1 أبريل 1929 صدور العدد الأول من صحيفة “الفلق “

لم تكن الصحافة العُمانية المهاجرة أوائل القرن العشرين إلا نتاجا طبيعيا لثقافة الوطن الأم، ولم تكن معالجاتها وقضاياها الصحفية المثارة والمتنوعة في موضوعاتها إلا تعبيرا عن حلم عدد من الرواد العمانيين الذين تملكتهم رغبة معرفية وحس وطني نبيل يهدف إلى بث التنوير ونشره. وهي بالعموم صحافة لم تنسلخ لحظة عن وطنها الأم بل بقيت مشدودة لقضاياه وهمومه، وكان الإنسان العماني في موطنه هو المقصد وهو الهدف بالدرجة الأولى. وكذلك بقيت هذه الصحافة شديدة الالتصاق والمتابعة لقضايا الإسلام المعاصرة وشؤون المسلمين، ولم تتخل للحظة عن مجالها القومي العربي، فبقيت على صلة ومتابعة لا تنقطع بالشأن العربي.
ونحن نتحدث عن الظاهرة، أهدافها ودوافعها، المباشرون على تنفيذها، فإن عنوان “الفلق” يبرز بقوة باعتبارها من أوائل الصحف العُمانية بل والعربية التي خاضت غمار تجربة الصحافة المهجرية، باعتبارها تصدر في زنجبار.
انشقاق النور من العتمة، كانت هذه الصورة المتخيلة في ذهن المؤسسين الأوائل للصحيفة، مالكها الشيخ محمد بن سعيد النكدي، وأول رئيس تحرير لها الشيخ هاشل بن راشد المسكري، فأطلقا على الصحيفة “الفلق” لتكون إصداراتها شبيهة بالصبح عندما ينشق من عتمة الليل.
تواصلت في الصدور حتى عام 1954 مع انقطاعات لأكثر من مرة بسبب مواقفها الجريئة من الاستعمار، وتحفيزها على الثورة بوجه الظلم والاستبداد، فكانت موادها الصحفية المنشورة على اختلاف تخصصها، مقالا أو تحليلا خبريا أو صورة أو رسما كاريكاتيريا عناصر فاعلة في سبيل اليقظة والانتباه لكل الذي يدور حول الإنسان العماني على وجه الخصوص، وكذلك الإنسان العربي والمسلم، حيث لم يقتصر توزيع الصحيفة على زنجبار وعمان، بل شمل التوزيع كلا من سوريا ولبنان ومصر والجزائر.

ذاكرة وطن - إبريل

عن الكاتب

ذاكرة وطن