الأرجوزة، مفرد أراجيز، نمط شعري قصيدته منظومة على بحر الرجز، واليه تنتسب، وتمتاز هذه القصيدة بإيقاعها الموسيقي السريع، لذا وظفت لغايات التعليم والتثقيف، وكذلك التسلية. وعرف التراث العربي العديد من الانجازات والأعمال الشعرية التي جرى توظيفها خدمة للعلم بمختلف تخصصاته ومجالاته: شرعية، لغوية، فلسفية، أدبية…، وأشهر هذه الانجازات والإبداعات الشعرية التعليمية على الإطلاق ألفية ابن مالك، المتخصصة في علم النحو العربي. وقد نظم علماء عُمان العديد من الأراجيز التعليمية وبرعوا في هذا الفن على نحو متقن، ويتصدر هذه الإبداعات المتخصصة أرجوزة الشيخ العلامة نور الدين السالمي، والمعنونة باسم” جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام” التي تقارب أبياتها 14 ألف بيت، تضمنت أبوابها مواضيع عقدية وفقهية وأدبية وتاريخية.
ومن الأراجيز التراثية، التي تحفل بها المكتبة العُمانية على نحو واضح، مخطوطة كانت أم مطبوعة، تبرز أمامنا أرجوزة ” دلالة الحيران الجامعة للأحكام والأديان” وتعرف أحيانا اختصارا بـ”أرجوزة الصائغي”، للشيخ العلامة سالم بن سعيد بن علي الصائغي المنحي، والذي كان يعد واحدا من أبرز المراجع العلمية والفقهية في عُمان بالقرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
التزمت أرجوزة الصائغي بالنمط التقليدي لهذا الفن من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فان أبيات الأرجوزة عالجت عددا من المواضيع التعليمية والتربوية في المجال الديني، إضافة إلى أبيات أكدت على طلب العلم والاستزادة منه والإقبال عليه، كما تضمنت العديد من العِبر والحِكم في مسائل الحياة على وجه العموم، والحث على التقرب إلى الله عز وجل والتضرع إليه. كما تناولت الأرجوزة قضايا ومسائل لغوية وأدبية منوعة، وجاءت معظم أجزاء الأرجوزة على صيغة سؤال وجواب، يُسأل الشيخ الصائغي عن مسألة ما فيجيب عليها بإفاضة وإسهاب، وكلا الجزأين: السؤال والجواب على هيئة نظم شعري، ما يعكس تمكن الشيخ وبراعته الشعرية، إضافة إلى سعة علمه الديني والفلسفي، لتتشكل لدينا في النهاية أرجوزة بلغ عدد أبياتها 12,035 بيتا. ويذكر أن الشيخ الصائغي بدأ منظومته في مكة المكرمة، وكتب مقدمتها بعد أن أنهاها في مسقط رأسه، ولاية منح، كما هو مثبت في نسخة المؤلف الموجودة بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي في 2 رمضان 1217هـ/ 27 ديسمبر 1802م.
تعد الأرجوزة، والتي لا زالت مخطوطة، من أشهر أعمال الصائغي المنحي، ومن هذه المؤلفات والانجازات العلمية: المضنون به على غير أهله “مخطوط”، لباب الآثار الواردة على الأولين والآخرين “مطبوع”، كنز الأديب وسلافة اللبيب”مطبوع”، إضافة إلى مؤلفات أخرى.
27 ديسمبر 1802 الشيخ سالم بن سعيد الصائغي ينهي نظم أرجوزته
الأرجوزة، مفرد أراجيز، نمط شعري قصيدته منظومة على بحر الرجز، واليه تنتسب، وتمتاز هذه القصيدة بإيقاعها الموسيقي السريع، لذا وظفت لغايات التعليم والتثقيف، وكذلك التسلية. وعرف التراث العربي العديد من الانجازات والأعمال الشعرية التي جرى توظيفها خدمة للعلم بمختلف تخصصاته ومجالاته: شرعية، لغوية، فلسفية، أدبية