معالم في طريق الشعر

كيف ندخل إلى الكتابة عن الشعر العربي، شعراءً وقراء؟ من أي الأبواب والنوافذ ننفذ إلى ذلك الجوهر الناصع الذي كلما عُرّف احتال على تعاريفه واعتبر أن أي حقيقة تلصق به هي محض اتهام يبرئ منه الشعر؟ لذلك، وجدنا أنفسنا نتجاوز البحث عن الشعر إلى البحث فيه ومن خلاله عبر أسئلة تحاور بعضها مهما اختلفت افتتاحاتها الاستفاهمية: هل يكتب الشعر المنفى أم يكتب المنفى شعره، ومتى يكون المشي الحر محركاً من محركات القصيدة العربية باتجاه المعنى، وأين -إلا في غزة- يصبح الوطن المحاصر قصيدة محاصرة، وكيف تعيد لغة الشعرية رسم الملامح الغائبة للطفل والمكان بالفحم… وأخيراً: من هذا القارئ المجهول الذي يعرف كيف يتواصل مع القصيدة وهو جالس وسط ظلام الجمهور الدامس؟

هنا، في هذا الملف، تُطل مجلة الفلق على قرائها من خلال أصوات عربية من مواقع مختلفة، فيبحث الشاعر السوري موفق الحجّار في البحث عن المكان الذي يؤثثه الشعر على بساط الريح، داخلاً إلى تخوم السؤال من عادة المشي التي اكتسبها عن جده المشَّاء في أزقة دمشق. بينما تذهب الشاعرة الفلسطينية أمل إسمـاعيل إلى غزة كحالة حصار شعري وسياسي في ذات الوقت، تُنقب في لغة الشعر الغزّي عن شاعر عاديّ، يكتب ويحب ويغني ويلهو بترف الكلام، فلا تجد إلا شاعراً محاصراً بلغة محاصرة تزجّي ساعات الحصار الطويلة بملاعبة الموت. أما الناقدة الأردنية زينب القيسي فتدرس مناخات الشعر الأمريكي المصحوب بقلق الهوية عند شعراء المهجر، منذ تأسيس الرابطة القلمية في عشرينيات القرن العشرين إلى بزوغ الشعراء المعصرين من أمثال إيتيل عدنان التي كتبت قصيدتها العربية باللغة الإنجليزية في أمريكا.

أخيراً، يقترب هذا الملف من قراء الشعر وعوالمهم الخاصة، من خلال الإطلالة على خمسة قراء من خلفيات ومواقع مختلفة، ويرصد آراءهم حول موقع الشعر في حياتهم اليومية، وطقوسهم القارئية.

قراءة ممتعة نرجوها لكم…

سالم الرحبي (محرر الملف)

فكرة وتحرير
سالم الرحبي
المتابعة
سمية اليعقوبي
المراجعة التحريرية واللغوية
خليفة الزيدي
هيثم المحرمي
تصميم
الشيماء الجهضمي