أما الفن فسوف يتوقف عند التخوم ويطرح الأسئلة..
قاسم حداد
كان الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا يدير الحملة الانتخابية لغابرييل غونثالث (غونزاليس) بيديلا وهو الذي سيصبح رئيساً لتشيلي ١٩٤٦ – ١٩٥٢، بعد ذلك بأعوام وفي فترة رئاسة بيديلا نشر بابلو نيرودا عمله الملحمي الكبير (النشيد الشامل، ترجمه للعربية صالح علماني وصدر عن دار المدى) وكانت خاتمة النشيد الشامل قصيدة عنوانها (غونثالث بيديلا خائن تشيلي):
غونثالث بيديلا، الفأر الذي ينفض/ فروته المليئة بالروث والدم/ على أرض وطني الذي باعه.
في ما بين الحملة الانتخابية والنص الملحمي الذي نشر أول مرة في المكسيك عام ١٩٥٠ وقعت أحداث جسام انقلب فيها الرئيس بيديلا على الحركة اليسارية التي ساعدته في الوصول إلى كرسي السلطة وسط الأوضاع المضطربة وتحكم شركات النفط:
لقد خان كل شيء/ صعد على أكتاف الشعب كفأر/ ومن هناك راح يقضم راية وطني المقدسة/ ويلوي ذيله القارض/ قائلاً للمالك، للأجنبي/ لسيد باطن الأرض التشيلية: “إشرب دماء هذا الشعب كلها، فأنا وكيل التعذيب هنا.”/ أيها المهرج المسكين، يا مزيجاً بائساً من قرد وفأر، يدهنون ذيله في “وول ستريت”/ بمرهمٍ ذهبي/ لن تمر الأيام دون أن تقع عن الشجرة.
تحول بابلو نيرودا من مدير الحملة الانتخابية إلى مطلوب باسم القانون ومطارد وتعرض للتنكيل وأحرق منزله وهرب متخفياً خوفاً من الاعتقال والقتل وتعرض رموز الحركة اليسارية والشيوعية في تشيلي في سنوات حكم بيديلا للتعذيب والتصفية.
هكذا كان. الخيانة صارت حكومةً لتشيلي/ وترك خائن اسمه في تاريخنا/ .. هو الذي باع شعبي،/ سمم وطني/.. ها هنا أترك اسمه،/ بعد أن يكون الزمن قد محا عاره.
لم يدر بخلد نيرودا وهو يجوب مدن تشيلي وبلداتها المختلفة ليروج لانتخاب بيديلا أن الزمن سينقلب ذلك الانقلاب الخطر، ماذا كانت كلمات نيرودا لمديح بيديلا ولترغيب الناس لتشجيعه؟ ما مدى الحماسة التي كانت تملأ صدره ويبثها للمستمعين ويشيعها بين الناخبين؟ لا بد أن نيرودا كتب في وقتها بعض خطابات بيديلا، لا بد أنه كان قريباً منه، لذلك كان الانقلاب شديد الوقع والأثر، كان صدمة حقيقية، ليس فقط لأن بيديلا تحول إلى وحش كاسر، بل لأن الآمال المبنية عليه داخل نفس الشاعر، وهو ضمير الأمة، كانت كبيرة، وكان نيرودا يرى كل شيء في مدن احلامه يتحول إلى خراب، والنار التي اشتعلت في بيته كانت في الحقيقة تشتعل في قلبه، وكان ذلك درساً بليغاً جداً، لكن هل نستطيع نحن اليوم أن نستفيد منه حول العلاقة بين نمو الأدب وتضخم السياسة؟
يستطيع ادب السجون أن يعطينا لمحات قاتمة من ذلك التقاطع بين مناطق الأدب والسلطة السياسية، يمكننا هنا أن نستعيد روائع الأعمال العربية في أدب السجون كرواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف أو الرواية الثانية الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى لعبد الرحمن منيف، كما نستطيع أن نستعيد رواية شرف لصنع الله ابراهيم وهناك روايات وقصائد في معظم البلدان العربية تحكي عن تجارب السجن وما يعرف بأدب السجون، مثلما أضافت تجربة العام ٢٠١١م عمل الكاتب سعيد الهاشمي ياسمين على الغياب كتجربة عمانية معاصرة.
