30 ديسمبر 1945 الشيخ محمد بن هلال البرواني ينهي فترة ترؤسه تحرير صحيفة الفلق

كتب بواسطة ذاكرة وطن

الملاحظة الفارقة الخاصة بتاريخ الصحافة العمانية، أنها انتشرت واتسع مداها وتأثيرها نتيجة لتعدد مجالات اهتماماتها، نتيجة هذا الزخم الذي رافقها من تنوع وتعدد الكتاب، العمانيين والعرب، اضافة الى الجأة في التناول والطرح، الميزة الأساسية والملاحظة الفارقة أن كل هذا التنوع والتأثير كان مرتبطا بالصحافة العمانية المهاجرة بالدرجة الأولى، وتحديدا الصحافة المرتبطة زمانيا بالتواجد العماني في زنجبار

الملاحظة الفارقة الخاصة بتاريخ الصحافة العمانية، أنها انتشرت واتسع مداها وتأثيرها نتيجة لتعدد مجالات اهتماماتها ولهذا الزخم الذي رافقها من تنوع وتعدد الكتاب، العمانيين والعرب، إضافة إلى الجرأة في التناول والطرح، الميزة الأساسية والملاحظة الفارقة أن كل هذا التنوع والتأثير كان مرتبطا بالصحافة العمانية المهاجرة بالدرجة الأولى، وتحديدا الصحافة المرتبطة زمانيا بالتواجد العماني في زنجبار، أما الصحافة بمعناها الحقيقي ودورها الفاعل في سلطنة عُمان فلم تكن حاضرة إلا بعد تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله ورعاه، عام 1970 زمام الحكم.
ففي مطلع القرن العشرين، حيث بدأ الفن الصحفي بالظهور تدريجيا في العالم العربي عموما، اضطلع عدد من رواد الثقافة العمانيين الأحرار بالدعوة إلى الإصلاح وبذل الجهد الحقيقي في سبيل التنوير والإشارة إلى مواطن الضعف والخلل، فحملوا مشاعل الثقافة والكلمة الهادفة، كان هدفهم بث الوعي وتبديد الديجور والعتمة، وأخذ مقعد في المشاركة الفاعلة بهذا النشاط الصحفي الذي بدأ بالانتشار التدريجي في أنحاء العالم العربي، وعلى نحو مخصوص في مصر والعراق وبلاد الشام، هذا الإسهام كان وليد مساهمة عمانيين أحرار غيورين على المصلحة القومية والإسلامية عبر ما يعرف بالصحافة المهاجرة.
صحيفة ” الفلق” اسم حاضر وبقوة في مجال الصحف العمانية المهاجرة، إن لم تكن أبرزها، والتي صادف صدور عددها الأول في مطلع شهر أبريل من عام1929، باعتبارها صحيفة سياسية، أدبية، اقتصادية، اجتماعية، علمية، وكان أول من تولى رئاسة تحريرها الشيخ هاشل بن راشد المسكري، الذي جمع بالإضافة إلى موقعه في رئاسة التحرير، مهمة الكتابة عبر سلسلة طويلة من المقالات اتسمت بالجرأة في التناول، إضافة إلى مضامينها الداعية إلى الوحدة والتآلف، انسجاما مع شعار الصحيفة “واعتصموا بحبل الله جميعا”. وبالإضافة إلى هاتين المهمتين كان الشيخ المسكري يتولى أيضا مهمة تحرير المجلة بالتعاون مع نخبة من الكتاب والمثقفين العمانيين الذين نذروا أنفسهم للقيام بهذا الدور التنويري. هذا التعدد في الواجبات والمهام يعكس بالإضافة إلى هذه الروح المتحفزة المثابرة التي تدفع القائمين على إصدار المجلة لتأدية رسالتهم الفكرية ومبادئهم السامية على أحسن وجه، فانها تعكس كذلك الظرف الصعب الذي اكتنف الصدور من ضعف في الإمكانات الفنية على وجه التحديد، فمن جهة كانت المجلة تصدر يوما واحدا في الأسبوع هو يوم السبت، وكانت معظم الإصدارات خالية من الصور المصاحبة للمادة الصحفية إلا في القليل النادر.
تواصلت رئاسة الشيخ المسكري في تحرير الصحيفة قرابة عامين، ليتولى من بعده ذات الموقع الشيخ محمد بن هلال البرواني، والذي امتدت فترة رئاسته أربعة عشر عاما اعتبارا من 23 مايو 1931. ومن أبرز الإنجازات المحققة في عهد رئاسته إضافة قسم باللغة الانجليزية إلى الصحيفة وكان ذلك في عام 1932. وواصلت الصحيفة زمن رئاسة الشيخ البرواني ذات النهج الذي اختطه من قبله الشيخ المسكري، جرأة في التناول وحرص على بث التنوير في أنحاء مختلفة، حيث كانت الصحيفة توزع في مسقط والجزيرة العربية والقاهرة، حيث كانت أعدادها تمتاز بالتنوع على نحو لافت لجهة تنوع وتعدد كتاب مقالاتها على وجه الخصوص، ومن أبرز الكتاب العمانيين الذي استمروا في الكتابة وبث أفكارهم التنويرية ولفترة طويلة الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي، والشيخ هاشل بن راشد المسكري، والشيخ محمد بن هلال البيروني. ولطابعها الذي اتسم بالانفتاح فان الصحيفة كانت حريصة على نشر مقالات لأبرز المثقفين والمفكرين العرب أمثال الشاعر السوري سليمان العيسى، والمفكر اللبناني شكيب أرسلان، والشاعر والأديب المصري محمد حسين هيكل. استمرت رئاسة الشيخ البرواني تحرير صحيفة الفلق حتى 30 ديسمبر 1945.

ذاكرة وطن - ديسمبر

عن الكاتب

ذاكرة وطن