غراب البنك ورائحة روي

كتب بواسطة حمود سعود

علينا أن نملأ هذا البياض بالأصوات والحكايات والروائح والفواصل والهوامش لكي تكتمل غابة السرد.

  • وحدها الشجرة الواقفة على باب البريد تدرك أن الرسائل لا تصل إلى الأم، لأنها الآن في المقبرة.

ولا تصل إلى العاشق؛ لأنه صار أعمى.

ولا تصل إلى الجندي؛ لأنه الآن من دون قدمين ولا قلب.

ولا إلى السجين؛ لأنه أصبح بلا رائحة.

  • رأيتهم موتى، وجنرالات، وشعراء، وصيادين، وجنودا بلا بنادق، تركوا ثورتهم في كتب التاريخ، ورعاة بلا جبل، وتلاميذ بلا نشيد وطني، ونساء بلا أمومة، وعمالا بلا أحلام، رأيتهم يدخلون حانة بيت الفلج هذا المساء.

قال لي السارد: كيف ترى، وأنت الذي تركت عينيك في الشجرة؟

: أنا رأيت الدموع والخيبات، وهذا يكفيني.

  • من نص غراب البنك ورائحة روي

 

  • سريعا جاءت السيارات وجاء موتها معها، فتكوّنت هذه المقبرة التي تسمى الآن صناعية الوادي الكبير.
  • من نص تهميش السرد وسرد الهامشي.

 

  • عن حمار مسقط الحزين، سيروي السارد الميت حكايات تفوح منها رائحة الجوع والتشرد والصعلكة.
  • تحاصرك بنادق العساكر

تحاصرك خديعة الضوء.

تتبع ظل الجوع

وصوت الطفولة الأولى

  • في الهامش ولدت، وفي أطراف المدينة عشت، وفي الظلال البعيدة مضت حياتي، وفي الهامش سأموت.
  • من نص حمار مسقط الحزين.

 

  • و

واصلة ومتصلة ومتواصلة وأصيلة، ورابطة الشعوب بذاكرة الأرض والدم والمكان والحروب والميلاد والدمع والضحكة، وهي وتد الطفل في جدار الأمومة، وهي عكاز الشيخوخة التي تقود أعمارنا إلى ينابيع الصفاء.

  • من نص موسيقا

 

  • كم أنت أنانية أيتها الكتابة، أنانية بشكل مرعب، تأخذي الوقت والقلق والعزلة والعمر والفكرة، ولا تمنحينا سوى التعب والغربة.
  • أكتب لأجعل الألم الذي ينهش أرواحنا أكثر جمالا وأقل وجعا.
  • عن عزلة الينابيع، وعزلة الشجرة، وعزلة الشاعر، وعزلة السجين، وعزلة الكلام، وعزلة المكان، سينطق الألم.
  • من نص دم العزلة
أدب الثاني والثمانون

عن الكاتب

حمود سعود