ليس التقاطع بين العالمين سوداوياً فقط فيمكننا أن نذكر أن الشاعر الفرانكفوني ليوبيد صنجور صار رئيساً للسنغال في هذا العصر. لكن لا يمكن أن ننسى أن وول سونيكا قبع سنين في سجون نيجيريا. وأن السجون العربية كانت مزارات لكتاب وأدباء وفنانين كثر في عهود مختلفة. وعهد أنور السادات ليس ببعيد ولا عهد صدام حسين ولا معمر القذافي ولا الحسن الثاني.
لا يمكننا اليوم أن ننسى الشعراء المسجونين بين ظهرانينا كمعاوية الرواحي وولد الذيب وأشرف فياض. لكن ليس هناك وجه واحد لتلك العلاقة والمنطقة المتقاطعة بين العالمين فلا يمكننا أن ننسى أيضاً أمثلة معاصرة لمثقفين اصبحوا أعمدة في السلطة ووزرائها كرياض نعسان آغا وغازي القصيبي وعبدالله الطائي وجابر عصفور ومحمد الأشعري، وقبلهم ابن العميد وابن زيدون رغم محنته وابن سينا وابن الهيثم ومن قبلهم الشاعر ابن المعتز ومأساته.
واذا شئنا أن نجمع أمثلة للعلاقة السلبية فإن التاريخ مديد والأمثلة لا تعوزه منذ مقتل امرئ القيس بقميص قيصر المسموم إلى هرب النابغة الذبياني من وجه النعمان بن المنذر ومن مقتل الملك عمرو بن هند على يد الشاعر عمرو بن كلثوم المرتبط بقصيدة (ألا هبي بصحنك فاصبحينا) ومن قبل كان عمرو بن هند نفسه هو الذي أمر واليه في البحرين بقطع رأس طرفة بن العبد وخاله المتلمس، لكن المتلمس هرب ونجا ولقي طرفة بن العبد حتفه، أما في الإسلام فقد سجن الحطيئة في سجون عمر بن الخطاب لهجاء الزبرقان بن بدر، ثم استعطافه:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبِ الحواصل لا ماء ولا شجرُ/ ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمرُ.
والبيت الشهير:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
إنما هو للشاعر العرجي في سجنه بالمدينة لقصيدة قالها في هجاء رجل مخزومي، والبيت الآخر الشهير لأبي فراس الحمداني في سجنه الذي مات فيه:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ.
يمكن الاشارة هنا إلى الفخ السياسي الذي يقع فيه الأديب، مصيدة جذابة تصطاد الأديب والفنان، اهي الرغبة في التحكم في قوة التحكم نفسها، السيطرة على السيطرة، او الرغبة في تثقيف القوة وتفقيه السيطرة؟ الا تدغدغ نفس تلك الفكرة الفقيه الديني ورجل الدين؟ والمفكر والفيلسوف منذ ازمنة افلاطون وارسطو إلى هايدغر؟ هل يمكننا أن ننظر بصمت إلى رَجل قوة القلب والعقل والروح والخيال وهو يبتعد أكثر فأكثر عن مجاله الحيوي متقرباً من رَجل قوة اليد والقدم والفم والأوامر.
للكلمة قوة مؤثرة، لكنها ليست قوة مشابهة لقوة كلمة السلطة، فالسلطة تحتكر العنف على رأي تولستوي، اما صاحب الكلمة فهو لا يحتكر الكلمة ولا يحتكر قوة الكلمة، وفي العمق فإن قوة الكلمة تنبع من صدقها كما يشير سركون بولص في احدى قصائده.
