شهدت سلطنة عمان أواسط القرن التاسع عشر حالة من الانفتاح التجاري وكذلك التواصل السياسي مع العديد من الدول العالمية، وبلغ هذا التواصل ذروته في الفترة التي تولى فيها السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي حكم البلاد التي شهدت في تلك الآونة انفتاحا واسعا على العديد من الدول العالمية، بما فيها العالم الجديد، الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقع الطرفان آنذاك معاهدة صداقة وتجارة بينهما.
استدعى هذا الانفتاح عملية إصلاح وتجديد واسعين للأسطول العماني، وأوعز السلطان سعيد ببناء العديد من القطع البحرية، بما فيها السفينة “سلطانة” التي بنيت وفقا للتصاميم الغربية، وكانت عملية البناء قد أنجزت في ميناء مومباي الهندي، حتى إذا اكتمل البناء أبحرت السفينة من مومباي لترسو في ميناء مطرح وفيه أجريت بعض التعديلات بما ينسجم مع الطابع العماني.
أبحرت السفينة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعلى متنها الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي، وهو أول مبعوث عماني إلى الولايات المتحدة. وواصلت السفينة خط سيرها ولم تتوقف إلا في جزيرة سانت هيلينا بالمحيط الأطلسي. وكانت السفينة محملة بالبضائع العمانية، التي تلقفها التجار هناك لحظة وصول السفينة ورسوها في الميناء الأمريكي. والتقى الشيخ الكعبي الرئيس الأمريكي وسلمه رسالة من السلطان سعيد إضافة إلى بعض الهدايا، وبالمقابل بعث الرئيس الأمريكي بهدايا للسيد سعيد وهي عبارة عن باخرة مؤثثة على نحو يتسم بالفخامة وقطعا من الأسلحة الفردية.