4/1/1997 وفاة الصحافي والسياسي أحمد بن محمد اللمكي

كتب بواسطة ذاكرة وطن

الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر اللمكي، سليل عائلة اشتهرت بالعمل السياسي والصحافي، وهو من الرواد الأوائل للصحافة العمانية في زنجبار، وشخصية سياسية لها تاريخ في العمل النضالي وكذلك العمل الدبلوماسي.

الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر اللمكي، سليل عائلة اشتهرت بالعمل السياسي والصحافي، وهو من الرواد الأوائل للصحافة العمانية في زنجبار، وشخصية سياسية لها تاريخ في العمل النضالي وكذلك العمل الدبلوماسي.
البدايات الصحفية لصاحب السيرة كانت نتيجة اتصاله واحتكاكه بالفقيه والشاعر العماني ناصر بن سالم البهلاني، المعروف بأبي مسلم البهلاني أو العماني، الذي قام بإصدار صحيفة “النجاح” في زنجبار عام 1911، وهي من أوائل الصحف العربية ظهورا.
اتصل صاحب السيرة بأبي مسلم البهلاني وأعانه على إصدار جريدته، ثم تولى اللمكي رئاسة تحريرها، غير أن صحيفة “النجاح” لم يستمر إصدارها لفترة طويلة. حتى إذا أخذت صحيفة “الفلق” بالتشكل والتكوين في الربع الأول من القرن العشرين، كان الشيخ أحمد اللمكي من العناصر المؤسسة للإصدار الجديد، وأمضى في الصحيفة سنوات طويلة، إلا أن خبرته الصحفية لم تبقى محصورة ضمن أجواء صحيفة “الفلق”، فقد كان من المساهمين الفاعلين والمؤسسين الأوائل لصحيفة “النهضة” التي تولى رئاسة تحريرها عام 1949.
بقيت صلة صاحب الترجمة بصحيفة “الفلق” قائمة، وفي عام 1953 رُشح لرئاسة تحريرها، إلا أن هذه الفترة لم تستمر لأكثر من عام، ورغم قصر هذه الفترة إلا أنها كانت ملأى بالأحداث الجسيمة، حيث كانت “الفلق” في صميم الحدث تعبر عنه بجرأة وروح متطلعة إلى الفكاك من الوصاية البريطانية، فكان للصحيفة تأثيرها الفاعل والملموس على الرأي العام في زنجبار، إضافة للدول التي توزع بها، ففي هذه الفترة من عمر صحيفة الفلق ارتفع عدد الاصدار من 600 عدد قبل ربع قرن من رئاسة اللمكي إدارة تحريرها لتبلغ الأعداد المطبوعة والموزعة في فترته 2600 مع نهاية عام 1953 وهو رقم لا يمكن التقليل به في مثل الظرف الزمني. هذا الانتشار للصحيفة أزعج سلطات الاحتلال البريطاني لزنجبار، فأمر المقيم البريطاني بمصادرتها.
انخرط الشيخ أحمد اللمكي بقوة في العمل الوطني المناهض للوجود البريطاني، إلى أن حصلت زنجبار على استقلالها في ديسمبر 1963. وفي أول تشكيل حكومي بعد الاستقلال، عين الشيخ اللمكي سفيرا للشرق الأوسط ومقر اقامته القاهرة. وبعد إقامة بسيطة في القاهرة لم تتجاوز 33 يوما تلقى اللمكي نبأ الانقلاب الدامي على الحكومة الوطنية، وفي الأثناء بذل اللمكي جهدا مضنيا في سبيل تدخل مصر أو الدول العربية لحماية المواطنين العرب من المذابح الدامية التي تعرضوا لها في الفترة التي أعقبت الانقلاب، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
عاد الشيخ احمد بن محمد بن ناصر اللمكي الى الوطن الأم ليواصل عطاءه في المجال الدبلوماسي، حيث عين في عام 1975 مفوضا للسلطة لدى الجمهورية العربية اليمنية، وفي عام 1979 عين سفيرا للسلطنة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسفيرا فوق العادة ومفوضا غير مقيم لدى مملكتي السويد والدنمارك، وفي عام 1982 عين سفيرا فوق العادة لدى المملكة المتحدة.

سفيرنا لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية سفيرًا فوق العادة ومفوضًا للسلطنة غير مقيم لدى مملكتي السويد والدانمارك

السابع والستون ثقافة وفكر

عن الكاتب

ذاكرة وطن