لننظر إلى مثال الفرزدق الشاعر الشهير الذي بقي طريداً يخاف كل معارفه ايوائه من كثرة العيون التي تترصده وقد طلبه زياد بن أبيه، حتى احتمى بسعيد بن العاص والي المدينة وأمنه ثم دارت دورة الزمن واصبح الفرزدق نفسه هو من يمدح الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور ببطشه، ولا شك أن الموقف السياسي لا يمكنه أن يحكم قيمة العمل الفني مثلما تعلمنا من تجربة الاتحاد السوفيتي القريبة، لكن حين يجعل العمل الفني نفسه في خدمة السلطة والسياسة فإنه يخل بشرط حرية الرأي الأساسية، يخل بالصدق الأساسي، وقد يعميه التنافس وتعميه الرغبة حتى أمام الحقيقة الواضحة التي يعرفها اليوم من أن الحجاج بن يوسف كان سفاحاً تاريخياً.
يمكن هنا أن نعود إلى حكاية اخرى من تراث الأدب العربي ولا أدل من القصة الأندلسية لشاعرين هما المعتمد بن عباد شاعراً وأميراً وابن عمار شاعراً ووزيراً للأول وبينهما صداقة طويلة قوية منشأها الشعر لكن السياسة افسدتها حتى هرب ابن عمار من وجه المعتمد سنين طوال وظل المعتمد يتربص به حتى وقع بين يديه فسجنه وأطال سجنه حتى قتله بيديه فيما قيل وبفأس في رواية أخرى. كلا الرجلين شاعر لكن السياسة حين دخلت القلب أحرقت حقل الشعر الأخضر وجعلته هشيماً، ولم تكن نهاية المعتمد بن عباد بأفضل من ذلك.
ومن قصص الأندلس نستطيع أن نتذكر سجن لسان الدين ابن الخطيب ومقتله والمعركة بينه وبين تلميذه بن زمرك ومقتل ابن زمرك تالياً. ولعل أدب السجون كله في العصور يبدي لنا كثيراً من تعقيدات ذلك المأزق بين السلطة السياسية وبين الأدب والفنون.
هناك على تخوم السياسة وفي حوماتها منزلقات خطرة قد تودي بحياة الأديب والشاعر والفنان ويجد هذا المهموم بالأبدية نفسه سجينا محشوراً في الواقع الضيق، ليست السياسة ميداناً طبيعياً للفنان، ولا يمكنه الدخول في مطبخها بضمير حي و أخلاقي دون أن يعرض سلامة وصحة فنه، فضلاً عن سلامته الشخصية، للخطر والأذى، وقصة المتنبي مع كافور واضحة المغازي.
كم مرة إذن على التاريخ أن يكرر لنا الأمثلة المؤسفة والحزينة، متى يجب على الأديب والفنان أن يخرج من حمى حصنه المنيع ويخلع عنه درعه وتدرعه ويعرض صدره العاري لأنياب السلطة وظفرها القاتل؟
ليست مخادنة السلطة ولا معارضتها هي قضية الأديب والفنان والمفكر، ليس المثقف معارضاً سياسياً، مع أن على السياسي والمعارض السياسي أن يكون مثقفاً، لكن الأديب والفنان المهتمان بما فوق السلطة هل يجب عليهما أن يضعا نفسهما موضع المعارض السياسي، وهما بلا ظهير سياسي يحميهما غير اصوات المحكومين الضعيفة امام تغول السلطة وقوتها، خاصة في بلاد القمع والظلم، ام عليه أن يهاجر ويهاجم من الخارج، وهل الخارج كالداخل؟ لعل في قصة مقتل سقراط دليلاً وبوصلة اجابه، لأن روح الفنان والفيلسوف والمتأمل والشاعر تطل على الحياة من شرفة الأبدية لذلك فإن أثره الباقي يكون اكثر ديمومة وأثراً وجاذبية من عمل السياسي المباشر، ودون شك طبعاً أن السياسي العادل الحكيم يوفر المناخ الحياتي المناسب لازدهار الفنون.
