22 مارس 1695 ولادة أحمد بن سعيد آل بوسعيد، مؤسس الدولة البوسعيدية المعاصرة

ولد في مدينة أدم، وفيها نشأ وعلى علمائها ومشايخها أخذ علومه ودروسه الأساسية، ونتيجة تأثره بالوسط المحيط به، حيث اشتهرت أدم باعتبارها مدينة التجارة والأعمال بامتياز في تلك الآونة، أخذ الشيخ أحمد في مزاولة التجارة وانفتح في علاقاته وصلاته مع تجار عمان كافة، فذاع صيته وشاع اسمه بين التجار والأعيان في سن مبكرة من عمره. بلغت شهرته لدى الإمام اليعربي سيف بن سلطان، فقربه منه وأسند إليه عددا من المهام الإدارية، ثم عينه واليا على صحار.
شهدت تلك الحقبة حالة من الانقسام داخل البيت اليعربي الحاكم وبلغ هذا الانقسام درجة استعانة أحد أطراف النزاع بالأسطول الفارسي الذي خف لتثبيت وجوده على أرض عُمان فترة من الزمن.
في ظل هذه الاحتدامات والنزاعات التزم أحمد بن سعيد وهو في منصبه واليا على صحار الحياد، ولم يشارك في هذه الاقتتالات الدائرة بين أبناء العمومة اليعاربة، إلا أنه تصدى لتوسع القوات الفارسية لدى حصارها صحار وتمكن من صدها عن المدينة.
وبالنظر إلى حالة الانقسام والتجزئة التي عاشتها عمان في تلك الآونة، عمد أحمد بن سعيد إلى توحيد الدولة تحت سلطته، واقتضى هذا المطلب ابتداء إخراج القوات الفارسية من الأرضي العمانية، وتحقق له هذا الهدف من خلال التفاوض والصلح وبالفعل فقد انسحب الجيش الفارسي وغادر بأسطوله، فأثارت هذه الخطوة اعجاب الناس وتقديرهم له، فبايعوه واليا عليهم ومن ثم اتخذ من الرستاق مركزا لحكمه.
أخذت سائر المدن العمانية في مراسلة أحمد بن سعيد معلنة البيعة له، وكانت أكثر هذه المراسلات أهمية تلك التي تلقاها من أهل نزوى عاصمة اليعاربة، الذين توجهوا اليه بالطلب كي يتولى مدينتهم، فأرسل أحمد البوسعيدي أحد مندوبيه لاستلامها، وبعد فترة بسيطة وفد عليه في مكان إقامته بالرستاق العلماء من كل أنحاء عمان وبايعوه بالإمامة، وكان ذلك في 10 يوليو 1749.

ذاكرة وطن - مارس

عن الكاتب

ذاكرة وطن