19 ديسمبر 1984: إشهار “جمعية المرأة العمانية” في صور

 

 

انطلاقا من رؤية مجتمعية ثقافية وكذلك تربوية، ومن خلال تعزيز فلسفة العمل التطوعي من منظور أنه عمل وطني يبذله الفرد وكذلك الجماعة خدمة للمجتمع بقصد الإسهام في تقدم هذا المجتمع ونمائه وازدهاره، انطلاقا من هذه النظرة العامة نبعت فكرة التأسيس لجمعيات ومؤسسات تطوعية باختصاصات واهتمامات متباينة منذ البدايات الأولى لعهد النهضة.

ولكي تتحقق الفائدة، ولكي يعم النفع كافة المجالات والميادين، فان تكوين هذه الجمعيات والإشراف عليها من لدن الدولة جاء على نحو تخصصي. وكان من الطبيعي أن تحوز المرأة باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات المجتمع العماني، جانبا ليس بالقليل من مجمل هذه المؤسسات التطوعية. وفي وقت مبكر من عهد النهضة المباركة تشكلت جمعية المرأة العمانية، وكان الإشهار الأول بالعاصمة مسقط. ولأن شعار الجمعية وهدفها هو المرأة “العمانية” أخذت الجمعية بفتح فروع لها بكافة الولايات، وجرى إشهار الجمعية بصلالة ومن ورائها في البريمي ومن ثم في صحار، وها هي صور تتوج خامسا في الترتيب الزمني للإشهار.

جاء إشهار جمعية المرأة العمانية في صور في سياق الفلسفة الكبرى لإنشاء هذا النشاط، الذي يهدف إلى النهوض بالمرأة العمانية في مجالات الحياة كافة، وتفعيل دورها المجتمعي وخدمة قضايا المرأة على نحو خاص، وخدمة قضايا وشؤون الأسرة على نحو عام، وبات ينظر لهذه المؤسسة باعتبارها الحاضنة الثقافية ومركزا لبث الوعي والذي يمكن من خلاله تحقيق التأهيل النسوي لتعزيز الواقع الاقتصادي لهن وتأكيد حقوقهن.

بإمكانات محدودة، وموارد شحيحة تمكنت المرأة الصورية من تحقيق حلمها في إنشاء فرع للجمعية بالولاية، وفي التاسع عشر من شهر ديسمبر لعام 1984 جرى الإعلان عن الجمعية ، وأخذت جهود الجمعية تبرز للمجتمع المحلي على نحو تدريجي بدعم من دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الولاية، إضافة إلى دوائر التربية والصحة والبلدية، وأخذت ثمار هذا التعاون بين المتطوعات في الجمعية والمؤسسات الوطنية تؤتي أكلها، وأخذ المجتمع المحلي يلمس نتائجها شيئا فشيئا، وكان التركيز في هذا المرحلة منصبا على إقامة المعارض التراثية وتحديدا المعارض التي تبرز الخصوصية الثقافية في ولاية صور، سواء على صعيد الأزياء والحلي، أو أدوات الصيد وصناعة السفن، وكانت هذه الفعاليات تشهد إقبالا وحماسا على نحو لافت من عموم المجتمع المحلي.

للجمعية في صور مجلسين، مجلس إدارة يتكون من تسع عضوات، ويستمر في مهامه مدة عامين، ومجلس عموم لا تخضع الملتحقة به لأي شروط. ويحق للعضوة بمجلس العموم  وبعد ستة أشهر من العضوية، الترشح لمجلس الإدارة. ولا زالت الجمعية وبعد مضي أكثر من ثلاثين عاما على إشهارها، تواصل جهودها في كافة الشؤون والمجالات التي ينعكس أثرها الايجابي على المرأة والأسرة والمجتمع في ولاية صور.

 

 

مع مختلف الشؤون التي تخص المرأة والمجتمع والأسرة على العموم

ذاكرة وطن - ديسمبر

عن الكاتب

ذاكرة وطن