إذن هل على الأديب أن يلقي بنفسه إلى التهلكة تاركاً مصير حياته بيد آلة عمياء حتى لو كانت في شكل إنسان؟ هل من الحكمة أن تسفح الحكمة دمها تحت قدمي السياف الجاهل؟ او أن تضع حريتها رهناً لتصرف السجان الذي مبلغ همه في الحياة بطنه وفرجه؟ أم أن على الحكمة أن تحرص على أجنحتها لتمتد في سماوات العقول؟
مبعث ما سبق هو الاضطراب المستمر الذي تموج به الظروف السياسية من حولنا، خاصة في المنطقة العربية الأكثر التهاباً اليوم مما كانت، ما يشي بأن النار ستصل يوماً إلى مرسم الفنان وإلى برية الشاعر، لذلك يجب التوقف ملياً أمام المسألة ووضع قواعد حقيقية لها في ضوء ما يجري، هل علينا تشجيع الحروب بدعوى الحرية أم علينا الوقوف ضد كل وجوه الموت؟ وهل علينا أن نخضع لغطرسة آلات الحرب أم علينا الصعود فوقها؟ ام الواجب تحصين المبادئ وعدم الإنحياز.
اكتب الآن وصناديق الانتخابات لمجلس الشورى العماني تٌنصب من أجل جولة الانتخابات، متسائلاً عن دور المثقف الذي يدور الجدل حول احجام أغلبيته الثقافية عن المشاركة المباشرة فيما تسميه بعض الصحف عرساً انتخابياً، ويبدو أنه من نوع الأعراس الجماعية، رغم أن العرائس غير محددة هل هي كراسي المجلس ام كراسي الحفلات الرسمية؟
في الانتخابات للمثقف كل الحق أن يرشح المرشح الذي يختاره، لكن هل عليه أن يوجه الناس نحو مرشح بعينه، ام أن واجبه أن يكتب كي يحظى الناس بحرية الاختيار، وأن تحكم العملية الانتخابية حقوق واضحة تتيح للناس الاختيار الجيد، عبر التنافس الشريف، وواجبه أن يعيد التفكير بآلية الانتخاب نفسها التي تسمح لأشخاص غير اكفاء بتسنم المناصب، وواجبه الأهم هو أن يكتب للناس كي يرتفعوا بحقوقهم عبر اختيار الضمير الحي لا اختيارات المحاباة.
في الصندوق تتساوى الأصوات وفي الصندوق الانتخابي تظهر النتيجة، لكن المعركة والتنافس خارج الصندوق من أجل تعديل تلك النتيجة النهائية، صوت المثقف أو غيره متساويان داخل الصندوق مثلما هو صوت الشيخ والوزير والخفير والمراسل، لكن خارج الصندوق تختلف تأثيرات الأصوات، فهل على المثقف أن يستخدم قلمه وصوته وحضوره لنصرة مرشح دون غيره؟
الثقافة العامة نتاج عملية اكبر واوسع مما ينتجه المثقف، وهي تراكم حدث عبر القرون لا يشكل فيه إنتاج المثقف المعاصر الا حصاة صغيرة في الوادي، والثقافة العامة المتأثرة اليوم بالعولمة والغربنة والأحداث السياسية الكبرى كالحروب والمآسي، ومفاعيل الآليات الاقتصادية هي ما تحدد أين تتجه العملية الانتخابية وكيف يمكن النجاح ولمن، ولعل لعبة الانتخابات الأمريكية ووصفاتها الجاهزة هي دليل على قدرة الطريقة المالية على التحكم بدوران الانتخابات. وكيف يمكن حصر الانتخابات دوماً في نطاق ضيق وجعلها تبدو عادلة ظاهرياً فيما هي مجرد لعبة تغيير بيادق، ومهما فعل المترشح المستقل كرالف نادر الذي كان ادوارد سعيد يدعو لترشيحه فإن رالف نادر لن يفوز، ونستطيع أن نسميها ديمقراطية مع ذلك!
