“الوطن”.. إعلان يتسم بالبساطة والدلالة العميقة في آن معا وإشارة واضحة منذ لحظة الميلاد أن هذه الصحيفة البكر في عالم الصحافة العمانية تتعهد منذ بداياتها التعبير عن الهوية الجامعة لكل العمانيين، هو الصوت الذي انطلق في الثامن والعشرين من شهر يناير عام 1971 ليصدح في سماء السلطنة والعالم العربي ويساهم على نحو نشط وفاعل باعتباره واحدا من أبرز مكونات صناعة الرأي في بواكير مسيرة النهضة المباركة.
من رحم العمل الشاق والإرادة المصممة على النجاح كانت البدايات، فالإمكانات الفنية كانت متواضعة، ما اضطر إدارة الصحيفة في تلك المرحلة كي تواصل مهمتها أن تطبع إصدارها خارج السلطنة، فوقع الاختيار ابتداء على لبنان، حتى إذا نشبت الحرب الأهلية عام 1975 في أرض الأرز وتعذر في ظل هذا الوضع استمرارية الطباعة لصحيفة يومية، انتقلت عملية طباعة الإصدار اليومي إلى القاهرة ومنها إلى الكويت، وبقي هذا الوضع الشائك المربك بالنسبة لصحيفة تصدر على نحو يومي حتى عام 1988 لتبدأ طباعة الصحيفة في مطابعها الخاصة بها وعلى أرض السلطنة، وتعتبر هذه الخطوة نقلة كبرى في مسيرة الصحيفة على كافة المستويات، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تنامي معدلات التوزيع.
ولأن العمل الصحفي في أساسه يتطلب جملة اشتراطات وقواعد مهنية لمواكبة التطورات محليا وإقليميا، فإن إدارة الصحيفة عمدت إلى الاختصاص، فأنشأت أقسام: المعلومات، الترجمة، التحقيقات، المحلي “الولايات”، السياسي، الثقافي والفني، الرياضي، الاقتصادي، المرأة والطفل، المنوعات، وتدار هذه الأقسام كافة من قبل كوادر مؤهلة في التحرير. كما عملت إدارة الصحيفة على استقطاب أقلام الرأي الحر في السلطنة والعالم العربي ومن أرجاء مختلفة من العالم، إضافة إلى شبكة ممتدة من المراسلين. هذا التنوع في الاختصاص أكسب الصحيفة مصداقية لا تبارى سواء على الصعيد الإخباري أو على صعيد الرأي والتحليل، ما جعلها مصدرا مهما لعدد غير قليل من الباحثين والأكاديميين.