراء المنظمّات العامّة والشخصية في بعض الحقائق، وذلك لخوف الكثير من اتّهامهم بالتمييز الجنسي أو معاداة المرأة! يناقشُ الكتاب معتمداً على الكثير من الدراسات والبحوث العلمية الفروقات في المهارات والمواهب والإمكانيّات بين الجنسين بهدف جعل كلا الجنسين أكثرَ فهماً للجنس الآخر مما يؤدّي إلى حياةٍ أكثر صحّة وتناغما، كما يعبّر عن ذلك المؤلّفان.
إذاً ما الذي يجعلُ الجنسين مختلفين؟ وكيف هما مختلفان؟
يجيبُ عن ذلك الكتاب بالقول أنّ: “دماغُ الأنثى يعملُ بشكلٍ ملحوظٍ على نحوٍ مغاير لدماغ الذكر كما أظهرت ذلك الدراسات الحديثة اليوم”(5). ثمّ يستعرض الكتابُ بعضاً من التجارب التي أجريت على عمل الدماغ، ليخلصَ المؤلّفان بعد ذلك للقول بأنّ: “هذه التجارب -وغيرها لا تعدّ-منذ تسعينات القرن الماضي تُظهر بوضوحٍ النتيجة نفسها: أدمغة الرجال والنساء تعملُ بشكلٍ مختلف”(6)، ثمّ يضيفان القول بأنّه: “قد يبدو من العصريّ التظاهرُ بأنّ الفروقات بين الجنسين بسيطةٌ وغيرُ ذات أهمية؛ لكنّ الحقائقَ بكلّ بساطة لا تساندُ تلك النظرة. للأسف نعيش الآن في بيئةٍ اجتماعيّة تصرُّ على أننا متطابقون مع وجود جبالٍ من الأدلّة التي تُظهرُ بأنّ “توصيلات أسلاكنا” مختلفة، و”تطوّرنا” بمَلَكات وقدرات وميول مختلفة بشكلٍ مثيرٍ”(6)
يدّعي بعضُ دعاة “مساواة المرأة بالرجل” بأنّ السببَ وراء الفروقات بين الجنسين هو التنشئة الاجتماعيّة، وبأنّ: “الحكومات والأديان ونُظم التعليم لم تجتمع إلا على مؤامرة ذكورية لقمع المرأة وكبتها”(7)، ويجيبُ المؤلّفان عن ذلك بالقول: “قطعاً ذلك ما يظهرُ تأريخيا، لكنّ السؤال الذي ينبغي طرحُه: إذا كان الرجال والنساءُ متماثلين كما تدّعي تلك المجموعات؛ فكيف أمكن للرجال في جميع أنحاء العالم أن يفرضوا هيمنتَهم على النساء ؟!”(7) ويواصلان كلامَهما بأنّ دراسةَ عمل الدماغ توفّر الكثير من الإجابات وبأنّ الجنسين ليسا متماثلين، حتى يصلان للقول بأنّ “الرجال والنساء ينبغي أن يكونوا متساوين من حيثُ إعطاؤهم الفرصة لممارسة إمكانيّاتهم الكاملة، لكنّهم قطعاً ليسوا متماثلين في قدراتهم الفطريّة”(7)، ثمّ يناقش المؤلّفان الخلط الحاصلَ بين “التساوي” من حيثُ وجودُ حقوقٍ لكلّ منهما و”التماثل أو التطابق” بينهما في تلك الحقوق، فيبيّنان أن الكثيرَ ممّن يعارضون فكرة أنّ الاختلاف الحيوي يؤثّرُ على تصرّفاتنا إنّما يفعلون ذلك بحسن نيّة في محاولةٍ منهم لمحاربة التمييز الجنسي، لكنّهم يخلطون خلطاً شنيعاً بين قضيّتين مختلفتين تماما وهما قضيّة مساواة المرأة بالرجل في الحصول على حقوقها المناسبة وقضيّة الادّعاء بأنّهما متماثلين!، ويبيّن المؤلّفان أنّ العلمَ يؤكّدُ بأن الرجال والنساء مختلفون بشكلٍ عميقٍ بدنياً وذهنيا.
حسنا إذا كان الجنسان مختلفين، فمتى وكيف ينشأ اختلافُهما؟
مرةً أخرى يُجيبُ المؤلّفان بالقول: “في الوقت الذي نُنشئُ فيه الأولادَ والبناتَ وكأنّهما متماثلين؛ يُثبتُ العلمُ أنّهم مختلفون بشكلٍ مثير في تفكيرهم”(8)، ثمّ يقولان: “فِكْرُ أواخر القرن العشرين يقول بأننا نولدُ بعقلٍ فارغ، وأنّ الوالدين والمعلمين والبيئة يُملون تصرفاتنا وخياراتنا. الدراسات الحديثة في الدماغ وتطوّره تُظهرُ الآن أنّ عقولَنا مبرمجةٌ كالحاسوب منذ ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الحمل”(8)، ثمّ يخلصان إلى نتيجة أنّ “خياراتنا الجنسيّة” ويقصدان بها تصرّفاتنا كأنثى أو ذكر؛ هي أمرٌ معدٌّ مسبقا! وهنا تتواردُ إلى الذهن جملةُ خواطر، فمنها أنّ هذه الدراسات تؤكّدُ ما أُخبرنا عنه من أنّ “كلّ مولودٍ يولدُ على الفطرة”، فالبنتُ لا تتصرّفُ بدلالٍ وغنج، وتميلُ إلى اللعب بالدّمى وتمثيل دور الأمّ لأنّ والديها أو بيئتَها فرضت عليها ذلك؛ بل لأنّ ذلك أمرٌ مغروسٌ في فطرتها، والأمرُ ذاته مع الولد فهو لا يحاكي أباه ويلعب ألعاب القتال والمبارزة لأن بيئتَه دفعته لذلك بل لأنّ فطرتَه وجّهته إليها. فإذا كان الأمرُ كذلك؛ فهل يستقيمُ أن يعاملَ الجنسان من الأطفال بطريقةٍ واحدة؟ ولنكون أكثر تحديداً لنسأل هل يستقيمُ أن يُجمعوا في مدرسةٍ واحدةٍ ويتعلموا المنهجَ ذاته؟ لنترك الإجابةَ لمؤلّفي الكتاب اللذين يقولان: “هناك توجّهٌ يزدادُ نمواً في السنوات الأخيرة لفصل الأولاد عن البنات في موادّ معيّنة مثل اللغة والرياضيات والعلوم. مدرسة شنفِلد الثانوية –مثلا-تتيحُ لكلّ جنسٍ أن يتعلّم في بيئةٍ لا توجدُ فيها منافسةٌ من الجنس الآخر. في اختبارات الرياضيات تكون أسئلةُ الفتيات مربوطةً بالحديقة ومحيطها، فيما أسئلةُ الأولاد مربوطةٌ بمخزن الأجهزة والأدوات. هذا النوع من الفصل بين الجنسين مُستمدٌّ من الاختيارات الطبيعيّة لطريقة “توصيل أسلاك” دماغ الذكر والأنثى، وقد كانت النتائج مثيرةً للإعجاب! كانت نتائج الأولاد في اللغة الإنجليزية أعلى بأربعة أضعاف من المعدّل الوطني، وكانت نتائج البنات في الرياضيات والعلوم تقريبا ضعفَ تلك النتائج في المدارس الأخرى”(9).
هذا بالنسبة للفروقات في التعلّم بين الجنسين؛ فماذا عن الأعمال والمهن التي يستطيعان القيامَ بها؟
لا ينفكّ الكاتبان يؤكّدان مراراً في كتابهما أنّ الفروقات في الملّكات والميول الفطريّة بين الجنسين تؤثّرُ بشكلٍ لا جدالَ فيه في طبيعة الأعمال التي يمكن لكلّ جنسٍ منهما أن يقومَ بها، والمهن التي يستطيعُ كلّ جنسٍ منهما الإبداعَ فيها، كما نلاحظُ ذلك حين نقاشهما ما سمّياه “القدرة المكانية” والتي يعرّفانها بأنّها: “القدرة على التصوير الذهني لأشكال الأشياء وأبعادها وإحداثيّاتها ومقاديرها وحركتها و”جغرافيّتها”، وتتضمّنُ أيضاً القدرةَ على تخيّل هدفٍ وتقليبه في الفضاء والملاحة حول ممرّ عائق ورؤية الأشياء من زاوية ثلاثيّة الأبعاد”(10)، ويستعرضان نتائج العديد من الدراسات التي أُجريت لبحث الفروقات في تلك القدرة بين الجنسين، ومن أهمّ النتائج التي يستعرضانها هي أنّ الفروقات في “القدرة المكانيّة” بين الجنسين كانت لافتةً منذ سنّ الرابعة، وأنّ الأطفال الذكور تجاوزوا البنات بنسبة أربعة إلى واحد، بل إنّ أفضل نتيجةٍ حققتها بنتٌ كانت أقلّ من أسوأ نتيجة حقّقها ولد! ثمّ يقول المؤلّفان: “معظم النساء لا تستمتع بالأنشطة التي تتطلّب “القدرة المكانيّة” ولا تمارسُ وظائفَ أو هواياتٍ تستدعيها … هناك الآلاف من الدراسات العلميّة الموثّقة التي تؤكّد تفوّقَ الرجال في المهارات “المكانيّة”(11)، ولأنّ هذه الدراسات قد توصفُ بالتحيّز والتمييز الجنسي؛ يسرعُ الكاتبان قبل ذلك بتبيين أنّه: “قد يظهر لبعض الناس أنّ هذا البحثَ متحيّزٌ جنسيا لأننا سنناقشُ أنواع القوى والقدرات التي يمتاز بها الرجال، والمسالك والمهن التي أعطتهم بنيتُهم الحيويّة أفضليّةً فيها. لكننا لاحقاً أيضا سننظر إلى المجالات التي للنساء فيها يدٌ عليا”(12)، وبعد استعراضهما لبعض الدراسات العلميّة؛ يستنتجان أنّ ضعفَ القدرة المكانيّة “هو السبب في أنّ النساء نادراً ما تختار أن تكون “ميكانيكي” سيارات ومحرّكات أو مهندسات أو طيّارات”(13).
ومن النتائج المثيرة للانتباه تلك التي ذكرها الكتاب بعد مناقشة الدراسات التي أُجريت حول القدرة على إيقاف السيارة بالرجوع للخلف؛ إذ يذكرُ الكتابُ أنّ: “النساءَ أفضلُ من الرجال في تعلّم عملٍ ما، وتكرار القيام به بنجاح بشرط ألا تتغيّر بيئةُ العمل أو أحواله المحيطة به. لكنّ كلّ موقفٍ في حركةِ السير تمثّلُ مجموعةً جديدةً من المعطيات التي تحتاج إلى التحليل، وقدرةُ الرجال “المكانيّة” موائمةٌ لذلك أكثر”(14)

