أوطان آيلة للسقوط

كتب بواسطة خليفة سليمان

أوطان آيلة للسقوط

حوارات مع الشيخ سيف بن هاشل المسكري

 

قرر عاصم رشوان تجميع لقاءات الشيخ سيف بن هاشل المسكري مع وسائل الإعلام المختلفة ، المحلية والخليجية والعربية ، معيدا قراءة هذه اللقاءات من جديد في هذا الإصدار بعنوان (أوطان آيلة للسقوط) متجولا في ثنايا أفكار الشيخ سيف المسكري ، محاولا تحليلها واستنطاقها علها تبوح ببعض المسكوت عنه ..

يقول عاصم رشوان حول محور الكتاب:

“لم يتوقف الشيخ سيف بن هاشل المسكري عن قراءاته الصائبة في الغالب للمشهدين الخليجي والعربي حتى بعد خروجه من منصبه الرفيع في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ، ولم يغمض عينيه عن الواقع المحلي باعتباره نسخة متكررة إلى حد بعيد من الصورة العامة للمجتمعات العربية، فهو الحاضر الغائب عن كل حدث أو أحداث قد تفاجئ الجميع بينما هو الذي كان يحذر من وقوعها منذ سنوات خلت.

رؤية الشيخ سيف المسكري للمستقبل ليست ناجمة عن قراءة الكف أو استطلاع النجوم ، إنما هي تستند إلى معلومات وتحليلات علمية محدثة باستمرار قد لا يجد نظراؤه في العمل السياسي والدبلوماسي متسعا من الوقت للاطلاع عليها…  ليس هذا فحسب ، إنما هو صاحب سمات شخصية نادرة .. ابتسامة تخفي وراءها قدرا وافرا من الدهاء والذكاء مجتمعين. يتقن بالفطرة فن التعامل مع الآخرين على اختلاف طبائعهم ومشاربهم . يعرف جيدا كيف يكسب الخصوم ولا يخسر الأصدقاء. قوي في نصرة الحق ، سندا للمظلومين . يعرف جيدا متى يصمت ومتى يتحدث وكيف ولماذا.”

ويبحر عاصم رشوان في التاريخ المهني للشخصية محور الكتاب ، حيث يقول:

“تدرج الشيخ سيف المسكري في المواقع الدبلوماسية حتى وصل إلى درجة سفير ، حيث تم اختياره ليشغل منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية لدول مجلس التعاون خلال فترة حرجة من مسيرة المجلس شهدت أحداث دراماتيكية كان أخطرها الغزو العراقي للكويت ، وما تلاه من تداعيات سلبية لا تزال المنطقة تعاني من آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، وعاد في عام 1993 م إلى قواعده الأساسية رئيسا للدائرة الإعلامية في ديوان عام وزارة الخارجية . ثم صدر مرسوم سلطاني بتعيينه أول وكيل للسياحة في وزارة التجارة والصناعة لفترة قصيرة شهدت زخما غير مسبوق في هذا المجال، كان أهمها وضع أول إستراتيجية للسياحة في السلطنة انتهت بخروجه إلى التقاعد وتعينيه عضوا في مجلس الدولة لعشر سنوات متتالية منذ عام 1997 إلى عام 2007 ، كما تم اختياره ليكون عضوا في الهيئة الاستشارية لقادة دول مجلس التعاون لمدة سبع سنوات…، كما تم اختياره أيضا عضوا في البرلمان العربي لمدة سنتين… ”

ويلخص الكاتب إصداره في التقديم حيث يقول:

“هذا الكتاب يلقي الضوء على حقائق تبدو غائبة عن الكثيرين ، كاشفا تفاصيل غواية كبرى انتهت إلى إطلاق شرور الفتنة النائمة من قمقمها لتطاول الحرث والنسل ، جاعلة من الأوطان مجرد هياكل آيلة للسقوط ممزقة نسيجها الاجتماعي منتهكة لكل المحرمات، ربما بعون ورعاية من الذين يفترض أنهم قائمون على صيانتها وتأمينها . كيف تسير الأمور على الصعد القطرية والخليجية والعربية ، وماذا فعلت النفوس البشرية الأمارة بالسوء بنفسها وبغيرها.

يرصد الكتاب ما جرى وما يجري … كيف ولماذا؟ ويستقريء ما هو آت، منطلقا من قراءات متأنية لحوارات متعددة ومتنوعة مع الشيخ سيف بن هاشل المسكري الأمين العام المساعد الأسبق للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي، الذي كان شاهدا على حالة الارتداد والردة إلى زمن ملوك الطوائف الذين بكوا عروشهم كالنساء حين فشلوا في الحفاظ عليها كما الرجال.

صرخة مكتومة من حناجر تملأها غصة ، ودعوة مخلصة إلى نوبة استيقاظ باعتبارها بوقا لإنذار أخير نأمل ألا يكون متأخرا تحسبا لما يمكن أن يصعقنا في الغد القريب”

في هذا الكتاب يتحدث الكاتب أيضا عن تداعيات الغزو الأمريكي للعراق والذي اعتبره أكبر جريمة في التاريخ البشري حيث أنه نهب ثروات الشعوب وفتح الجحيم على المنطقة وعلى العالم أجمع ، كما أعتبر الكاتب أن الوجود الأمريكي في العراق حطم صندوق الشيطان لتخرج منه شرور الطائفية والمذهبية والعرقية. ومن خلال قراءة متفحصة للحوارات الإعلامية مع الشيخ سيف المسكري يستشف الكاتب تداعيات أحداث الشرق الأوسط والذي كان آخرها داعش وأخواها التي شوهت وجه الإسلام.

صدر الكتاب عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت في حوالي 300 صفحة من القطع المتوسط مدعما بملحق من الصور والوثائق من أرشيف الشيخ سيف بن هاشل المسكري .

الثاني والثمانون سياسة

عن الكاتب

خليفة سليمان

كاتب وأديب عماني