للعلاقة العمانية – البريطانية ميزة خاصة، لجهة أن السلطنة لم تكن تعد من محميات الإمبراطورية البريطانية كما هو الحال الذي كانت عليه هذه العلاقة في العديد من أجزاء المنطقة العربية والآسيوية، فقد كانت الندية هي الصفة الغالبة على هذه العلاقة.
ونتيجة لحالة الانفتاح في علاقاتها السياسية مع العديد من مراكز القوى في العالم في عهد السلطان سعيد بن سلطان كانت عمان محل اهتمام هذه القوى لجهة إبرام معاهدات صداقة وعقد صفقات تجارية، وكان الاتفاق الأول الذي أبرمه السلطان سعيد في هذا الشأن مع الولايات المتحدة الأمريكية حيث وقع معاهدة صداقة وتجارة عام 1833.
ونظرا للأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها موقع السلطنة، تسابقت الدول العظمى في تلك المرحلة لعقد صفقات مشابهة لتلك التي جرى توقيعها مع أمريكا بهدف الحصول على ذات الامتيازات التجارية والملاحية التي حصلت عليها الأخيرة، وكانت بريطانيا وفرنسا من أكثر الدول حرصا على إبرام اتفاقات شبيهة، إلا أن الاستجابة لهذه الرغبة تطلب من السلطنة وقتا غير قليل، وبعد ست سنوات على الاتفاقية مع الولايات المتحدة جرى التوقيع بصيغة مشابهة عام 1839 مع بريطانيا، وفي عام 1844 أبرمت اتفاقية شبيهة مع فرنسا.