(1)
Alan & Barbara Pease., (2001), “Why men don’t listen & women can’t read maps”, Orion Books Ltd: London.
(2) المقال بعنوان: “ابحث عن العمانية” وقد وصلني عبر “الواتساب” ولا أعلمُ إن كان قد نُشرَ في مكانٍ آخر
(3)
Alan & Barbara Pease., (2001), “Why men don’t listen & women can’t read maps”, Orion Books Ltd: London, p. xvii
(4)
xixالمصدر السابق، ص
(5)
47 المصدر السابق، ص
(6)
52 المصدر السابق، ص
(7)
7 المصدر السابق، ص
(8)
56 المصدر السابق، ص
(9)
77 المصدر السابق، ص
(10)
109 المصدر السابق، ص
(11)
110 المصدر السابق، ص
(12)
108 المصدر السابق، ص
(13)
112 المصدر السابق، ص
(14)
123 المصدر السابق، ص

*هذا الاقتباس وجميع الاقتباسات الأخرى من الكتاب ترجمةٌ شخصيةٌ من كاتب المقال، وأيّ خطأ في الترجمة يتحمّلُها الكاتبُ ولا تلزمُ مؤلّفَي الكتاب.

الخامس والخمسون ثقافة وفكر

عن الكاتب

يحيى الرواحي

كاتب عماني