المثقف متهم بالعزوف اذن كما يناقش ذلك احد البرامج الاذاعية الشهيرة رغم أن كتاباً وشعراء ومثقفين دخلوا حومة التنافس كمترشحين لعضوية مجلس الشورى، قد يحقق المثقف ظهوراً اعلامياً اجود من غيره بحكم مهاراته، لكن ليس بالضرورة الحتمية أنه سيكون خادماً للمصلحة العامة اكثر من غيره، فالأهداف الشخصية خبيئة ولا يمكن معرفتها، وهي نفسها الأهداف التي يتم الضغط عليها تالياً من اجل التلاعب بالعضو وتحريكه حسب اهواء السلطات الأعلى.
لفترات طويلة امتنع الأدباء والشعراء والكتاب والفنانون في عمان عن الدخول في معمعات العملية الانتخابية لمجلس الشورى ربما من باب أن صلاحيات المجلس دون الآمال، لذلك رأوا من الأفضل أن يبقوا اقلامهم بعيداً، أما أصواتهم فلهم كل الحق في التصويت لمن يشاؤون، لكن ادخال الأقلام في المعركة الانتخابية لنصرة مرشح على حساب آخر سيفسد اكثر مما يصلح، ليس مطلب المثقف أن يكون بديلاً سلطوياً احتياطياً عن السلطات، بل ناقداً ومراقباً.
اعتقد أن على الكاتب والمثقف أن يضع الأدوات الجيدة امام الناس لاختيار اعضاء فاعلين غير شكليين ذوي فعالية حقيقية، وأن يحث اعضاء مجلس الشورى ليستخدموا الأساليب السياسية المتاحة من اجل الحصول على صلاحيات أقوى من أجل الوقوف مع قضايا الناس والحد من غطرسة السلطة على افرادها، سعياً للوصول إلى نظام اكثر استقراراً واستدامة باستجابته واحترامه للرأي العام، وتغليب المصلحة العامة الحقيقية لا الشكلية، وللحد من تحكم الجشع والأطماع والمحسوبية بسير النظام، ولمحاربة الفساد، وايقاف الهدر، والعمل من أجل نظام اقوى بحرياته لا بقمعه وأكثر استقراراً بجذوره لا بعضلاته وأنصع شفافية بحرية اعلامه لا بتلميع واجهاته وابلغ اقناعاً بصدقه لا بكذبه وبذلك يكون مطمئناً لكل الأجيال.
لا اظن المثقف العماني فضلاً عن الأديب اليوم وهما اكثر تقديراً وفهماً ووعياً بأهمية النظام حتى من الكثير من ممثليه، يمكنهما القفز كالبهلوانات على حوادث سحب الحصانة وسجن اعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي، كما لا يمكنه القفز على استبعاد بعض اعضاء المجلس من الترشح بحجج أمنية، أيضاً لا يمكنه التغاضي عن محاصرة الأنشطة الثقافية الاجتماعية، ولا عن الحجز المتتالي للأفراد النشطين والكتاب والمثقفين لتعبيرهم عن آرائهم وأفكارهم، ولا التعامي عن توجهات تشديد القبضة الأمنية وزيادة اساليب المراقبة والتحكم والسيطرة على السير الطبيعي للحياة العامة، لذلك فإن المثقف عازف عن المشاركة العامة في التجميل الشكلي والعرس الجماعي. كل ذلك تعبير عن خيبة أمل، عل هذا التعبير السلمي البسيط يساعد نبتة الأمل التي تطأها أقدام السياسة، وهي ذاهبة إلى ممارسة لذّاتها، على الوقوف والنمو من جديد.