تنشر الفلقُ النصوص الفائزة في الملتقى الأدبي والفني الثاني والعشرين الذي أقيم في ولاية البريمي من ٢٠ وحتّى ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦. وبالأسفل نورد النص الشعري الفائز بالمركز الأوّل للشاعرة فاطمة إحسان.
خيطُ الدم الذي ينسلُّ من ذاكرتي
يطول، يتشعب، يورق، يزهر
لا يثمر شيئاً
لا يود أحدٌ أن يقطعه بفأسٍ أو ضِمادة
لا يسأل عن جذوره أحد.
أتحسس أهدابَ هُويتي
أنتزعها من خيالٍ
لا تطاله وَصْمة التّعريف،
عدسةً تبصرُ عبرَها الأشياءُ
ذاتاً تتلمسُ حُطامها في الأشياءِ
قطعةَ زجاج توازي عالماً
عجزت عن التقاطع معه.
الأطراف الحادة لذاكرتي
لا تشبه طرف ظفري الطويل
ليست وريقاتٍ مُتيبسةُ على غصنٍ أخضر
أو شحمة زائدة لفخذِ القبيلة
ليست شعيرات متناثرة على أطراف حاجبيّ
لذا لا يملك أحدٌ دافعاً لتشذيبها.
أترك للأمس باباً موارباً
و أختبئ خلفه
أفكر فيما لو تسللت عبرهُ
إلى خارج مسار حياتي
لو تظاهرت بأنني لا أراني
و أنا أتنهدُ
في آخر يومٍ طويلٍ
كامرأةٍ بهٍتَت من طول التذمر.
لا تركض الذاكرة
إلا و تتعثر بنفسها
لا تركل إلا جدرانها
لذا لا تشفى من الألم.
ذاكرتي خزان وقود الألم.
أخفف الوطء
أكثر مما ينبغي
فتجرحني الخِفّة.
أحاكي الآخرين في ركضهم
أصمّ أذنيّ عن صهيل الأصفاد
فأتعثر بقلبي
و هو يئن كحُزمةِ سعفٍ تحترق.
قلبٌ لا يملؤه شيءٌ
و لا يملأ شيئاً
حرٌ، ناعسٌ، و منسيٌّ
كبُحيرةٍ لا تهوي إليها العصافير
لتنفضّ عنها خفّتها،
سيكون أملاً للمُتعَب،
عبئاً على حالمٍ زادهُ السّفر.