لوحتان

كتب بواسطة بشائر السليمي

تنشر الفلقُ النصوص الفائزة في الملتقى الأدبي والفني الثاني والعشرين الذي أقيم في ولاية البريمي من ٢٠ وحتّى ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦. وبالأسفل نورد القصة الفائزة بالمركز الخامس مناصفة للقاصّة بشاير حبراس السليمي.

لوحة 1:

رسمت المعلمة سيارة على يسار السبورة. لوّنتها باللون الوردي. رفعت “سعدة” يدها، فسمحت لها المعلمة أن تقود السيارة، وكلما تحركت “سعدة” للأمام مسحت المعلمة السيارة ورسمتها في مكان جديد.

لم تكن “سعدة” تجيد القيادة، فرُسمت السيارة تارة عكس اتجاه السير، وتارة مرتصّة بالرصيف تفصل بينهما علامة تشبه البرق.

أصبحت “سعدة” أخيرا تجيد القيادة، حتى كادت أن تصل إلى يمين السبورة، فرفعت “عَروب” يدها، وتقدمت لترسم نخلة على خط السير. ارتبكت “سعدة” لأن سيارتها الوردية بلا فرامل.

سعدت “سعدة” عندما قامت “مليكة” من مقعدها لترسم الفرامل، لكن “مليكة” رسمت سيفين أسفل إطارات السيارة الوردية فثقبتها، فاصطدمت “سعدة” بالنخلة.

لوحة 2:

لم تفارق الحيرة وجه الخيّاط مساء الأحد، بعد أن طلب منه شاب ملتحٍ حياكة خمارٍ عرضه متران بصفة عاجلة. كاد أن يرفض الطلب لولا أن نقده مقدما سعرا أعلى من السعر المفترض.

فكر طويلا في المرأة التي يكون وجهها بهذا الحجم، فقد سبق أن طلبت منه امرأة سمينة حياكة بنطال لها، وكان الأمر طبيعيا جدا بالنسبة إليه أن يستهلك لفافة قماش كاملة من أجل حياكته.

في صباح الإثنين، تحسس الريالات في جيبه، وبدأ في قص القماش. تلكأ يتأمل فتحتي العينين اللتين ثقبهما في الخمار، واللتين تأخذان شكلا مربعا في العادة، واستذكر عيني أمه الواسعتين وقد بدتا كحبّتي ذُرَة أمام هذين المربعين.

يوم الثلاثاء عاد صاحب الطلب حاملا معه لوحة فنية، ترك وجهها على الجدار، وسأل عن طلبه. كان يرغب الخياط لو يستطيع إخماد فضوله وهو يناوله الخمار.

وقبل أن يخرج طالبُ الخمار، سُرَّ الخياط لتمكنه من إلقاء نظرة خاطفة على اللوحة وقد أديرت لبرهة، فرآها تحمل وجه امرأة جميلة، بل لم يخف إعجابه بها، فتعرّق الرجل وارتعشت يداه بتشنج، فأخرج الخمار من الكيس بسرعة وألبسه اللوحة ومضى.

أدب التاسع والسبعون

عن الكاتب

بشائر السليمي